إخضرار ضعيف في ظل غياب تأثير «الشركات القيادية»

بعد أن كان الصعود القوي من نصيب «البتروكيماويات»

TT

عكست سوق الأسهم السعودية اخضرارا ضعيفا في ظل غياب الدور المؤثر لأسهم الشركات القيادية التي لجأت إلى التراجع في مجملها، باستثناء أسهم شركة الكهرباء السعودية التي تمكنت من الارتفاع بنسبة 1.5 في المائة، مع وقوف أسهم مصرف الراجحي على الحياد بصعود طفيف قوامه نصف نقطة مئوية.

إلا أن التحرك القوي كان من نصيب أسهم شركات قطاع البتروكيماويات بالإضافة إلى بعض الشركات الكبرى في القطاع الخدمي، بعد أن أغلقت أسهم شركة كيان السعودية للبتروكيماويات على النسبة العليا مستحوذة على 25.3 في المائة من كمية الأسهم المتداولة في السوق، محققة رقما تاريخيا جديدا عند مستوى 33.5 ريال (8.9 دولار).

كما سايرت أسهم شركة «ينساب» حركة قطاع البتروكيماويات بارتفاع قوامه 5.7 في المائة وأسهم شركة «الصحراء» بصعود نسبة 4.8 في المائة، فأسهم شركة «اللجين» بمعدل 4.6 في المائة، وشاركت بقوة أسهم شركة «إعمار المدينة» الاقتصادية بارتفاع الشركات ذات الوزن الثقيل والتي تعد من ضمنها صاعدة بنسبة 4.7 في المائة. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فهد العتيبي، محلل فني، الى أن سوق الأسهم السعودية تعيش في الفترة الحالية عمليات ضغط كمحاولة لتكوين قمة شهرية، تستهدف ضبط حركة المؤشر العام، بالإضافة إلى تهدئة تضخم المؤشرات الفنية، مضيفا أن السوق في تعاملاتها أمس تمكنت من عكس سلوك إيجابي، بعد إغلاق المؤشر العام فوق قناة سعرية تستهدف منطقة 13 ألف نقطة.

وأفاد بأن السوق استطاعت في الفترة القريبة الماضية أن تدخل مرحلة تصحيحية ذكية بعد ملامسة المؤشر العام منطقة 10500 نقطة، والتي تقابل مستوى 61.8 في المائة من مستويات فيبوناتشي ـ أحد أدوات التحليل الفني ـ، متوقعا أن ينهج المؤشر العام مسارا تذبذبيا ضيقا، تقف أمامه أول مقاومة يومية عند مستوى 11895 نقطة.

وأبان المحلل الفني أن اختراق المؤشر العام لهذه المستويات إشارة إيجابية لمواصلة المسار الصاعد اللحظي حتى مستوى 11945 نقطة، والتي باختراقها تكون السوق أعطت إشارة تأكيدية تؤهل المؤشر العام لدخول منطقة 12 ألف نقطة، موضحا أن إغلاق المؤشر العام فوق مستوى 11909 نقطة يعتبر حدثا قويا له دلالة على توجه المؤشر العام إلى منطقة المقاومة الأسبوعية عند 12148 نقطة، ثم 12246 نقطة.

وأوضح العتيبي أن هذه الموجة ككل تستهدف مستوى 13950 نقطة، إلا أنه يصف حركة السوق اليومية، بوجود مستوى دعم لحظي عند مستوى 11658 نقطة والذي بكسره يؤدي بالمؤشر العام إلى مستوى 11513 نقطة، وبالتنازل عنها يكون توجه السوق محدد لمنطقة الدعم الأسبوعية عند 11360 نقطة، والتي تعتبر برأي المحلل نقطة فاصلة قبل تنازل السوق عن المنطقة الحالية.

في المقابل يرى العتيبي أن السوق تشهد عوامل محفزة مع استقبالها النتائج النهائية لـ2007، موضحا أن التأثير الأكبر سيكون على أسهم الشركات الخاسرة والضعيفة ماليا، والتي في حال إعلانها تقلص خسائرها أو على الأقل محافظتها على مستوى خسائرها الماضية، تساعد في نزع التخوف المسيطر على المساهمين تجاه أسهم هذه النوعية من الشركات.

ويستدل العتيبي على أن التأثير الأقوى للنتائج سيكون على أسهم الشركات الخاسرة بسبب استهلاك التعاملات لنتائج الشركات القيادية التي أهلكتها التوقعات ودفعت أسهم هذه الشركات إلى التحرك القوي، إلا أن أسهم الشركات الخاسرة عانت بقوة من توجس الخيفة من الإيقافات، مؤكدا أن هذه الشركات عكست أداء فنيا إيجابيا خلال الفترة الحالية لم تشهدها منذ قرابة 6 أشهر، خصوصا في قطاعي الخدمات والزراعة.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم، مراقب لتعاملات السوق، أن قطاع البتروكيماويات هو القطاع الذهبي في تداولات السوق للفترة الحالية، بعد أن استطاع شق طريقه رغم الفتور الواضح على أسهم الشركات القيادية، والذي يعطي دلالة على تغلب رغبة المحافظ الاستثمارية في اقتناء هذه النوعية من السهم بدون النظر إلى توجه المؤشر العام.