النعيمي وزير البترول السعودي يؤكد: السوق تحدد سعر النفط

كشف عن تركيز بلاده على الأبحاث الدقيقة في صناعة النفط والغاز الطبيعي

النعيمي يتبخر بالعود العربي قبيل افتتاحه ملتقى عن تقنيات النفط والغاز الطبيعي في الرياض، أمس، ويبدو في الصورة الأمير عبد العزيز بن سلمان (رويترز)
TT

اكتفى المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية – أكبر مزود للنفط عالميا ـ بالتأكيد على أن سعر البرميل في الأسواق العالمية تحكمه قوى السوق؛ إذ حصر تعليقه على ارتفاع سعر برميل النفط والذي تجاوز الـ 100 دولار الأسبوع الماضي بـالقول: «السوق تحدد سعر النفط».

وكرر النعيمي عقب افتتاحه الملتقى السعودي الأول لتقنيات واستكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي في العاصمة الرياض، عبارة «السوق تحد سعر النفط». في حين لم يدلي فيه بأية تصريحات أو معلومات إضافية أو حتى تعليق يخص الأسعار أو تحركات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، حيال الأوضاع في أسواق النفط، سوى تلك العبارة.

وكانت التساؤلات القائمة عن النفط في المرحلة الحالية ترتكز في وصول سعر البرميل إلى مستوى قياسي له وأعلى قيمة له في تاريخه عند 100 دولار خلال الأسبوع الماضي في وقت تقوم فيه دول «أوبك» بالدفع بكل طاقتها الإنتاجية تقريبا كما صرح بذلك وزراء نفط في دول المنظمة.

وتبلغ أهمية التساؤلات المطروحة للسعودية باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم وتمتلك أكثر الأصوات تأثيرا في «أوبك» التي ستتجه الأنظار إلى أهم الأجندة والملفات التي ستنظر فيها وماذا ستقرره خلال اجتماعها المقبل أول يوم من شهر فبراير(شباط) المقبل في العاصمة النمساوية فيينا.

وأفصح النعيمي خلال افتتاحه أمس الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي وتنظمه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية، أن العمل جار لمحاولة البدء فعليا خلال هذا العام في مركز الدراسات والبحوث البترولية الذي صدرت الموافقة على التنظيم الخاص به من مجلس الوزراء منتصف عام 2007.

وأشار إلى أن هذا المركز سيقوم بإجراء الدراسات والبحوث العلمية والتطبيقية الخاص بالصناعة النفطية ومن ضمنها طرق الكشف والتنقيب والتطوير والإنتاج والتكرير، وإجراء الدراسات التي تتصل بتقديم تلك الصناعة وتساعد على الحفاظ على البيئة. وتوقع الوزير أن يكون لهذا المركز دور رائد في دراسات وأبحاث الطاقة والبترول على مستوى السعودية وعلى المستوى العالمي بما في ذلك الأبحاث الخاصة بتقنيات البحث والتنقيب وتقنيات البيئة، موضحا أنه من أجل تحقيق أهدافه، سيتعاون المركز مع الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية والعالمية بما في ذلك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

وشدد النعيمي على أن بلاده بدأت في التركيز على الأبحاث الدقيقة والمتخصصة التي تؤدي إلى تطوير التقنية العالية والمتخصصة ذات المردود العلمي والاقتصادي الكبير لصالح البلاد بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام، معتمدة على الجامعات القائمة التي تساهم في الأبحاث العلمية الخاصة في النفط والغاز.

ودلل النعيمي على اهتمام بلاده بموضوع البحث العلمي في مجال النفط على ما قام به خادم الحرمين منذ نحو شهرين بوضع حجر الأساس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول على البحر الأحمر، إذ يتوقع أن يساهم هذا الصرح العلمي الجديد بدور مهم في الأبحاث والدراسات والتطبيقات العلمية في السعودية.

ولفت النعيمي إلى أن مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية يتعاون مع العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة داخل وخارج السعودية، امتد إلى شركات النفط العالمية والوطنية، وشركات التقنية والشركات المتخصصة في صناعة تكرير الكيماويات وخدمات حقول النفط، مبينا أن «أرامكو السعودية» استطاعت الحصول على نحو 65 براءة اختراع عالمية، وقامت باستكمال وتسجيل 130 براءة اختراع جديدة. أمام ذلك، ركز الملتقى في فعالياته أمس على القضايا التقنية الخاصة باستكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي وتبادل الخبرات في هذا المجال وفتح مجالات التعاون مع الشركات المستثمرة في هذه الصناعة داخل وخارج السعودية والعمل على استمرار تطوير واستخدام التقنية في هذه الصناعة الحيوية.

من جانب آخر، ذكر أمين الناصر كبير نواب رئيس شركة أرامكو السعودية للاستكشاف والإنتاج، أنه من المقرر أن تبدأ السعودية مشروع حقلها النفطي العملاق الخرسانية في الربع الأول من العام، مضيفا أن طاقة المشروع تبلغ 500 ألف برميل يوميا خلال الشهر الماضي. وقال الناصر ان الشركة تسير حسب المخطط لتحقيق طاقتها الانتاجية النفطية المستهدفة البالغة 12 مليون برميل يوميا في 2009.

وتأجل افتتاح حقل الخرسانية التابع لأرامكو والذي تبلغ طاقته 500 ألف برميل يوميا لعدة اشهر الى الربع الاول من العام الحالي بدلا من ديسمبر (كانون الاول) العام الماضي.

وأوضح كبير نواب رئيس أرامكو للاستكشاف والإنتاج في عرض تقديمي خلال الملتقى، أن خطط توسع اخرى في الشركة حتى 2009 ما زالت تسير وفق المخطط. وطاقة الانتاج الاجمالية لـ«أرامكو» لا تشمل حصة السعودية من طاقة الانتاج في المنطقة المحايدة بين المملكة والكويت. وتهدف السعودية الى الوصول الى طاقة اجمالية للانتاج تبلغ 12.5 مليون برميل يوميا في 2009، بما في ذلك المنطقة المحايدة.

وقال الناصر ان توسعا يبلغ 250 ألف برميل يوميا في حقل الشيبة وتطوير حقل النعيم الذي ينتج 100 ألف برميل يوميا سيضيف 350 الف برميل اخرى الى طاقة الانتاج بحلول نهاية 2008. وأضاف أن شركة أرامكو تهدف الى زيادة طاقة انتاج الغاز الى 12 مليار قدم مكعب يوميا في 2011 من 9.5 مليار قدم مكعب يوميا.