طيران الإمارات تنسحب من إدارة الخطوط السري لانكية

بعد 10 سنوات وإثر أزمة بروتوكولية مع رئيس الدولة

الخطوط الإماراتية من الشركات التي حققت قفزات في الفترة الأخيرة («الشرق الأوسط»)
TT

قالت طيران الامارات المملوكة لحكومة دبي امس انها لن تجدد اتفاقية الشراكة مع الخطوط السري لانكية، التي تنتهي في 31 مارس (آذار) المقبل.

وقال تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات والرئيس التنفيذي للخطوط السري لانكية ان «طيران الإمارات ابلغت حكومة سري لانكا أنها لن تجدد اتفاقية الشراكة مع الخطوط السري لانكية».

وينهي هذا القرار اتفاقية ابرمت منذ عشر سنوات بين الطرفين. وقال كلارك ان طيران الإمارات ستحتفظ في الوقت الراهن بحصتها من أسهم الخطوط السري لانكية البالغة 43.6%، كما ستحافظ على وجودها في مجلس إدارة الشركة. وقال كلارك عبر الهاتف لرويترز «سنطلب حوالي 150 مليون دولار اذا كان لنا ان نبيع كل حصتنا».

وعقد الاجتماع بين الطرفين في العاصمة كولومبو حيث كانت تشير التوقعات الى ان الحكومة السري لانكية لم تكن ترغب في تجديد عقد الادارة الذي حصلت عليه طيران الامارات عام 1998 والذي بموجبه يدير به الاماراتيون الناقلة السري لانكية.

وقالت مصادر ان هناك سياسيين في سري لانكا يعارضون سيطرة طيران الامارات على ناقلتهم الوطنية. وبهذا القرار تؤول الناقلة اعتباراً من 1 أبريل (نيسان) المقبل إلى حكومة سري لانكا فيما تواصل طيران الإمارات إدارة الشركة حتى انتهاء العقد رسميا. وتفاقمت الازمة بعد رفض الخطوط السري لانكية في 13 ديسمبر (كانون الاول) الماضي توفير مقاعد للرئيس السري لانكي ماهيندا راجاباكس ووفد رسمي.

وطلب الرئيس توفير مقاعد في آخر لحظة على متن رحلة للسري لانكية من لندن الى كولومبو عبر المالديف، الا ان موظفي الناقلة في لندن رفضوا طلبه بسبب ان الرحلة كانت محجوزة بالكامل.

وطلب الوفد الرئاسي 18 مقعدا على درجة رجال الاعمال و17 مقعدا على الدرجة السياحية ما كان يعني انزال المسافرين وأغلبهم من السياح الذين كانوا في طريقهم لتمضية موسم العطلات في المالديف وسري لانكا.

وقادت هذه الفضيحة الى قيام الرئيس السري لانكي الغاضب باصدار اوامر بإلغاء تصريح العمل وإقالة الرئيس التنفيذي للخطوط السري لانكية البريطاني بيتر هيل ما يعني عمليا طرده من البلاد والذي كان منح مهلة حتى 28 ديسمبر (كانون الاول) الماضي لمغادرة البلاد. وتمتلك الحكومة السري لانيكة حصة 51% من الناقلة. وتعين طيران الامارات ـ كونها صاحبة عقد الادارة ـ الرئيس التنفيذي للخطوط السري لانكية، ولم يعرف بعد مصير هيل او إن كانت ستعيده طيران الامارات الى دبي لتسلم منصب قيادي في الشركة بعد ان خدم في الخطوط السري لانكية لثماني سنوات.

وتقول المصادر ان الحكومة السري لانكية تريد دورا اكبر في عقد الادارة الذي كانت تعتبره يميل ماليا لصالح طيران الامارات.

وقال هيل في تصريح سابق بأن المفاوضات حول تجديد العقد بين الطرفين بدأت منذ 18 شهرا الا ان النتائج لم تكن حاسمة بسبب موقف الحكومة السري لانكية. وكان الرئيس السري لانكي يقوم بزيارة خاصة الى بريطانيا مع زوجته وعدد من المساعدين لحضور حفل تخرج نجله من الكلية الملكية البحرية البريطانية في دارتسموث. وكانت طيران الامارات تأمل بتجديد عقدها لادارة الخطوط الجوية السري لانكية لخمس سنوات اخرى على الاقل ووضعت بالفعل خططا لتوسيع اسطول «لسري لانكية» الذي يتألف حاليا من 14 طائرة ليصل الى ما بين 25 الى 30 طائرة واستبدال اسطولها العتيق من طائرات ايرباص ايه 320 بطائرات أكبر حجما من نوع ايه 321 والسعي الى تسيير رحلات الى محطات اخرى في الهند.