«تاتا» الهندية أكبر المرشحين لشراء «جاغوار» و«لاند روفر» البريطانيتين من «فورد» الأميركية

في اعلان آخر على اختلال موازين القوة الاقتصادية في العالم

TT

فيما اعتبر اعلانا آخر على اختلال موازين القوة الاقتصادية فـي العـالم عامـة، وصنـاعة السيارات خاصة، أعلنت شركة «فورد» الأميركية مساء أول من أمس أن مجموعة «تاتا» الهندية هي المرشح الأوفر حظا لشراء علامتيها البارزتين «جاغوار» و«لاند روفر» ومعامل السيارتين في بريطانيا.

وفيما ذكرت «فورد» على لسان لويس بوث، نائب المدير التنفيذي المكلف فرعها في أوروبا، أنها «منكبة على اجراء مفاوضات حول أدق التفاصيل»، فقد ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن من المتوقع أن يتم تأمين عقد البيع خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وفي تصريح له أكد بوث «أن هناك قدرا كبيرا من العمل يجب انجازه، وفي حين لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي، فاننا سنمضي في مناقشات مستفيضة مع تاتا موتورز خلال الاسابيع المقبلة بهدف تأمين اتفاق في صالح كل الأطراف المعنية».

وظلت «تاتا موتورز» تقود سباق الفوز بصفقة «جاغوار» و«لاند روفر»، اللتين تعتبران من ارقى ماركات السيارات في العالم ومن مفاخر صناعة السيارات البريطانية، على حساب منافسين آخرين هما شركة السيارات الهندية «ماهيندرا وماهيندرا» والصندوق الاستثماري الخاص «أبولو»، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له.

وبحسب صحيفة «التايمز» البريطانية فان المتنافسين الثلاثة قدموا عروضا للعلامتين تتراوح بين 1.5 و 2 مليار دولار، غير أنه يُنظر الى «تاتا» على أنها أوفر الثلاثة حظا خاصة بعد أن فازت بدعم نقابات العمال البريطانية التي تخشى على مصير 15 ألف وظيفة مباشرة، والتي توفرها المعامل المصانة لـ«جاغوار» و«لاند روفر» وتخشى تلك النقابات من أن فوز صندوق استثماري خاص بالصفقة سيضع مستقبل عمال العلامتين في خطر خاصة مع التقلبات التي تعرف أسواق المال العالمية حاليا في أعقاب أزمة الرهون العالمية. كما أنه إذا تمت المفاضلة بين «تاتا» والمُصنع الهندي الآخر «أمباني و أمباني»، فهو في صالح الأول على اعتبار أن «تاتا» هي أكبر شركة لصناعة السيارات في الهند، وله حضور هندي وعالمي لافت في استثمارات أخرى عبر مجموعتها المترامية.

وفي هذا السياق قال لـ«الشرق الأوسط» الخبير البريطاني في صناعة السيارات جاي نايجلي «إن تاتا هي بالتأكيد ضمانة أكبر للنقابات لأنها شركة لها حضور راسخ ويعتد بها. كما أن تملك تاتا لجاغوار ولاند روفر من شأنه انهاء حالة القلق والترقب التي كانت تكتنف الجميع من عمال، ومعتمدي مبيعات، وحتى محبي العلامتين الذين كانوا يتخوفون أن تعمد فورد الى اغلاق مصانع تصنيع العلامتين».

وتحظى «تاتا» كذلك بثقة «فورد» التي ترى فيها مالكا جديا له خطط استثمارية بعيدة المدى لـ«جاغوار» و«لاند روفر»، اللتين تسعى الشركة الاميركية لبيعهما لتعديل حساباتها المالية، وتحقيق هدف العودة للربحية في العام المقبل. وفي اطار هذا المسعى قامت «فورد» العام الماضي ببيع «استون مارتن» البريطانية لصناعة السيارات الفاخرة والتابعة لها الى مجموعة تضم شركة دار الاستثمار الكويتية في صفقة قيمتها 925 مليون دولار، فيما قالت انها ستحتفظ باستثمار قيمته 77 مليون دولار فيها.

وبالنسبة لـ«لاند روفر» و«جاغوار» وفيما الأولى التي اشترتها «فورد» عام 2000 مقابل 2.75 مليار دولار بوضع أفضل، فان الثانية تعاني منذ تملكها من قبل الشركة الأميركية عام 1989 مقابل 2.5 مليار دولار.

وبحسب «وول ستريت جورنال» فان «فورد» مستعدة لبيع العلامتين بخسارة كبيرة تصل الى 3.75 مليار دولار، حيث أشارت في هذا السياق الى أن تقريرا لـ«ميريل لينش» نشر العانم الماضي قدر أن أقصى مبلغ يمكن أن تحصل عليه «فورد» للشركتين مجتمعتين هو بين 1.3 و 1.5 مليار دولار. وإذا نجحت «تاتا» في سعيها لشراء «جاغوار» و«لاند روفر»، ستكون المرة الأولى التي تنجح فيه شركة هندية في شراء شركة غربية لصناعات السيارات. كما ان الصفقة ستكون «خبطة» أخرى لمجموعة «تاتا» التي قامت في الفترة الاخيرة بعمليات استحواذ عالمية بارزة شملت شركة «كوروس» ـ الذراع التجاري لدايو الكورية الجنوبية، وشركة الشاي العالمية «تتلي».

وهنا يشير الخبير البريطاني جاي نايجلي «أن كون تاتا الهندية المرشح الأوفر لتملك العلامتين البريطانيتين البارزتين (جاغوار و لاند روفر) هو بالتأكيد تطور يحمل معنى رمزيا كبيرا، غير أنه يجب الاشارة الى أن الشركات الهندية اصبح لها في السنوات الأخيرة حضور بارز في بريطانيا في قطاعات مثل الحديد والصلب والشاي، لكن بالتأكيد تبقى علامات السيارات لها حضور أكبر في الأذهان».

ويلفت نايجلي الى انه «من المحتمل أن تعمد تاتا في حال حصولها على صفقة جاغوار ولاند روفر أن تتجه الى البحث عن شريك ليساهم معها في تحمل العبء» ولم يستبعد أن تتجه «تاتا» إلى شريكتها الايطالية «فيات». والمثير في سعي «تاتا» هو ان الشركة الهندية المعروفة أكثر بتصنيعها للسيارات الاقتصادية الرخيصة الثمن، من المنتظر ان تكشف الاسبوع المقبل في معرض نيودلهي للسيارات عما وُصفت بكونها «أرخص سيارة في العالم»، والتي من المنتظر أن تكون معروضة للبيع مقابل 2500 دولار فقط.