«سيتي غروب» يسعى لجمع 14 مليار دولار وسط تزايد خسائر الرهون العقارية

من الأمير الوليد بن طلال ومستثمرين من الصين والكويت

مقر سيتي غروب في مانهاتن حيث يتوقع ان تصل خسائره من أزمة الرهون العقارية الى نحو 19 مليار دولار («الشرق الأوسط»)
TT

ذكرت مصادر أمس أن مجموعة سيتي غروب المصرفية تضع اللمسات النهائية على ثاني عملية جمع ضخمة للاموال مع سعيها لجمع ما يصل الى 14 مليار دولار من الامير الوليد بن طلال ومستثمرين صينيين وكويتيين وفي الاسواق.

وتأتي هذه الأنباء في ظل توقعات ان يسجل سيتي غروب خسائر تتجاوز قيمتها 4 مليارات دولار في الربع الاخير لوحده من العام الماضي. وبموجب المقترحات التي يتم تداولها حاليا داخل مجلس ادارة سيتي غروب فان الجزء الاكبر من الاموال، نحو 9 مليارات دولار، ستكون على الارجح قادمة من الصين. في حين ان هيئة الاستثمار الكويتية قد تساهم بنحو مليار دولار، في حين ان 2-4 مليارات دولار ستتم عبر طرح المزيد من الاسهم للاكتتاب طبقا لما اوردته صحيفة «الفايننشال تايمز» الصادرة امس. لكن الصحيفة أكدت ان الصيغة قابلة للتعديل ويمكن لمستثمرين آخرين المشاركة. إلا ان صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت امس ان الامير السعودي الوليد بن طلال اكبر حملة اسهم سيتي غروب من الافراد سيضخ اموالا جديدة لمساعدة اكبر بنوك الولايات المتحدة على تجاوز ازمة خسائر سوق القروض العقارية.

وقالت الصحيفة في موقعها على الانترنت أمس إن الامير الوليد الذي يملك حصته في سيتي بنك منذ اوائل تسعينات القرن الماضي وساعد في ترتيب خطة انقاذ سابقة قبل اكثر من عشر سنوات، سيبقي على الارجح اجمالي حصته في البنك دون مستوى خمسة في المائة تفاديا لعمليات التدقيق من قبل الجهات التنظيمية.

يشار هنا الى ان الامير الوليد بن طلال الذي يملك نحو 198 مليون سهم حتى شهر يونيو (حزيران) الماضي، قد فقدت نحو نصف قيمتها منذ بداية عام 2007 الى نحو 5.7 مليار دولار فقط.

وذكرت الصحيفة انه اضافة الى ذلك فان بنك التنمية الصيني يتوقع ان يستثمر ملياري دولار في سيتي غروب، مضيفة ان مستثمرين آخرين قد يضخون مزيدا من رأس المال. وقالت الصحيفة ان البنك يأمل إجمالا في جمع بين ثمانية مليارات دولار وعشرة مليارات دولار من عدد من المستثمرين من بينهم البنك الصيني والأمير الوليد. وقال ريتشارد سيلا البروفيسور في التاريخ المالي في جامعة نيويورك «انه لا يتذكر في التاريخ توجه هذا العدد الكبير من البنوك الكبرى للتجول حول العالم بحثا عن اموال». وامتنعت شانون بيل المتحدثة باسم سيتي غروب عن التعليق. كما امتنع مايكل هانريتا المتحدث باسم سيتي غروب عن التعليق.

وبحسب استطلاع أجراه موقع بلومبيرغ المالي، فان بنك سيتي غروب يتوقع ان يعلن يوم الثلاثاء المقبل عن خسائر تبلغ 4.21 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2007. وفي هذا السياق يقدر وليام تانونا المحلل بمجموعة غولدمان ساكس ان تصل خسائر سيتي غروب جراء أزمة الرهون العقارية الى نحو 19 مليار دولار.

ولعل هذه الانباء تسلط الضوء على المشاكل التي تعانيها العديد من البنوك العالمية التي سجلت خسائر كبيرة نتيجة ازمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة.

ففي نوفمبر (تشرين الثاني) قبل سيتي بنك راسمالا جديدا حجمه 7.5 مليار دولار من هيئة ابوظبي للاستثمار بعد اسابيع من ارغام رئيسه التنفيذي السابق تشارلز برنس على ترك منصبه وسط انباء عن خسائر ضخمة متعلقة بديون متعثرة مرتبطة بأوراق مالية عقارية وسوق المنازل الضعيف.

ومع اتجاه المزيد من المؤسسات الاميركية الكبرى الى جمع الاموال من مصادر اجنبية خصوصا من صناديق الثروات السيادية، فان هناك مخاوف من ردود فعل سياسية داخل الولايات المتحدة، خصوصا مع تنامي حمى الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي حال دخول هيئة الاستثمار الكويتية كمساهم، فان ذلك يمثل المرة الاولى التي تستثمر بها بمؤسسات مالية تعاني من مصاعب، حيث انه المعروف عن الهيئة انها محافظة باستثماراتها الخارجية، إلا انها يبدو انها تتبنى استراتيجية ترتكز على شراء حصص صغيرة في المؤسسات المالية الكبرى التي تعاني من مصاعب مالية بدلا من وضع مبالغ ضخمة في شركة واحدة.

كما تبرز الأنباء الأهمية المتنامية للصين باعتبارها دولة مصدرة لرؤوس الاموال. وترغب الحكومة الصينية بتوجيه جزء من اموالها الى الخارج بدلا من مساهمتها في زيادة المضاربات على العقارات والاسهم داخل الصين نفسها.