السوق ترد على شائعات تأثير الاكتتابات الضخمة بارتفاع فاق 500 نقطة

تزامنا مع بداية الاكتتاب بـ 219 مليون سهم من «بترو رابغ»

TT

قفزت سوق الأسهم الثانوية (سوق تداول) بمسافة فاقت 500 نقطة، تزامنا مع استقبال السوق الأولية (سوق الإصدار) أسهم شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات، الذي كان أمس بداية الاكتتاب في أسهم هذه الشركة، لتظهر السوق قدرتها على استيعاب أية أنباء يروج لها القدرة على إعاقة المؤشر العام في مسيرة الارتفاع.

إذ بدأ أمس الاكتتاب في 219 مليون سهم من أسهم «بترو رابغ» بقيمة 21 ريالا للسهم الواحد (5.6 دولار)، تمثل هذه الأسهم 25 في المائة من رأس مال الشركة، لتتجه أسهم 86.2 في المائة من شركات سوق الأسهم إلى الارتفاع، مع صعود المؤشر العام بمعدل 4.8 في المائة قياسا بإغلاق الأسبوع الماضي. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عادل الحجيلي محلل فني، إلى أن سوق الأسهم السعودية تعكس التوجه الايجابي على المدى الطويل، وما حدث في الأسبوع الماضي من تراجعات عبارة عن موجة جني أرباح بعد صعود المؤشر العام من مستوى 6777 نقطة إلى 11870 نقطة كموجة متواصلة بدون انقطاع.

وأضاف الحجيلي أن تلك الموجة جاءت بقيادة من أسهم الشركات القيادية والمؤثرة بشكل قوي على المؤشر في القطاع الصناعي والبنكي بشكل أكبر، منه في قطاعي الاتصالات والكهرباء، مع تهميش أسهم شركات المضاربة، مفيدا أن الأداء الحالي للسوق يعكس احتمالية مشروطة فنيا لدخول السوق بموجة صاعدة بعد انتهاء موجة الهبوط التي لازمت المؤشر العام في الفترة الأخيرة.

وأفاد أن هذه الاحتمالية تتأكد بعد اختراق المؤشر العام مستوى 11550 نقطة، والذي يعني انتهاء الموجة الهابطة بعد ملامسة السوق لمستويات قريبة من 10500 نقطة، وبداية الموجة الارتدادية منذ الجزء الأخير من تداولات الأربعاء الماضي، والتي استكملتها السوق أمس.

ويؤكد الحجيلي أن اختراق منطقة المقاومة الرئيسية والمتمثلة في مستوى 11550 نقطة، سيكون بمثابة إيذانا بتحقيق السوق لقمة سعرية جديدة، حيث يرجح المحلل أن يتمكن المؤشر العام من تجاوز القمة السابقة عند مستوى 11870 نقطة، متجها للهدف الفني الجديد والمرتسم عند مستوى 13500 نقطة، والتي تعكس قمة نقطية غادرتها السوق منذ يوليو (تموز) 2006.

ويدعم المحلل الفني هذا السيناريو المرجح بالحركة المتوقعة على القطاع البنكي بعد إعلانات زيادة رؤوس أموال أغلب شركات القطاع، وأكبر شركات القطاع الصناعي، بالإضافة إلى النتائج المالية الايجابية المتوقعة مع نهاية 2007 في قطاعي الاتصالات والكهرباء، مما يعني أن هذه الموجة ستستمر في اقتصارها على أسهم الشركات القيادية وذات العوائد الكبرى.

إلا أن الحجيلي يرى أن فشل المؤشر العام في تجاوز مستوى 11550 نقطة، مع ظهور أية أخبار غير متوقعة تدعم الجانب السلبي، فإن الاتجاه الفني للمؤشر العام سيكون لاستهداف أولى نقاط الدعم عند مستوى 11280 نقطة، ومن ثم التراجع بعمق أكبر إلى مستوى 9800 نقطة تقريبا، والتي تقع تحت فجوة سعرية للسوق عند مستوى 10280 نقطة.

وأضاف أن قدرة سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس على الارتفاع بأكثر من 500 نقطة، رغم بداية فترة الاكتتاب في شركة بترورابغ، يعطي دلالة كبيرة وإشارة قوية على اكتساب المتداولين لخبرة أكبر في السوق والقدرة على امتصاص الإعلانات التي تخص الطروحات الجديدة، موضحا أن ذلك يؤكد تضاؤل تأثير أي خبر بشأن طرح شركة للاكتتاب العام لاحقا.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن الصالح مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية قفزت في تداولات أمس مدعومة من القطاعات الرئيسية، وخصوصا أسهم مصرف الراجحي التي أظهرت صخبا في الأداء أوصلها إلى ملامسة النسبة العليا، مما يوحي إلى أن لدى هذا السهم ما يخفيه، خصوصا مع دخول السوق في فلك إعلانات النتائج النهائية لعام 2007.