ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي في بنغلاديش إلى مستوى قياسي

مع ارتفاع تحويلات مواطنيها العاملين بالخارج

TT

قال بنك بنغلاديش المركزي أمس الثلاثاء، إن احتياطيات البلاد من النقد الاجنبي ارتفعت الى مستوى قياسي ببلوغها 51 .5 مليار دولار في نهاية ديسمبر (كانون الاول) الماضي من 5.10 مليار في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت احتياطيات بنغلاديش في نهاية ديسمبر من عام 2006 قد بلغت 3.88 مليار دولار. (الدولار يساوي 68.60 تاكا).

وبحسب رويتر عزا البنك الزيادة الى ارتفاع تحويلات العاملين في الخارج.

وقال بنك بنغلاديش المركزي أمس الثلاثاء إن تحويلات العاملين في الخارج الى البلاد ارتفعت بنسبة 3.12 في المائة في نوفمبر الماضي لتصل الى 617.39 مليون دولار مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وفي الفترة من يوليو (تموز) الى نوفمبر، وهي الاشهر الخمسة الاولى من السنة المالية تجاوزت تحويلات أكثر من خمسة ملايين مواطن يعملون بالخارج 2.8 مليار دولار بزيادة 22 في المائة عن الفترة المقابلة من عام 2006.

وقال مرشد كولي خان نائب محافظ البنك المركزي «استقبلنا تحويلات قياسية في نوفمبر لان المغتربين حولوا لأقاربهم مزيدا من المال قبل عيد الاضحى».

وفي السنة المالية الماضية 2006-2007 ارتفعت التحويلات الى مستوى قياسي؛ اذ بلغت 5.98 مليار دولار بزيادة 24.52 في المائة عن السنة المالية السابقة. ويتوقع البنك المركزي أن تصل التحويلات السنوية التي تعتبر مصدرا رئيسا للنقد الاجنبي الى عشرة مليارات خلال العامين المقبلين.

ويعمل أغلب المغتربين في الشرق الاوسط والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وايطاليا واليابان وسنغافورة.

وتحويلات المغتربين هي ثاني أكبر مصدر للنقد الاجنبي للبلاد بعد صادرات صناعة المنسوجات التي تجاوزت قيمتها تسعة مليارات دولار في السنة المالية 2006-2007.

من جهة أخرى، اصطف الآلاف في بنغلاديش في طوابير طويلة أمس أمام متاجر الغذاء التي تديرها القوات شبه العسكرية بالعاصمة داكا وتبيع السلع الاساسية بأسعار موحدة وسط تصاعد المخاوف من تداعيات ارتفاع أسعار الارز وسلع استهلاكية أخرى في أسواق التجزئة.

ويقول مسؤولون وتجار إنه لا أمل في انخفاض الاسعار قريبا.

ومنذ الأسبوع الماضي ارتفع سعر الارز نحو 40 تاكا (0.60 دولار) للكيلوغرام في أسواق التجزئة أي ما يعادل مثلي السعر في متاجر قوات الأمن.

لكن هذه المتاجر لا تصل الى أغلبية سكان بنغلاديش الذين يزيد عددهم على 140 مليون نسمة خاصة من يعيشون في الريف وعانوا من خسائر متكررة في المحاصيل بسبب الفيضانات والاعاصير.

ويقول التجار والمسؤولون ان أسعار المواد الغذائية تجاوزت المثلين منذ ان تولت الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش السلطة في يناير كانون الثاني الماضي ووعدت بمعالجة ما وصفته بمؤامرات تجار جشعين يرفعون أسعار الغذاء.

ويقول تجار التجزئة انهم يشترون السلع بأسعار مرتفعة من تجار الجملة.

وتقول الحكومة ان الاسباب الرئيسة لارتفاع الاسعار هي الزيادة في كلفة السلع الاولية والوقود في الاسواق العالمية ثم جشع التجار والكوارث الطبيعية.

وقال شهاب الدين أحمد الذي كان يتسوق في سوق بداكا لرويترز «السلع التي ارتفعت أسعارها ارتفاعا باهظا تشمل الارز والقمح والطحين وزيت الطعام والحليب والتوابل والبقول والاسماك واللحوم والخضروات».

وتقول ماجدة بيجوم وهي تقف في أحد طوابير الغذاء أمام متجر تديره قوات الامن «نحن نقف في الطابور منذ ساعات قبل أن تطلع الشمس. لكن لا بديل أمامنا لأننا لا نستطيع دفع ثمن الارز والاحتياجات اليومية الاخرى من الاسواق العادية».

وكان أغلب الواقفين في الطابور وعددهم نحو ثلاثة آلاف من النساء.

وتدير قوات الامن 40 متجرا في العاصمة التي يسكنها 11 مليون نسمة.

وتنتج بنغلاديش نحو 29 مليون طن من الارز والقمح سنويا وهو ما يكفي بالكاد لتغطية الاستهلاك.

لكن موجتين من الفيضانات في الفترة يوليو (تموز) سبتمبر (ايلول) من العام الماضي ثم أسوأ اعصار تشهده البلاد منذ عام 1991 دمرت ما يقرب من 1.8 مليون طن من الارز مما اضطر السلطات الى اصدار نداء دولي طلبا لمساعدات غذائية.

ويقول كبار رجال الاعمار ان العديد من التجار يتجنبون استيراد السلع خشية أن تطبق عليهم الحكومة التي تشن حملة موسعة على الفساد.

وقالت الحكومة في الآونة الاخيرة انها ستتساهل مع رجال الاعمال حتى يستردوا الثقة، لكن لم تستجب منهم سوى قلة محدودة.