السوق تتخلى عن مكاسبها وتنهي تعاملاتها الأسبوعية على خسارة 99 نقطة

خبير لـ «الشرق الأوسط» التذبذب الحالي نتيجة إعادة تمركز السيولة في شركات النمو

TT

خسرت سوق الأسهم السعودية مع إغلاق تعاملاتها الأسبوعية أمس، 99 نقطة، تعادل 0.85 في المائة قياسا بتعاملات الأسبوع الماضي، الذي كان عند مستوى 11643 نقطة، بعد أن تخلت السوق عن مكاسبها المحققة خلال تداولات هذا الأسبوع، على الرغم من أن أيام الارتفاع فاقت عدد تداولات الانخفاض. حيث دخل المؤشر العام خلال تعاملات هذا الأسبوع المنطقة الخضراء في 3 أيام تداول، إلا أن يومي الأحد وأمس تمكنا من إجبار السوق على التخلي عن المكاسب الأسبوعية بشكل عام، خصوصا بعد التراجع الذي اكتسح أسهم الشركات القيادية في السوق، بعد ترقب المتعاملين لنتائج 2007.

أمام ذلك اشار لـ«الشرق الأوسط» محمد العنقري خبير استثماري، أن التذبذب الذي تعيشه سوق الأسهم السعودية في الفترة الحالية، يأتي نتيجة لترقب المتعاملين لنتائج الشركات، خصوصا نتائج الشركات القيادية والاستثمارية المهمة، مضيفا أن ظهور هذه النتائج ستحدد توجه السوق وقيم السوق العادلة، إذ أنها ستعطي مزيدا من الرؤية حول نتائج النصف الأول من 2008.

وأضاف أن هذا التذبذب الحاد يشاهد من خلال حركة نشطة للسيولة بين قطاعات وشركات السوق، ناجم عن إعادة تمركز السيولة الاستثمارية في الشركات التي تعلن نمو مرتفع يفوق توقعات السوق، موضحا أن إعلانات القطاع البنكي وهو القطاع الذي يقع تحت مجهر المستثمر بشكل أكبر هو المنتظر، للإجابة عن التساؤل حول هل عادت البنوك لتعوض ما فقدته من عمولات الوساطة.

وأبان الخبير الاستثماري أنه لوحظ من خلال نتاج الربع الرابع في بنكي الرياض و«ساب» تحسن ملحوظ، وبالتالي لا يزال الانتظار قائم لنتائج البنوك الأخرى حتى يكون المستثمر على بينة واطلاع على وضع هذه القطاع ومدى النمو فيه ومدى التحسن الذي يقرأ من خلاله النشاط الاقتصادي عموما.

ويؤكد العنقري على أن السوق مطمئن لنتائج قطاع البتر وكيماويات، خصوصا أن أسعار المنتجات ما زالت عند مستوياتها العالية، والذي أثبت هذا التفاؤل عبر ظهور نتائج شركتي «سبكيم» و«سافكو»، مضيفا أن الايجابية في النتائج دعمها القطاع الأسمنتي بعد أن أظهرت نمو جيد للشركات التي أعلنت حتى الآن باستثناء شركة إسمنت تبوك.

وأوضح أن قطاع الاتصالات لا ينتظر منه مفاجئات كبيرة، إلا أن العنقري يتوقع نمو معقول لشركة الاتصالات السعودية، مفيدا أن المستثمرون في فترة ما بعد ظهور النتائج، سيدخلون في حسابات تقييم للأسعار، حول ما إذا كانت عادلة، وهل هي عند قيم محفزة لمزيد من الاستثمار بالنظر إلى أرباحها المستقبلية خلال 2008.

ويرجح أن تكون سمة السوق قبل ظهور النتائج التي ستستمر في حالة من التذبذب ضمن هذه المنطقة النقطية الحالية، حتى تنتهي الأموال الاستثمارية من تقييم النتاج، مؤكدا أن هذه المرحلة تستوجب من المستثمرين إبقاء جزء من السيولة حتى يستطيعوا اغتنام فرص التوجه لأسهم الشركات التي تعطي رؤيا عن نمو قوي للعام الحالي.

وتوقع العنقري أن تصل إجمالي أرباح شركات السوق خلال عام 2007 إلى ما بين 82 مليار ريال (21.8 مليار دولار) و86 مليار ريال (22.9 مليار دولار) بنمو من 10 إلى 15 في المائة قياسا بأرباح 2006، مؤكدا أن اكتمال ظهور النتائج هو المحدد لاتجاه السوق.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي، محلل فني، أن المؤشر العام أنهكته المحاولات المتعددة للوصول إلى منطقة 12 ألف نقطة، مما عزز الفتور الذي يدفع السوق إلى هذه المستويات، بعد التراجع الذي أظهرته أسهم الشركات الكبرى تزامنا مع ترقب إعلان نتائج السوق، الأمر الذي أفقد السوق تطاير التوقعات المتفائلة بعد وقوف الشركات على المحك في انتظار ظهور نتائج الشركات.