تقزيم «شبح» «الإنماء» يساعد السوق على استيعاب إعلان الطرح

بعد تحديد «الهيئة» سقفاً أعلى لكمية الاكتتاب وإلغاء عنصر المفاجأة بالإعلان المبكر

جانب من تداولات الاسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

ساعدت طريقة الإعلان الصادر من قبل هيئة السوق المالية السعودية بعد نهاية تعاملات أول أمس، بشأن طرح أسهم مصرف الإنماء، في تقزيم شبح اكتتاب «الإنماء»، والذي كان يؤرق المتعاملين في السوق، خصوصا لما يمتلكه هذا المصرف من ضخامة رأس المال، مما يستدعي سيولة كبيرة قد يكون مصدرها سوق الأسهم.

حيث أعلنت الهيئة طرح 1.05 مليار سهم تمثل 70 في المائة من أسهم المصرف، بسعر 10 ريالات (2.66 دولار) للسهم الواحد، في 16 أبريل (نيسان) من العام الجاري، يستهلك سيولة تبلغ ما قيمته 10.5 مليار ريال (2.8 مليار دولار)، إذ سيكون الحد الأعلى للاكتتاب 2000 سهم فقط.

واستطاعت هيئة السوق المالية التحجيم من ضخامة هذا الطرح، بتحديد سقف أعلى من عدد الأسهم، مما ساند السوق في التعاملات الأخيرة، بعدم رغبة البعض في المغامرة في ضخ سيولة ضخمة للاكتتاب بأسهم المصرف، خصوصا مع التوقعات القوية في الإقبال الكبير على الاكتتاب في هذا الطرح.

كما كان العامل الأكبر تأثيراً هو نظر الهيئة بجدية إلى الاقتراحات حول وضع جدولة زمنية للاكتتابات، والذي تجلى أثره في هذا الإعلان، بعد أن حدد توقيت الطرح بفترة طويلة، تمكنت من خلاله قتل عنصر المفاجأة، التي كانت تعزز الارتباك في تعاملات السوق.

وتمكنت هذا العوامل من تحييد قدرة الإعلانات الضخمة في التأثير على اتجاه السوق، بعد أن قطع المؤشر العام أمس حركة التراجع التي لازمته في اليومين الأخيرين، ليلجأ إلى الصعود منهيا تعاملاته الأسبوعية كاسبا 750 نقطة، تعادل 6.89 في المائة قياسا بإغلاق الأسبوع الماضي.

حيث جاء التأثير المرتقب من قبل الطرح وقتياً، بعد أن تراجع المؤشر العام أمس مع بداية فترة التعاملات، ليعود بعدها سالكا المسار الصاعد الذي مكنه من الوصول إلى المنطقة الخضراء قبل إطلاق جرس نهاية الفترة، إلا أن هذا الارتفاع في جانب السوق صاحبه نوع من استقرار السيولة بعد أن تراجعت بمعدل 1.7 في المائة. وسجلت السوق رقما قريبا في قيمة التعاملات قياسا بحجم السيولة المدارة خلال تعاملات أول من أمس، نتيجة تخوف البعض من الدخول حتى تتجلى أمامهم الصورة واضحة في الاتجاه الحقيقي للمؤشر العام، خصوصا أن هناك أسهما لبعض الشركات عانت من تراجع قوي؛ في مقدمتها أسهم شركة ملاذ للتأمين التي أغلقت على النسبة الدنيا.

وكان لذلك أشد الأثر على بقية قطاعات السوق التي اكتسحتها اللمسة المتشائمة، بعد أن أغلقت جميعها على انخفاض باستثناء قطاع الصناعة الصاعد بنسبة 2 في المائة، وقطاع الأسمنت الذي حقق ارتفاعا بمعدل 3 أعشار النقطة المئوية. أمام ذلك، أشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي مراقب تعاملات السوق، إلى أن هيئة السوق المالية تثبت جدارة إدارتها مع كل إعلان جديد، بعد ظهور الحرفية الكبيرة في دراسة الإعلانات قبل طرحها، والتي كانت غالبا ما تؤرق تعاملات السوق، مفيدا أن مثل هذا الطرح الضخم لأسهم شركتين كبريين، كان تأثيره السلبي شبه مؤكد على نفسيات المتعاملين.

وأضاف الحميدي أن السوق تنعم حاليا بإدارة ذات مهنية عالية استطاعت أن توفق بين واجبات الإجراءات الإدارية ومصلحة السوق، الذي هو بنفس الوقت يعكس واقع نمو الاقتصاد السعودي، ويمثل الوجه الخارجي لاقتصاد البلاد، خصوصا مع انفتاح السوق للاستثمارات الخليجية والأجنبية.

من ناحيته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام لا يزال يسير في مناطق فنية محايدة، مع بقاء السوق تحت المقاومة الصعبة عند مستويات 11750 نقطة، والقمة السابقة المتمثلة في مستوى 11870 نقطة، مفيدا أن المطلب الفني الحالي يستلزم خروج المؤشر العام من هذا النطاق للاطمئنان على الاتجاه القريب للسوق.