«تويوتا» تتوقع تعزيز مكانتها العالمية الأولى في عالم السيارات

بعد إعلانها تخطي إنتاج جنرال موتورز الأميركية في 2007

الرئيس المدير العام لشركة تويوتا كاتسواكي واتانابي متحدثا للصحافيين أمس في ناغويا المعقل التاريخي للشركة وسط اليابان (أ.ب)
TT

أكدت مجموعة «تويوتا» اليابانية العملاقة لصناعة السيارات أمس، أنها اصبحت في 2007 اول صانع سيارات في العالم لجهة الانتاج، واضعة بذلك حدا لثمانين عاما من احتكار الاميركية «جنرال موتورز»، كما أعلنت انها ستواصل توسيع نشاطها في أسواق السيارات الناشئة بهدف تحقيق عام آخر من المبيعات القياسية في 2008 لتعزز مركزها كأكبر شركة للسيارات في العالم، متقدمة على جنرال موتورز الاميركية.

وفي العام 2007، صنعت مجموعة «تويوتا» التي تضم نماذج تويوتا وديهاتسو وهينو، تسعة ملايين و510 آلاف سيارة بزيادة نسبتها 5 بالمئة عن انتاجها في العام 2006، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) عن الرئيس المدير العام للشركة كاتسواكي واتانابي في مؤتمر صحافي في ناغويا المعقل التاريخي للشركة وسط اليابان.

وتتوقع شركة «جنرال موتورز» من جانبها ان يبلغ انتاجها للعام 2007 نحو 9.25 مليون سيارة، بحسب ارقام منشورة على موقع الشركة الإلكتروني.

وبحسب رويترز فعند استبعاد إنتاج مشروع مشترك في الصين تملك جنرال موتورز فيه حصة أقلية جاءت الشركة الاميركية في المركز الثاني في مبيعات السيارات العالمية العام الماضي بعد تويوتا.

ولا يزال غير معروف إن كانت تويوتا ستكسب أيضا السبق في مجال المبيعات. وأعلنت الشركة أمس الثلاثاء انها تتوقع ان تبلغ مبيعاتها هذه السنة 9.36 مليون سيارة، أي 6% اكثر من 2006. من جهتها، ستعلن «جنرال موتورز» عن ادائها التجاري السنوي في مطلع يناير (كانون الثاني).

ولجهة الأداء التجاري، احتدم التنافس بين الشركتين طوال العام حيث تجاوزت مبيعات تويوتا الصانع الاميركي في الفصل الاول من العام غير ان «جنرال موتورز» عادت لتتفوق بشكل طفيف في الفصلين التاليين من العام.

وبحسب وكالة الانباء الالمانية فقد أنتجت تويوتا خلال الاشهر التسع الاولى من العام الجاري 7.05 مليون سيارة بزيادة نسبتها سبعة بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفي المقابل أنتجت جنرال موتورز خلال نفس الفترة 7.06 مليون سيارة بزيادة نسبتها 2.4% لتتفوق بفارق ضئيل على منافستها اليابانية.

وبحسب وكالة الانباء الألمانية أرجع متحدث باسم تويوتا أمس الثلاثاء أسباب زيادة انتاج الشركة إلى ارتفاع الطلب على سيارات تويوتا في الشرق الاوسط والصين وروسيا والاسواق الناشئة الاخرى.

يشار الى ان تويوتا تجاوزت منذ فترة طويلة جنرال موتورز لجهة الارباح. ولجهة القيمة السوقية في البورصة تبلغ قيمة تويوتا عشرة اضعاف منافستها الاميركية التي تعاني صعوبات.

غير أن واتانابي حرص كالعادة على تفادي الخوض في هذا الامر، مؤكدا انه «لا يوجد نمو من دون (تحسين) الجودة. ان نمونا سيكون دائما نتيجة لتحسين الجودة».

وبحسب المحللين، فان هذا التواضع من جانب رئيس مجلس ادارة تويوتا يفسر بعدم رغبة الشركة اليابانية في إهانة الولايات المتحدة والوقاية من استخدام الولايات المتحدة مجددا عصا الحماية ضد السيارات اليابانية.

ونقلت (أ ف ب) عن كوجي اندو المحلل لدى «كريدي سويس» انه «من البديهي ان تكون تويوتا تجاوزت جنرال موتورز. لكن في العام المقبل ستجري انتخابات رئاسية وستكون هناك حكومة جديدة في الولايات المتحدة. ولا تريد تويوتا اثارة جلبة حتى لا تتعرض لمشاكل سياسية خصوصا مع ازمة قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة».

ويعود النمو الهائل لشركة تويوتا في السنوات الاخيرة اساسا لنجاح سياراتها الاقتصادية في السوق الاميركية. وركزت المجموعة في السنوات الاخيرة ايضا على الدول الناشئة لتأمين تواصل نمو مبيعاتها.

وفي اغسطس (آب)، اعلنت المجموعة اليابانية التي احتفلت في 2007 بعيد ميلادها السبعين، انها تخطط لبيع عشرة ملايين سيارة في العالم في العام 2009، وهو رقم لم يسبق لأي صانع سيارات ان حققه. وبالاعتماد على الارقام التي نشرت أمس الثلاثاء، فان هذا الرقم الاسطوري سيتحقق قبل ذلك، اي في 2008. ورفعت تويوتا الى 9.85 ملايين (زيادة بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالعام 2007) رقم مبيعاتها المستهدف في العام 2008 مقابل 9.8 ملايين معلنة سابقا. كما رفعت الرقم المستهدف لجهة الانتاج الى 9.95 مليون سيارة (زيادة 5 بالمئة سنويا). وعلق المحلل اندو «ان السيد واتانابي متفائل اكثر من اللازم قليلا»، مشيرا الى ان حجم مشكلة قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة واثر هذه الازمة على سوق السيارات الاميركية «تظل من الامور المجهولة في العام 2008».

واضاف «ان ارباح تويوتا في نمو متواصل منذ سبع او ثماني سنوات، غير انها وللمرة الاولى يمكن ان تتراجع في العام المقبل»، معتبرا ان مشاكل الاقتصاد الاميركي المرتبطة بسعر صرف الين مقابل الدولار وارتفاع اسعار النفط ومشاكل اخرى «يمكن ان تسبب لتويوتا أسوأ صداع لها في العقد الاخير».

وتصم مجموعة تويوتا أيضا شركة «هينو» للشاحنات وشركة ديهاتسو للسيارات الصغيرة.

وجذبت تويوتا المزيد من المشترين في الاسواق الناشئة والمتقدمة على السواء بمجموعة كبيرة من الطرز من بينها السيارة كامري والسيارة برايوس التي تعمل بمحرك مزدوج وفي الوقت نفسه عملت على زيادة أرباحها من خلال خفض التكاليف والاستفادة من اقتصاديات الانتاج الكبير.

ومن المرجح أن تعمل تويوتا التي تبلغ قيمتها نحو 190 مليار دولار على زيادة فارق المبيعات بينها وبين جنرال موتورز في العام المقبل في الوقت الذي تواجه فيه الشركة الاميركية تخفيضات في الانتاج في أميركا الشمالية وتستعد لبيع وحدة للشاحنات الى نافيستار انترناشيونال.

وقد حققت تويوتا نجاحا ملحوظا في الاسواق الصينية والروسية الناشئة لكنها لم تحقق تقدما في سوق الهند الواعدة.

ووعدت الشركة بانتاج سيارة عائلية مخفوضة الكلفة للانتشار في هذه الاسواق الجديدة مثلما فعلت رينو الفرنسية من خلال السيارة لوجان لكن تويوتا لم تذكر شيئا حتى الان عن موعد بدء الانتاج. الجدير بالذكر أن جنرال موتورز ظلت تتصدر منذ عام 1931 قائمة الشركات المنتجة للسيارات في العالم.