إذا استمرت الاكتتابات.. فأين سيقف المؤشر؟

سـعود الأحمد *

TT

سبق أن تحدثت بتفاؤل عن مستقبل سوق الأسهم السعودي لأكثر من مرة...ولعلي قدمت في وقت مبكر قراءة لما هو عليه حال سوق الأسهم اليوم. لكنه ومع هذه الاكتتابات الجديدة، والتي تعد (بلا شك) عاملا قوياً للتأثير على حجم السيولة المتاحة. مما يفترض معه تغيير ميكانيكية العرض والطلب للسوق، واليوم أجدها مناسبة لتسليط الضوء على أثر مستجدات هذا العامل على توجهات السوق. وللتذكير.. فمما كتبت بعد أن تجاوز المؤشر حاجز الـ9000 نقطة، مقالا في هذه الزاوية بتاريخ 12 نوفمبر الماضي بعنوان «ارتفاع أسعار الأسهم...تصحيح أم جني أرباح»، أسميت فيه المرحلة التي يمر بها السوق بـ«النهوض من الكبوة» وقُلت عنه في مقدمة المقال بأنه بداية دورة صعود، استناداً الى المعطيات التي كسرت الحاجز النفسي للمتعاملين وأوجدت نوعاً من التفاؤل، وقلت بالنص التالي «هذا التفاؤل بحد ذاته يعتبر عاملا مؤثراً في انتعاش السوق. وله أن يُحدث قفزات للمؤشر خلال الأسابيع القريبة المقبلة»، واختُتِم المقال بالرأي التالي «إن الذي يمكن قراءته من المعطيات المتاحة أن العوامل المؤثرة في سوق الأسهم السعودي (في مجملها) تصب في خانة احتمال استمرار ارتفاع المؤشر. وبداية الدخول في دورة جديدة من الارتفاع، ما يمكن اعتبار جزء كبير منها تصحيحيا. وهو توجه طبيعي يتوقع له أن يستمر... وليس مجرد موجة لجني الأرباح). وفي ذلك اليوم وردتني رسالة على هاتفي الجوال من زميل مصرفي مخضرم معلقاً على المقال بالنص «بل فخ سيقع فيه صغار المضاربين»، واليوم وقد ثبت العكس، أرجو أن يكون لدى الزميل الشجاعة ليعلق على هذا المقال وعلى الموقع ليعطي رأيه بعد ذلك، ولو باسم حركي!.

وفي 26 نوفمبر الماضي عندما كان المؤشر 9565 نقطة، كتبت مقالا أكثر مباشرة بعنوان «لا تحتفظوا بالنقدية» ربطت فيه بين موجة ارتفاع المؤشر وارتفاع الأسعار الشامل محلياً وعالمياً، وأوصيت باستغلال الفرصة والاستفادة من انخفاض معدل الفائدة لشراء أصول. وفي الخاتمة اعتبرت أن المسألة تحتاج فقط إلى عزيمة وإرادة لاستغلال الفرصة.

اليوم ومع هذه الموجة من الاكتتابات الجديدة، والتي يتوقع أن تستمر بهذا الزخم؛ فإن السؤال: أين سيقف المؤشر؟ وهل سيعود للنكوص من جديد؟. فقد تم طرح قرابة11% من أسهم شركة دار الأركان بعدد 59.454 مليون سهم، و25% من أسهم شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات بعدد 219 مليون سهم، وقبلها تم طرح 201 مليون سهم بجبل عمر وشركة الاتحاد التجاري للتأمين التعاوني وشركة الصقر للتأمين التعاوني والتي كانت في 27 أكتوبر الماضي. وفي الطريق شركة الاتصالات المتنقلة (زين) ومصرف الإنماء بقيمة إجمالية للشركتين 17.5 ريال وبعدد أسهم 1.7 مليار سهم. وبعد موافقة مجلس إدارة هيئة سوق المال على شركة «إتش إس بي سي» العربية السعودية المحدودة على طرح صندوق مؤشر «إتش إس بي سي للأسهم السعودية» وصندوق «إتش إس بي سي لفرص الأسهم البتروكيماوية السعودية» والتصريح لشركة الأهلي المالية لطرح «صندوق الأهلي للعقار العالمي» و«صندوق الأهلي المأمون لأسهم الأسواق الناشئة الكبرى(أ)»...فهل يعني ذلك سحباً للسيولة وضربا للمؤشر في خاصرته، وهو في حالة تشافي. وقبل إبداء الرأي لعلي أذكر بأن الاكتتابات التي سبقت لم تكبح جماح المؤشر. بل تزايدت التدفقات النقدية للسوق في ظل ارتفاع ملحوظ في معدلات التداول اليومية، حقق السوق معه قفزة بلغت 50% خلال الثلاثة أشهر الماضية. وعليه...أوجز توقعاتي لأثر إعلان الاكتتابات الجديدة بأنها كما يطلق عليها الاقتصاديين مصطلح «ضغوط وقتية»، ستعمل على تقوية قاعدة السوق. هذا وإن حصلت تذبذبات للسوق مثلما حصل يوم الأربعاء الماضي أو تراجع نسبي مع هذا الكم من الاكتتابات، نتيجة عمليات بيع جماعية. وانشغال الغالبية مع الاكتتابات، لكن المتوقع أن يعود المؤشر للانتعاش ولا يُرى في الأفق ما يؤشر على احتمال عودته وأدراجه.

* محلل مالي سعودي [email protected]