دافوس: المنتدى الاقتصادي العالمي ينطلق الأربعاء وسط أجواء اقتصادية متشائمة

سيحضره أكثر من 2500 مشارك من 88 دولة من بينهم 27 رئيس دولة أو حكومة

TT

يجتمع الاسبوع المقبل مئات من زعماء أكبر شركات العالم والمسؤولين السياسيين في منتجع دافوس السويسري ومن المرجح أن يكون المناخ العام للاجتماع اقل تفاؤلا بكثير عما كان عليه قبل عام عندما كان الاقتصادي العالمي لا يزال ينعم بواحدة من أطول فترات النمو منذ الحرب العالمية الثانية.

وبالنظر الى المستقبل، يصبح جليا ان التعقيد، والمصالح المتنافسة على الموارد الشحيحه تظل أكبر العقبات التي تحول دون احراز تقدم على جدول الاعمال العالمي في غياب مزيد من القيادة والادارة العالمية. وفي سياق هذا التحدي فان المنتدى الاقتصادى العالمي سيبرز قوة الابتكار التعاونية باعتباره الموضوع الرئيسي للاجتماع السنوي 2008 في دافوس.

ومن الامور الرئيسية التي يتيحها المنتدى الذي يعقد في الفترة بين 23 و 27 يناير (كانون الثاني) الفرصة لتجميع خبراء من مجموعة واسعة من القطاعات تشمل الحكومات وقطاع الاعمال والمجتمع المدني.

ويتيح المنتدى لهم بحث أشكال ارتباط القضايا ببعضها البعض مثل كيف يمكن لجهود معالجة التغير المناخي من خلال تشجيع صناعة الوقود الحيوي أن تخلق مشاكل اجتماعية بتسببها في تفاقم مشكلة نقص المياه ورفع أسعار الاغذية.

ويتركز الاجتماع السنوى لمنتدى دافوس الاقتصادي لعام 2008 على 5 محاور رئيسية ـ التجارة: التنافس في اطار التعاون، الاقتصاد والمالية: التصدي لانعدام الامن الاقتصادي الجغرافية السياسية: التوفيق بين المصالح عبر الانقسامات، العلوم والتكنولوجيا: استكشاف آفاق جديدة للطبيعة، القيم المجتمع: فهم تحولات المستقبل.

وتعقد النخبة في عالم الاعمال والسياسة اجتماعها السنوي في منتجع دافوس الجبلي السويسري الاسبوع المقبل تحت ظلال الازمة المالية الناجمة عن مشكلة الرهن العقاري عالي المخاطر.

وشتان ما بين اليوم وأمس حيث عقد المشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعهم السنوي السابق والعالم ينعم بنمو اقتصادي مستقر وطفرة في قطاعي الاستثمار الخاص وعمليات الاستحواذ تعززها الائتمانات الرخيصة.

وقال كلاوس شواب مؤسس المنتدى «من المؤكد أن المحادثات في دافوس ستهيمن عليها التحديات الاقتصادية التي تواجهنا في هذه اللحظة وهي عواقب أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر وانتقال رؤوس الاموال من الدول المستهلكة للطاقة الى الدول المنتجة للطاقة».

وبعد أن كانت شركات الاستثمار الخاص وصناديق التحوط نجم العام الماضي فمن المرجح أن تصبح صناديق الثروة السيادية التي تستثمر مليارات الدولارات من احتياطيات دول معظمها نامية مصدر الجذب الرئيسي هذا العام.

ومما يعكس التحولات العالمية فان أكثر من 20 في المائة من كبار رجال الاعمال الذين سيشاركون في منتدى دافوس هذا العام هم من الدول النامية.

وقال شواب ان تحذيرات من مدى هشاشة النظام الاقتصادي العالمي صدرت العام الماضي وسط التفاؤل العام ولكن لم ينصت لها الكثيرون. وقال شواب ان لقاء هذا العام يضم عمليا كل من له أهمية في عالم المال والاقتصاد لبحث التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي. ومثلما حدث في السابق فسيتيح المنتدى أيضا منبرا لزعماء دول مجموعة الثماني الغنية الذين يرأسهم هذا العام رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا لطرح أجندة أعمالهم لعام 2008.

وستلقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي ستتناول قضيتين رئيسيتين تواجهان العالم، وهما التغيرات المناخية والارهاب.

وسيحضر منتدى دافوس اكثر من 2500 مشارك من 88 دولة من بينهم 27 رئيس دولة أو حكومة و113 وزيرا ونحو عشرة من رؤساء المنظمات الدولية. وسيشارك خصوصا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اضافة الى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي والمدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان ورئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه. كما ينتظر أن يشارك عدد كبير من محافظي البنوك المركزية في المنتدى.

وسيشارك في المنتدى 1370 رئيس شركة يمثل بعضهم 74 شركة من بين أكبر 100 شركة على مستوى العالم حسب تصنيف مجلة فورتشن أو فوربز ومن بينهم بيل جيتس رئيس مجلس ادارة مايكروسوفت ولويد بلانكفين الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس وكارلوس غصن الرئيس التنفيذي لرينو - نيسان.

وكان المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير اصدره اخيرا عن مخاوف من حدوث ركود بالولايات المتحدة خلال الاشهر الاثنى عشر القادمة كما شكك في قدرة النمو الذي يقوده الاستهلاك في اسيا على القيام بدور الموجه للاقتصاد العالمي. وسيكون تقرير «المخاطر العالمية» وتناول التقرير أربعة قضايا رئيسية هي الخطر المالي العام والامن الغذائي ومشاكل سلسلة الامداد ودور الطاقة. وقال المنتدى «الخطر المالي العام هو الاكثر الحاحا والاشد حدة من زاوية التكلفة الاقتصادية».

كما أبرز المنتدى قضية الامن الغذائي نظرا لان عوامل من بينها التغيرات السكانية واسلوب الحياة والتغيرات المناخية دفعت بالعالم الى مرحلة من الارتفاع المستمر في الاسعار.

واشار التقرير الذي يستند الى اراء أكثر من 100 شخصية كبيرة تعمل مع المنتدى الى ان «حجم وطبيعة» الازمة المالية في 2007-2008 أثارا شكوكا جدية بشأن هشاشة النموذج الراهن لاسواق المال.

وبين المخاطر الاقتصادية في عام 2008 تحدث تقرير المنتدى عن انخفاض حاد في قيمة الدولار الاميركي وتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وارتفاع الضرائب في الدول الغنية وانخفاض اسعار المساكن في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا.

وتشمل المخاطر السياسية انهيار معاهدة منع الانتشار النووي أو نشوب صراع بين الولايات المتحدة وايران أو كوريا الشمالية بينما لا يزال سوء الاحوال الجوية الناجم عن التغيرات المناخية على رأس قائمة المخاطر البيئية.

كما حذر التقرير من التحديات التي تزداد تعقيدا وتداخلا مما يجعل من الصعب على الشركات والدول تحديد الطرف المسؤول والتحرك لتخفيف حدة المخاطر الرئيسية.