وزير البترول السعودي: «لا توقع» لسيناريو «بترو ـ سياسي».. ومن يحدد سعر البرميل «غير عاقل»

النعيمي يرد على «المطلب الأميركي» ويؤكد أن «عوامل السوق» تتحكم بالأسعار

المهندس علي النعيمي وزير البترول السعودي أثناء مؤتمر عقد أمس (رويترز)
TT

تجنب المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي إبداء أي توقعات حيال الرؤية المستقبلية لسيناريوهات النفط مع الظروف السياسية الجاري في المنطقة على وجه التحديد الإشكالية الإيرانية الأميركية، مشددا في الوقت ذاته على أن خيار خفض أسعار برميل النفط ليس بالأمر الذي يمكن البت فيه أو التحكم فيه بسهوله. وتتصادف هذه التصريحات مع زيارات قادة دول فرنسا والولايات المتحدة التي حملت تودد من قبل نيوكولا ساركوزي رئيس الأولى وجورج دبليو بوش رئيس الثانية بأهمية تحرك سعودي ـ أكبر مصدر للنفط عالميا ـ برفع حجم الإنتاج وضخ كميات في الأسواق العالمية لعلها تكون عاملا في خفض الأسعار التي تاخمت 100 دولار للبرميل الواحد.

وقال النعيمي في تصريحات أطلقها خلال مؤتمر عقد أمس في تعليقه حول طلب الرئيسين الفرنسي والأميركي، أن موضوع «سعر البرميل» لا يتعلق حول دولة بعينها ولكن لا بد للعودة إلى منظومة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إضافة إلى أن عملية التسعير باتت غير محكومة إلا بطلب السوق. وشدد النعيمي على أن السعر تحكمه عوامل السوق المختلفة تتنوع من حجم الطلب العالمي والاضطرابات السياسية والمضاربات المشتعلة وسياسات الصناديق المالية والحوادث وغيرها، واصفا أن من يقول بتحديد سعر النفط للغد بأنه «غير عاقل» ـ على حد تعبيره ـ.

وكان الرئيس الأميركي قد قال أمس في الرياض ان زيادة في انتاج النفط من جانب منظمة اوبك ستسهم في تخفيف أعباء ارتفاع أسعار الطاقة على المستهلكين. وحذر بوش من أن ارتفاع تكاليف الطاقة يمكن أن يؤدي الى تباطؤ الاقتصاد الاميركي. وأكد أنه سيثير تلك المخاوف عندما يجتمع مع العاهل السعودي الملك عبد الله في وقت لاحق اليوم (أمس).

وصرح بوش للصحافيين في الرياض ردا على سؤال بشأن ما يمكن لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) أن تفعله لخفض أسعار النفط «ينبغي أن تدرك أوبك أنه اذا أمكنهم ضخ مزيد من الامدادات بالسوق فسيكون ذلك مفيدا». لكن رئيس الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم أقر بأن أعضاء أوبك لا يملكون طاقة فائضة كبيرة لتعزيز الانتاج. وقال «لا توجد طاقة زائدة كبيرة في السوق». وتراجع النفط الى نحو 94 دولارا أمس مدفوعا بمخاوف من انزلاق اقتصاد الولايات المتحدة الى ركود من شأنه أن يضعف الطلب على الوقود. وتمتلك السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وأقوى أعضاء اوبك نفوذا أغلب طاقة الانتاج الفائض من الخام في العالم. وتنتج المملكة نحو تسعة ملايين برميل يوميا وتبلغ طاقتها الانتاجية 11.3 مليون برميل يوميا. وقالت اوبك وهي مصدر أكثر من ثلث امدادات النفط العالمية مرارا انها تضخ ما يكفي من الخام لسد الطلب وتلقي باللوم في ارتفاع الاسعار على المضاربات وضعف الدولار الى جانب التوترات السياسية الدولية.

من جانبه، قال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الجزائرية أمس ان شبح ركود عالمي لايزال يخيم على سوق النفط. ونقلت الوكالة الرسمية عن خليل وهو أيضا وزير النفط الجزائري قوله ان الاسعار لم تتقدم كثيرا رغم التوترات السياسية في أنحاء العالم والتي غالبا ما تدفع الى المضاربة على صعود الاسعار.

من جانبه، تجنب وزير النفط السعودي الحديث عن أي سيناريو أو ترتيبات حالية تجريها بلاده أو دول «أوبك» في حال وقوع ضربة وشيكة على إيران من قبل الولايات المتحدة بل إنه ذهب إلى الإشارة لعدم رغبته المطلقة في الإجابة عن أسئلة مستقبلية بقوله «لا جدوى للإجابة عن أسئلة توقعية».

وتعرض النعيمي إلى تطمين دول العالم حول المخزون العام من النفط إذ لفت أمس إلى أن الربع الأول من كل عام يتجه فيه المخزون للتراجع وهو الأمر الطبيعي في حين سيرى المراقبون ارتفاع حجم المخزون من الطاقة خلال الربع الثاني في مستوى مرتفع جدا مشددا في الوقت ذاته على متابعة المخزون والطلب العالمي.

وعاد النعيمي للتأكيد على أن رفع الإنتاج أو خفضه يعتمد على حالة طلب السوق مبينا أن المراجعة للوضع العام مستمرة والتصرف يتم وفقا لما تراه «أوبك» ووفقا لضبط السوق وخلق التوازن بأي شكل، مشددا على انه ليس من المصلحة العام ارتفاع الأسعار أو انخفاضها بشكل شديد.

وذكر النعيمي أن معامل تكرير النفط ستتزايد حتى العام 2010 حيث ستتضاعف طاقتها الإنتاجية وستدعم التوافق بين الإنتاج والاستهلاك، موضحا في الوقت ذاته أن العمل في استكشاف الغاز والنفط في منطقة الربع الخالي السعودية لا تزال جارية.