158 نقطة تفصل المؤشر العام عن تحقيق مستويات قياسية في 17 شهرا

بعد اقتراب السوق من ملامسة قمة 2007 مدعومة بارتفاع 7.5% في يومين فقط

TT

تتهيأ سوق الأسهم السعودية لتحقيق مستويات عليا جديدة في الوصول إلى مستويات غادرتها منذ 17 شهرا، بعد اقترابها من الرقم القياسي السابق المحقق في 2007 والمتمثل في مستوى 11870 نقطة، بعد أن وقف المؤشر العام مع نهاية تعاملات أمس على بعد 158 نقطة فقط عن تلك المستويات تعادل 1.3 في المائة.

وجاء هذا الاقتراب من قبل السوق إلى هذه المستويات بعد القفزات النقطية التي حققها المؤشر العام في يومين فقط، إذ حصدت السوق 819 نقطة تعادل 7.5 في المائة قياسا بإغلاق الأربعاء الماضي، بعد الارتفاع القوي الذي لازم أسهم الشركات القيادية، وخصوصا أسهم شركة سابك القائد الأكبر لسوق الأسهم السعودية، بالإضافة إلى الحركة السعرية الأقوى على أسهم مصرف الراجحي. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد العجلان أستاذ الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود، الى أن سوق الأسهم السعودية تعرضت في الفترة القريبة الماضية إلى تراجع تصحيحي كعملية جني أرباح إيجابية ومفيدة لصحة السوق، والتي انخفض فيها المؤشر العام إلى مستويات قريبة من منطقة 10500 نقطة.

إلا أن العجلان يرى أن الارتفاع القوي خلال أولى أيام هذا الأسبوع، وعلى وجه الخصوص صعود المؤشر العام في تعاملات السبت الماضي بـ500 نقطة تقريبا كان مفاجأ، خصوصا مع انتفاء المبررات التي تدعم الحدة في الارتفاع، والتي جاءت من توجه سيولة كبيرة إلى أسهم مصرف الراجحي وشركة سابك. ويرى العجلان أن التوقعات التي تدور حول نتائج سابك والتي تنعت بالتاريخية لا يمكن أن تكون هي المحرك الفعلي والرئيسي في توجه السوق خلال الفترة الأخيرة، لاسيما أن مثل هذه التوقعات غالبا ما تستنزف قبل صدورها بشكل رسمي على حركة السهم السعرية، مع تأكيده على استحقاق أسهم «سابك» لأسعار جيدة، إلا أن الارتفاع القوي في مدة قصيرة يحتاج إلى تهدئة.

ويعلق العجلان على هذا السلوك بقوله «إن ارتفاع 800 نقطة تقريبا في يومين مربكة»، مفيدا أنه يفترض أن تكون هذه الكمية من النقاط المكتسبة في فترات أطول، مبديا استغرابه من عدم تأثر قطاع الاتصالات بهذا الارتفاع الذي يوصف بالتوجه الاستثماري، بالرغم من أن هذا القطاع يقف في الصفوف الأولى ضمن هذا التصنيف.

وأبان العجلان وهو عضو جمعية الاقتصاد السعودية، أن الحكم على توجه السوق حاليا يستلزم الانتظار إلى نهاية تعاملات هذا الأسبوع، مفيدا أن استمرار الزحف بهذه القوة، يعطي إشارة إلى وجود أخبار يختص بها الصناع عن غيرهم، وتمثل المحفز لهذا الارتفاع، مستثنيا من ذلك تراجع السوق في الفترة المتبقية من تعاملات الأسبوع الجاري.

وأكد على أن الارتفاع المفاجئ الذي يظهر في آخر فترات التداول كما هو حال التعاملات الأخيرة، يدعو إلى ترقب الغرض من هذا السلوك، في المقابل يرى أن الاكتتاب الجاري حاليا على أسهم شركة بترو رابغ يعتبر محفزا جيدا لأسهم الشركات في نفس القطاع، والتي عكست ذلك في الفترة الأخيرة. في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، تمكن في تعاملات أمس من اختراق مستويات مقاومة مهمة، وبكميات مقنعة فنيا، والمتمثلة في منطقة 11500 نقطة، إلا أن الأهم لدى المتابع الفني هو تجاوز السوق لمستوى القمة السابقة المتمثلة في 11870 نقطة، والتي بتجاوزها تعلن السوق الدخول في مناطق سعرية جديدة.