دبي تأمل في التفوق على بورصة لندن للمعادن بعقود آجلة في اللدائن

ارتفاع الأسعار.. والتذبذبات مهدت للتسعير من خلال التداول بمنطقة الخليج

TT

يأمل تجار اللدائن ومستهلكوها أن يتيح اطلاق عقود جديدة للتعاملات الاجلة في اللدائن في دبي أداة مفيدة للتحوط وقدرا أكبر من الشفافية في الاسعار بما يضمن النجاح فيما فشلت بورصة لندن للمعادن في تحقيقه حتى الآن. ومهد الارتفاع الشديد والتقلبات الكبيرة في الاسعار في الآونة الاخيرة السبيل لآلية تسعير من خلال التداول في منطقة الخليج التي تتركز فيها نصف مشروعات البتروكيماويات العالمية.

وربما يعزف كبار منتجي اللدائن الذين يملكون صناعات متكاملة تشمل النفط والغاز ـ وفقا لتقرير أعدته «رويترز» من دبي ـ، عن الاستفادة من العقود الجديدة في البداية لكن متعاملين يقولون ان أطرافا أصغر وأكثر عرضة للتأثر بالتقلبات ستحرص على استخدام العقود التي ستتداول في بورصة دبي للذهب والسلع.

وقال مدير تنفيذي بالصناعة «منتجو اللدائن الذين يملكون صناعات متكاملة والذين لا يشترون النفط من السوق المفتوحة أقل قلقا فيما يتعلق بأثر أسعار مستلزمات الانتاج على هوامش الربح وهم يعتقدون أن التحوط قد يكبل الارباح».

وأضاف «لكن آخرين في مناطق أخرى غير منطقتي الشرق الاوسط واسيا النشطتين ومتعطشين لاستقرار الهوامش خاصة في هذه السوق شديدة التقلب سيرغبون في استخدام عقود بورصة دبي للذهب والسلع». وتصنع اللدائن من منتجات نفطية هي النفتا والاثيلين لكن لا يمكن التحوط لها على النحو السليم في أسواق التعاملات الاجلة في النفط لأن هذه الاسواق لا تتحرك معها دائما في اتجاه واحد.

وتأمل بورصة دبي اطلاق أربعة عقود الشهر المقبل للتعامل في البولي اثيلين منخفض الكثافة والبولي اثيلين عالي الكثافة والبولي اثيلين الخطي منخفض الكثافة وعالي الكثافة. ولكل نوع من هذه الانواع ستطرح ثلاثة عقود اقليمية الاول لشمال شرق اسيا، والثاني لجنوب شرقي اسيا والثالث للشرق الاوسط. ويقول ديفيد بول رئيس قسم البتروكيماويات واللدائن لدى باركليز كابيتال «البورصة تحقق بيئة مناسبة مهمة ستمثل الزيادة الكبيرة جدا في الطاقة المحلية في الاسواق الفورية الاقليمية بالشرق الاوسط واسيا». ويضيف «من ثم فإنها ستستفيد من منطقة يبرم فيها عدد كبير من الصفقات تمثل سيولة فعلية. وهذا كله يبشر بالخير لمستقبل العقود».

وكانت بورصة لندن للمعادن قد بدأت في مايو (ايار) عام 2005 تداول عقود آجلة للبولي بروبلين والبولي اثيلين الخطي منخفض الكثافة لكن حجم التعاملات ظل منخفضا منذ ذلك الحين. ومن الصعوبات التي واجهتها تلك العقود (أساس المخاطرة) متمثلة في الفروق بين أسعار بورصة لندن للمعادن وأسعار السوق عند تسوية التعاملات الاجلة شهريا.

ويعتمد النموذج الذي أقرته بورصة لندن للمعادن على افتراض أن الاسعار ستتقارب عندما ينتهي أجل تداول العقد أيا كان الفارق بين أسعار التعاملات الاجلة وأسعار السوق الفورية بما يتيح للتجار امكانية تسليم كميات فعلية من اللدائن لتغطية مراكزهم الاجلة. الا أن اختلافات اقليمية بين أسعار اللدائن عملت في بعض الاحيان على تراجع الارتباط بين سعر بورصة لندن للمعادن وسعر السوق مما حال دون تحقيق التلاقي الكامل وأعاق تسليم كميات اللدائن المطلوبة عند انتهاء أجل تداول العقد الآجل. لكن بورصة دبي للذهب والسلع تحاشت هذه المشكلة بتطوير عقود مختلفة لكل منطقة حتى تعكس أسعار التعاملات الاجلة اختلافات الاسعار الاقليمية في السوق الفورية.

ويقول بول «تعلمت بورصة دبي للذهب والسلع من تجربة بورصة لندن للمعادن وأمضت وقتا مع التجار والمنتجين والمصنعين ولذلك فقد جعلت العقود تعكس احتياجات السوق بدرجة أكبر».

ويقول الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات ان من المتوقع أن تزيد طاقة سوق البتروكيماويات في الشرق الاوسط بحلول عام 2012 الى 29 مليون طن من 12 مليونا. ومع تشغيل طاقات انتاجية جديدة، يقول المحللون ان زيادة العرض ستدفع الاسعار للانخفاض مما يقلص هوامش المنتجين.

وقال بول «ومن هنا، فان المنتجين قد يفكرون في استخدام البورصة لحماية أنفسهم من انخفاض الاسعار بالتحوط الآجل»، أي بيع الانتاج مقدما بأسعار اليوم المغرية ثم تسليم الكميات لمخازن بورصة دبي في المستقبل.

وأوضح متعاملون ان عقود بورصة دبي ستتيح لشركات التعبئة والتغليف والتصنيع وتحويل المنتجات في المناطق الثلاث وتكوين مراكز والتخلص منها بقدر أكبر من المرونة. وكانت هذه الشركات تبني تعاقداتها في السابق على أسعار غير شفافة في نشرات متخصصة.

ويقول براديب أوني مساعد نائب الرئيس بشركة فيجن كوموديتيز سيرفيسز دي.ام.سي.سي ان «عقود بورصة دبي مختلفة وهذا يميزها عن بورصة لندن للمعادن.. فهي صريحة ومحددة لكل منطقة». ويضيف «أسواق المال والمستثمرون وصناعة الوساطة في الشرق الاوسط عموما كلها متفائلة بهذه العقود.. واذا اتسقت أسعار التعاملات الآجلة مع اسعار السوق السائدة فان اهتمام الاسواق بها سيزداد».

وقال محللون ومتعاملون ان زيادة سيولة التداول في سوق التعاملات الاجلة في اللدائن ستستغرق على الارجح فترة من الوقت. وذكر جو ديوهيرست محلل صناعة الكيماويات لدى بنك يو.بي.اس السويسري «مثل اطلاق أي منتج آخر ستشهد البورصة زيادة الاحجام ببطء لكن ما أن تتوفر سيولة كافية فان أطراف الصناعة سيبدأون في تداول العقود».