في اليوم الاول من زيارته الى الصين، سعى رئيس الوزراء البريطاني أمس الجمعة الى الترويج لبلاده على انها الوجهة المثالية للاستثمارات الصينية.
اجتمع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس مع نظيره الصيني وين جياباو وذلك في مستهل زيارته للصين التي تستمر ثلاثة أيام ويتوقع أن تتركز على التجارة والامن الدولى والبيئة وحقوق الانسان.
واعلن براون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو قبل ان يلتقي لاحقا الرئيس هو جينتاو «اريد ان تكون بريطانيا المكان المفضل للاستثمارات الصينية في اوروبا والعالم اجمع».
وأجرى براون محادثات مع وين في قاعة الشعب الكبرى في بكين وذلك في أول زيارة له للصين منذ توليه منصبه في يونيو (حزيران) الماضي. ومن المتوقع أن يقوم الزعيمان بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية بعد محادثاتهما كما سيحضرا لقاء يضم رجال أعمال صينيين وبريطانيين.
كما يعتزم براون أيضا لقاء الرئيس الصيني هو جينتاو والتحدث مع الطلبة في جامعة الشعب العريقة في بكين كما سيزور المواقع التي ستقام عليها دورة الالعاب الاوليمبية هذا العام حسبما أفادت وزارة الخارجية الصينية. وسيقوم رئيس الوزراء البريطاني بالتوجه من بكين إلى شنغهاي قبل مغادرته الصين متوجها إلى الهند.
وقال المسؤولون البريطانيون إن المحادثات من المتوقع أن تنصب على التجارة والبيئة حيث سيحمل براون معه وجهة نظر تشير إلى إمكانية خلق «عشرات الالاف» من فرص العمل البريطانية مع زيادة نسبة الاعمال مع الصين بنحو 50 في المائة خلال السنوات العشر المقبلة.
ودعا براون الصين الى ان تفتح في بريطانيا اول مكتب لصندوق «تشاينا انفستمانت كورب» (مؤسسة الاستثمار الصينية) في الخارج والذي دخل حيز العمل في نهاية سبتمبر (ايلول) الماضي برأسمال قدره 200 مليار دولار مصدرها احتياطات القطع في الصين والتي بلغت 1530 مليار دولار في نهاية سبتمبر الماضي.
واعلن المسؤولان ان دولتيهما تهدفان الى رفع قيمة المبادلات التجارية بينهما الى 60 مليار دولار (41 مليار يورو) في 2010، اي بزيادة نسبتها 50% تقريبا مقارنة بالسنة الماضية.
ويرافق رئيس الوزراء البريطاني في زيارته وفد من 25 مسؤولا اقتصاديا كبيرا من قطاعات المصارف والمال والتأمين والصيدلة والتكنولوجيا المتطورة والطاقة. الا انه لم يتم التوقيع على اي عقد كبير امس. والعقود الثمانية التي ابرمت تتعلق خصوصا بالتربية والبيئة. وتتناول عقودا مع «بريتش بتروليوم» مسألة تطوير تكنولوجيات من اجل طاقة نظيفة. ورحب براون «بالشراكة الاستراتيجية للمستقبل» مع الصين، واصفا اياها بانها «دينامية وكاملة».
من جهة اخرى افتتحت بورصة لندن للأوراق المالية امس مكتبا لها في العاصمة الصينية بكين لتسهيل تسجيل أسهم الشركات الصينية في البورصة البريطانية.
وحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون الذي يزور الصين حاليا وكبار المسؤولين البريطانيين والصينيين.
وقالت كلارا فورس الرئيس التنفيذي لبورصة لندن للأوراق المالية «لدينا يقين بأن وجودنا الدائم في بكين عاصمة أسرع اقتصاديات العالم نموا سوف نضمن استمرارنا في أنجح البورصات الكبرى بالنسبة للشركات العالمية للحصول على رؤوس الأموال» من خلال طرح أسهمها للتداول.
وأضافت فورس في بيان «نحن سعداء على وجه خاص للعب دور في دعم الشركات العالمية الصينية وأهداف التنمية الصناعية».
يأتي افتتاح مكتب بورصة لندن للأوراق المالية في مستهل أول زيارة يقوم بها براون للصين منذ توليه رئاسة الحكومة البريطانية الصيف الماضي.
وفي الوقت نفسه وقع المسؤولون الصينيون والبريطانيون اليوم 8 اتفاقيات وتعهدا بتحقيق زيادة كبيرة في التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات القليلة المقبلة. وقالت فورس «حضور رئيس وزراء بريطانيا يؤكد دعم حكومتنا لعلاقاتنا الاستراتيجية في الصين».
يشار الى أن 68 شركة صينية سجلت أسهمها في بورصة لندن وهو أكبر عدد للشركات الصينية المسجلة في بورصة خارج الصين. يذكر أن مكتب هونغ كونغ هو الثاني بالنسبة لبورصة لندن للأوراق المالية في منطقة آسيا والمحيط الهادي بعد هونغ كونغ التابعة سياسيا للصين.