«زين» السعودية: سنجني الأرباح بعد 3 سنوات.. وحرب الأسعار سلاح الضعفاء

الأمير حسام بن سعود رئيس الشركة لـ«الشرق الأوسط»: تخصيص 45% من الأسهم للمواطنين بناء على رغبة الملك عبد الله

الأمير حسام بن سعود (تصوير: علي العريفي)
TT

كشف الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة شركة «زين» السعودية المشغل الثالث للهاتف الجوال في المملكة، أنه صدر قرار ملكي بتخصيص 630 مليون سهم تمثل 45 في المائة من رأسمال الشركة للمواطنين، وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتخصيص النسبة الأكبر للمواطنين. وأشار الأمير حسام الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أمس في الرياض، الى انه كانت هناك محاولات من قبل بعض المؤسسين للحصول على نسبة 5 في المائة التي كانت مخصصة لمؤسسة التأمينات الاجتماعية التي أبدت رغبتها في عدم المشاركة كون لديها محفظة من الاستثمارات في عدد من القطاعات المختلفة، إلا أنه بتوجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز تم تخصيصها للمواطنين.

وأصدرت هيئة سوق المالية السعودية أمس بيانا ذكرت فيه أنه سيتم طرح 700 مليون سهم للاكتتاب بقيمة تصل الى 7 مليارات ريال (3.73 مليار دولار) تمثل 50 في المائة‎ ‎من أسهم شركة الاتصالات المتنقلة السعودية «زين السعودية»، يخصص منها 70 مليون سهم للمؤسسة العامة للتقاعد وفقاً لقرار مجلس الوزراء، فيما سيتم طرح أسهم الشركة بسعر 10 ريالات (2.6 دولار) للسهم الواحد خلال الفترة من 9 فبراير (شباط) وحتى الـ 18 منه، على أن يتم تخصيص الأسهم المطروحة على مرحلتين. حيث يخصص في المرحلة الأولى 50 سهماً لكل مكتتب، وتخصص في المرحلة الثانية الكمية المطلوبة بكاملها بحد أقصى 1000 سهم‏ لكل من طلب الاكتتاب في أكثر من 50 سهماً شريطة أن لا يزيد عدد الأسهم التي سيتم تخصيصها على صافي الأسهم المطروحة للاكتتاب العام، ويخصص ما يتبقى من الأسهم بعد ذلك وفق مبدأ النسبة والتناسب.

وتوقع الأمير حسام أن تتمكن الشركة من تحقيق الأرباح بعد 3 سنوات، مشددا في ذات السياق على ان الشركة لن تلجأ لحرب الأسعار كونه يرى بأنها سلاح الضعفاء، مؤكدا، أن الشركة ستعمل على تقديم خدمات جديدة ومميزة للسوق السعودية والتي ستكون جل اهتمام الشركة. الى نص الحوار:

* بداية كيف تم تغيير نسبة الحصص في الشركة؟

ـ صدر مرسوم ملكي أمس بزيادة الأسهم المطروحة للاكتتاب العام للمواطنين إلى 630 مليون سهم تمثل 45 في المائة من رأسمال الشركة، وذلك بناءً على توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين لتخصيص النسبة الأكبر للمواطنين، والتي تعمل على توسيع قاعدة تملك المواطنين للأسهم.

وبهذا تصبح النسبة التي كانت مخصصة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تم تخصيصها للمواطنين السعوديين كون المؤسسة أبدت رغبتها في عدم المشاركة بسبب أن لديها محفظة من الاستثمارات في عدد من القطاعات المختلفة ولديها ما يكفي من المساهمات في شركات قطاع الاتصالات، كونها رأت أنه الاستثمار في شركة «زين» لا يتوافق مع الاستراتيجية الاستثمارية التي تتبعها المؤسسة في الوقت الراهن.

* لماذا لم يكن للمؤسسين؟

ـ حقيقة كانت هناك محاولات أن تكون نسبة الزيادة لصالح المؤسسين، خاصة وأن نسبة تملك المؤسسين تعتبر أقل بالنسبة لشركات الاتصالات العاملة في السعودية، لكن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل على أن تكون دائماً الحصة الأكبر للمواطنين.

* أي لن يكون هنالك تغير في حصص الشركاء في الشركة؟

ـ نعم صحيح، فحصة المؤسسين 25 في المائة ومجموعة زين الكويتية 25 في المائة والمواطنين 45 في المائة ومصلحة معاشات التقاعد 5 في المائة.

* أعلنت الشركة أنها ستبدأ أعمالها في النصف الأول من العام الحالي 2008. هل ما زلتم على هذا الموعد أم أصبحت هناك تغيرات أخرى قد تؤجل طرح خدمات الشركة في السعودية؟

ـ لا، نحن ملتزمون بهذا التوقيت وستبدأ الشركة بإذن الله أعمالها في السوق السعودية خلال النصف الأول من هذا العام.

* هل تلقيتم وعودا من هيئة الاتصالات السعودية بضمان نجاح الشركة وحمايتها من شركة الاتصالات السعودية و«موبايلي» خاصة فيما يتعلق بحرب الأسعار؟

ـ أبداً وهذا كان يتردد مؤخراً وهو غير صحيح، ونحن في شركة «زين» سياستنا عدم اللجوء لحرب الأسعار كوننا نعتقد أن حرب الأسعار ليست سلاح الأقوياء ونحن نحاول أن نتميز بالخدمات ذات الجودة العالية والشاملة لكافة المشتركين. ونركز على ذلك معتمدين على الله ثم الشركة الأم «مجموعة زين» بخبرتها بابتكار المنتجات. وكانت الشركة سباقة في طرح المنتجات الجديدة كوننا نحن أول شركة في العالم طرحت خدمة 3.5 جي. ونحن أو من أطلق أغلب الخدمات في منطقة الخليج والتي منها البث التلفزيوني عبر الموبايل وإدارة المحتوى والبيانات وإدارة الحسابات المصرفية. وكانت منتجات مبتكرة لنا ونحن نحاول دراسة قطاعات السوق. واستطعنا ان نحدد 9 قطاعات في السوق ونحاول ان نلبي الاحتياجات لكافة تلك القطاعات في منتجات جديدة ومبتكرة، ونحن في النهاية الذي نتعهد به للمشتركين هو ابتكار المنتجات الجديدة التي تلبي احتياجاتهم.

* كيف ستستفيد الشركة مع ميزة الانتشار الواسع لشركة زين الأم كونها تعمل في 22 دولة، وهل هذا يعطي ميزة قوية للشركة في الاستثمار في السعودية وخاصة الميزة النسبية لها في العقود مع الشركات الكبرى وحصولها على تخفيضات كبيرة يعود تأثيره على زيادة ربحية الشركة؟

ـ أشكرك على هذا السؤال. حقيقة قبل أن نبدأ في التقديم على الرخصة وأثناء الدراسة كنا قد وضعنا أسعارا تقريبية وتصورية للشبكات والمعدات والتي أسعارها عالية، فكان من ضمن دراسة الجدوى الاقتصادية كانت هنالك تكلفة معينة وكان بناء على تلك الدراسة أنها ستزيد عدد السنوات حتى نصل للربحية. لكن لما أتينا لواقع الشركة ومناقشتنا مع الدكتور سعد البراك رئيس المجموعة الذي حقيقة أشكره على مجهوده المكثف استطاعت شركة زين أن تحصل على خصومات كبيرة جداً بسبب علاقة شركة زين الأم مع هذه الشركات، وهذا قلص عدد السنوات لنصل لمستوى الربحية بعد 3 سنوات بمشيئة الله.

* بالتأكيد انكم وضعتم خطة للسنوات الأولى من التشغيل وبالتأكيد أيضاً أن تشتمل الفترة الأولى منها على خسائر، فكم فترة الخسائر المتوقعة؟ ومتى تتوقعون الوصول للربحية؟

ـ نحن نتوقع أن نصل لمرحلة الربحية إن شاء الله بعد 3 سنوات من التشغيل، وهو يعتمد على قدرتنا التنافسية في السوق، في السوق السعودية ارقام مشجعة، فإذا نظرنا إلى زيادة النمو السكاني في السعودية فانها من أعلى النسب في العالم، حيث بلغت عام 2006 3 في المائة، ونصف هؤلاء السكان أعمارهم أقل من 20 سنة، وهذه الشريحة تعتبر مؤشرا مهما للنمو، وأيضاً نحن في السعودية أقل البلدان الخليجية استخداما للهواتف الجوالة كون الدراسات أشارت الى ان نسبة انتشار الهواتف الجوالة وصلت في المملكة الى 82 في المائة بينما أقل بلد في دول الخليج هو 118 في المائة، أضف إلى ذلك أن الناتج المحلي في السعودي زاد عام 2006 بنسبة 3 في المائة الى 6.5 في المائة، وهذا يؤكد على أن السوق مقبلة على نمو ولديه قدرة لاستيعاب العديد من المشتركين. طبعا لا نقول بأننا سنأخذ السوق بأكمله، بل للشركة التي تقدم الأفضل ستكون الحصة الاكبر، وقطاعات الاتصالات تعتبر من أكبر القطاعات نمواً في العالم، ونحن نحترم جميع الشركات العاملة في السوق السعودية والذي يقدم الأفضل هو الأجدر.

* هل يعني ذلك أنكم عملتهم على إعداد دراسة عن قطاع الاتصالات في السعودية؟

ـ هناك دراسات عملت وكانت نتيجتها أنه سيكون هناك نمو في قطاع الاتصالات في المملكة بسبب النمو السكاني المرتفع، وأيضاً نسبة الشباب كبيرة في المجتمع السعودي، وهناك ميزة أخرى أنه يلاحظ أن شركة زين تعمل في العديد من الدول المحيطة بالسعودية والتي منها لبنان والأردن والكويت والسودان والبحرين والعراق، جميعها دول مجاورة ونحن إن شاء الله بعد عمل الشركة سنبدأ بتطبيق نظام الشبكة الواحدة، وهي أكبر الميزات لشركة زين، وقبل أن أنسى نحن أول مشغل للهاتف الجوال في منطقة الخليج وأول من قدم خدمة الرسائل المتعددة والبيانات والخدمات المصرفية وأول من قدم خدمة 3.5، ونحن نغطي 400 مليون شخص ونربط بين 32 مليون عميل ولدينا علاقات جيدة مع كبرى الشركات كشركة «نوكيا» ورأس مال الشركة السوقي للمجموعة الام 28 مليون دولار، والتي ستطرح خلال هذا العام في بورصة لندن، أَضف إلى ذلك انه في السوق السعودي شهد موسم الحج 2006 أكثر من 400 مليون مكالمة ومليار رسالة وهذا في 10 أيام.

* إلى أي نوع من أنواع التمويل ستلجأون إليها لإيفاء التراماتك، هل هي قروض أو سندات أو مرابحة؟

ـ التمويل سيكون إسلاميا 100 في المائة وحصلنا على قرض بقيمة 2.5 مليار دولار، وهذا بمبدأ تسهيلات مرابحة مع عدد من البنوك، وهي البنك السعودي الفرنسي ومجموعة سامبا المالية وبنك سيتي غروب والراجحي.

* يشتكي قطاع الأعمال في السعودية من عدم توفر خدمة متكاملة له فهل ستركز «زين» على خدمة هذا القطاع؟

ـ حقيقة من أولويات الشركة أن نخدم قطاع الأعمال وهو النطاق الذي نتحرك فيه ونحن لدينا إن شاء الله خدمات كثيرة، لكن الخدمات التي سنقدمها تحاط بسرية تامة لأنها مصدر قوتنا، أما صناعة المحتوى، فرغم اننا ندعم المطورين لهذه الصناعة لكنها ليست من ميزاتنا التنافسية، نحن في زين من الشركات المتقدمة جداً في تقديم خدمات البيانات وتكييفها للمستخدم وسيكون دعمنا لصناعة المحتوى من خلال دعم المطورين المشتغلين وتسويق منتجاتهم على مستوى 22 دولة التي نعمل فيها، مما يعطي مطوري المحتوى اجمالا والمحتوى الاسلامي خاصة فرصة أكبر لتسويق منتجاتهم على مساحة جغرافية أكبر، فنحن لدينا 40 مليون مشترك وجميع الدول التي نعمل فيها هي أما اسلامية أو فيها نسبة جيدة من المسلمين.

* هناك تقارير اقتصادية أشارت الى أن شركة «زين» ستحصل على 20 في المائة من السوق السعودية هل لديكم أي دراسات حول ذلك ؟

ـ ما أستطيع القول إن شبكتنا ستكون مصممة لاستيعاب أكثر من 8 ملايين مستخدم، وسنحاول الحصول على حصتنا العادلة أما في المدى القصير فيصعب التكهن بذلك.

* لديكم عقود مع الشركات العاملة في السعودية لاستخدام شبكاتها، فمتى تتوقعون أن تعتمد «زين» على شبكتها الخاصة؟

ـ سنقوم بتغطية 34 مدينة بإجمالي 4 آلاف كلم من الطرق بشبكتنا الخاصة والمملوكة 100 في المائة لزين والباقي عن طريق التجوال المحلي، وبعد ذلك ستستمر الشركة في بناء شبكتها في مدة أستطيع القول إنها ستكون أقل من المدة المقررة والمقرة ضمن متطلبات رخصة الهاتف الجوال من هيئة الاتصالات.

* بالنسبة لقضية سرية المعلومات ما هي الضمانات التي تقدم للعميل للحفاظ على كافة سرية معلوماته الشخصية والمسجلة لدى الشركة، خاصة وان بعض المشتركين عانوا من هذه القضية؟

ـ هذه من الأمور التي نعمل عليها بشكل جدي وسنعمل على تغطية العملاء بسرية تامة.

* لم توفروا أماكن لاستقبال طلبات التوظيف واكتفيتم بموقع الشركة على الانترنت، وعلى الرغم من ذلك يشتكي الكثير من المتقدمين عدم النظر إلى طلباتهم أو توظيفهم على الرغم من تأهيلهم في الكليات والمعاهد السعودية والتي منها كلية الاتصالات؟

ـ نحن في «زين» ملتزمون بتوظيف الشباب السعودي وقد قمنا بتوظيف 500 موظف إلى الآن ونستهدف توفير 100 فرصة عمل في المستقبل القريب، وكنا في «زين» قد التزمنا بتوظيف 70 في المائة من السعوديين عند بدء التشغيل مع أننا مطالبون فقط بـ 35 في المائة من وزارة العمل.

* هذا يقودني الى الحديث عن الرياضة وعن رعايتكم لأحد الأندية تحديداً هو نادي النصر؟

ـ حقيقة سمعت هذا الحديث ومن الممكن أن ما دفع البعض لقبوله أني كنت عضو شرف سابقا في نادي النصر، لكن الحقيقة هي أن ليس لدينا حالياً النية لدعم الأندية إلا بعد فترة، وبناء على معطيات تعود بالفائدة على الشركة وحاملي أسهمها وليس شرطا نادي النصر، وإنما أي ناد تتوفر فيه هذه المعطيات ونحن في النهاية مؤتمنون على حقوق المساهمين ولا يمكن أن يكون للميول أي تأثير، فمثلما أنني عضو شرف سابق في النصر هناك من ضمن المؤسسين شركة المراعي وكما هو معروف أخي الأمير سلطان بن محمد عضو شرف في نادي الهلال، ولدينا كثير من الأخوان لهم أيضاً ميول مختلفة ولكن لا يوجد أحد منا ينظر من هذا المنظور، ولكن ما أستطيع الوعد به هو دعم النشاط الاجتماعي والإنساني.

* كيف تصف العلاقة مع مجموعة «زين» ؟

ـ حقيقة علاقتي بدأت مع الدكتور سعد البراك لكن قبل 5 سنوات، وأشعر دائما ان شركة «زين» أنها بمثابة ابن لي لأني معايش لكافة تفاصيلها منذ مرحلة الدراسات والسفر وبالفعل أصبحت كأنها الابن، فنحاول إن شاء الله أن نوجد لكم الابن الصالح.