بلغاريا توافق على مشروع خط أنابيب غاز بين روسيا وإيطاليا

بعد أن نجح الرئيس الروسي في الحصول على دعمها

الرئيس الروسي يصافح نظيره البلغاري جورجي بارفانوف (ا.ب)
TT

نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور بلغاريا حاليا في الحصول على موافقة الدولة المضيفة على المشاركة في مشروع مد خط أنابيب غاز رئيسي بين روسيا وإيطاليا مرورا بالنمسا.

ووافقت الحكومة البلغارية أمس على توقيع عقد مع المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال الغاز «غازبروم» حول مشاركة بلغارية في مشروع انبوب الغاز الروسي الايطالي «ساوث-ستريم» من روسيا الى اوروبا، بحسب ما اعلن رئيس الوزراء البلغاري الاشتراكي سيرغي ستانيتشيف.

وتم التوصل الى هذا الاتفاق الذي تمت المصادقة عليه اثناء اجتماع استثنائي للحكومة البلغارية، على هامش زيارة تستغرق يومين يقوم بها الى صوفيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيتم التوقيع عليه قبيل ظهر اليوم (امس).

وقال رئيس الحكومة البلغارية في مؤتمر صحافي مقتضب «لقد توجت المفاوضات بالنجاح بالنسبة الى الطرفين. وتمت المحافظة على مصالح بلغاريا». واوضح ان كلا من بلغاريا وروسيا ستملك نسبة 50% من انبوب الغاز الذي سيعبر الاراضي البلغارية. يذكر أن المسار النهائي للخط وفروعه المحتملة لم تتحدد حتى الآن.

ويشارك في تنفيذ المشروع شركتا جازبروم الروسية للغاز وإيني الإيطالية للطاقة. وكان الاتحاد الأوروبي قد ساند مشروع خط أنابيب الغاز نابوكو الذي ينقل الغاز من آسيا الوسطى إلى غرب أوروبا دون المرور بالأراضي الروسية.

وهكذا، ستزيد كمية الغاز الروسي الذي يعبر بلغاريا 30 مليون متر مكعب مقابل 17 مليون متر مكعب اليوم، كما اوضح وزير الاقتصاد والطاقة بيتار ديميتروف.

ويسعى بوتين في زيارته المنتظرة والتي تسبق انتهاء فترته الرئاسية الأخيرة في مايو (أيار)المقبل إلى إقناع بلغاريا بالمشاركة في مشروع خط أنابيب الغاز. ومن أهم المنافع التي ستحققها روسيا من خلال جذب بلغاريا إلى المشاركة فيه هو استدراج الاتحاد الأوروبي إليه والذي يشعر بالقلق حاليا من الاعتماد على الغاز الروسي. وكانت بلغاريا قد انضمت إلى الاتحاد الأوروبي مطلع العام الحالي.

في الوقت نفسه يشهد بوتين خلال زيارته لبلغاريا توقيع عدد من الاتفاقات والعقود بين البلدين تشمل عقد بناء ثاني محطة طاقة نووية على نهر الدانوب في بلغاريا. تقوم شركة أتومستوري إكسبورت الروسية ببناء المحطة.

هذا، وتم امس التوقيع على عدة عقود ضخمة في مجال الطاقة وخصوصا في المجال النووي بين روسيا وبلغاريا التي تسعى للافادة من موقعها الاستراتيجي في البلقان وسط انتقادات لها بكونها تمثل «حصان طروادة» للتأثير الروسي في المنطقة.

وفي هذا السياق، تم التوقيع على عقد ضخم لاقامة مفاعل نووي في بيليني (شمال) بقيمة اربعة مليارات يورو. وسيشكل هذا المفاعل اول انجاز لمجموعة «اتومستروي اكسبورت» الروسية في احدى دول الاتحاد الاوروبي. وسيؤمن مجمع «اريفا سيمنس» الفرنسي الالماني بموجب عقد مع المجموعة الروسية التجهيزات الامنية للمحطة النووية.

والمحطة التي يتوقع ان يبدأ تشغيلها في 2013، ستعمل بمفاعلين اثنين، قوة كل منهما ألف ميغاوات وهما من نوع «في في اي آر» بالماء المضغوط وآخر من نوع جديد لم يسبق ان اقيم في اوروبا. وتستخدم المجموعة الروسية هذا النوع في مفاعلين قيد الانشاء في الصين والهند، بحسب ما أفادت الشركة الوطنية البلغارية للكهرباء. وبهذا المفاعل الجديد، تأمل بلغاريا في استعادة موقعها كمصدر كبير للطاقة الذي فقدته نهاية 2006 مع الاغلاق الجزئي لمحطة كوزلودوي بطلب من الاتحاد الاوروبي لاسباب أمنية.

كما تم التوقيع على اتفاق ثلاثي الاطراف بشأن انشاء شركة مختلطة لمشروع انبوب نفط بورغاس ـ الكسندروبوليس لنقل النفط الروسي بين البحر الاسود وبحر ايجه.

وكانت بلغاريا وروسيا واليونان وقعت في مارس (آذار) 2007 في أثينا اتفاقا لإنشاء هذا الانبوب الذي يعبر لمسافة 150 كلم الاراضي البلغارية تملك روسيا 51 بالمئة منه.

وتم التوقيع على اتفاق للربط بواسطة قطار بين ميناء فارنا البلغاري وميناء كافكاز الروسي اضافة الى اتفاق للتعاون الثقافي والتعليمي والعلمي وعلى خطة عمل في مجال السياحة.

واثارت زيارة بوتين اول تظاهرات مناهضة لرئيس روسي في بلغاريا التي ترتبط تقليديا بروسيا وافضل حليف سابق لموسكو في اوروبا الشرقية الشيوعية.

وانتقدت المعارضة المحافظة ومنظمات غير حكومية الحكومة البلغارية لكونها اصبحت «حصان طروادة لروسيا في الاتحاد الاوروبي». غير ان التظاهرات لم تكد تجمع الف شخص.

وقال المحلل السياسي اوغنيان مينتشيف مدير معهد الدراسات الاقليمية والدولية في صوفيا «من خلال استثمارات هائلة في البنى التحتية للطاقة، تهدف روسيا الى استعادة تأثيرها في الاراضي السابقة للامبراطورية السوفياتية».

واضاف «ان مشروع ساوث ستريم سيلغي اهمية مشروع نابوكو» الذي يدعمه الاتحاد الاوروبي والذي تشارك فيه بلغاريا والذي يفترض ان يمثل بديلا لامدادات الغاز من وسط آسيا الى اوروبا.

من جانبه، اكد الرئيس البلغاري غورغي بارفانوف انه بفضل الاتفاقيات الموقعة «ستصبح بلغاريا عاملا استراتيجيا لتنمية سياسة الطاقة الاوروبية». واعتبر ان السعي الى وضع بلغاريا امام الخيار بين الاتحاد الاوروبي وروسيا يشكل «معضلة مغلوطة».