قرأت مثل غيري في الصحف المحلية السعودية توجه أهالي الطائف وسعيهم لإنشاء مدينة صناعية في الطائف، وبالتأكيد فإن ذلك سيتم بمساندة الغرفة التجارية الصناعية في منطقة الطائف.
ولا أخفيكم أني تألمت كثيرا حينما اطلعت على الخبر وذلك لسببين الأول أنني شعرت أن الأعمال التجارية والصناعية لدينا في السعودية تقوم بناء على مبدأ التقليد لا دراسات الجدوى والميزة النسبية. الثاني وهو الأهم أنني شعرت أن أهالي الطائف يدمرون مدينتهم عبر التقليد الأعمى وبدون وعي حتى يكون لديهم مدينة صناعية كما لدى المحافظات الأخرى وهم بذلك يقضون على مصيفهم ويذبحون الدجاجة التي تبيض ذهباً فمصيفهم يمكن أن يستغل أفضل استغلال ويمكن أن تكون إيراداته السياحية أكبر من الصناعية. لا سيما أن هناك عوائل من شريحة معينة تفضل السياحة الداخلية على الخارجية كما أن هناك عوائل لا تستطيع تحمل تكاليف السفر للخارج فتجعل سياحتها داخلية إذ لا يحتاج الأمر إلى طائرة وتذاكر بل يكون الذهاب بالسيارة لعائلة يصعب على عائلها نقلهم بالطائرة.
أتمنى من أمارة مكة المكرمة أن تقول لا لتحويل الطائف مدينة صناعية مملوءة بالأدخنة والتلوث وأن يشرح لأهلها الميزة التنافسية التي تتميز بها مدينتهم سياحيا فهم مصيف أهل مكة منذ الجاهلية. ولو تم الاهتمام بالمدينة سياحياً لأنتجت وظائفاً لشبانها ودخلا لتجارها ولكن يجب أن يكون الاهتمام جماعي وأن تكون هناك رؤية واضحة لمستقبل المدينة وأن تنشأ شركة تهتم بالجانب الإسكاني السياحي حتى يكون لها دخل يعتمد عليه وبعد ذلك تذهب الشركة للاهتمام بالسياحة والترفيه لا سيما السياحة العائلية الموسمية. وأن يصحب ذلك اهتمام حكومي بالجانب التاريخي للمدينة مثل سوق عكاظ وتنشيطه أكثر مما حدث العام الماضي ولا يخفى على الجميع أن الطائف تزخر بالأماكن التاريخية التي يحكي كل موقع منها تراثا وأدبا وكذلك الاهتمام بالسياحة الدينية عبر الاهتمام بطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء ذهابه للطائف سواء للدعوة أو بعد الفتح والاهتمام بتنشيط المدينة شتاء عبر ما يقام من دورات عسكرية وإقامة مستشفيات نقاهة ولو مؤقتة صيفا تهتم بالجانب البدني للصحة وغير ذلك من المشاريع التي هي بالتأكيد واضحة لدى عقلاء المحافظة ويمكن تفعيلها عبر جهود مشتركة أهلية وحكومية.
وأتمنى أن لا تتحول مدينة الورد الطائفي إلى محضنة للأدخنة ومرحبا بكم تراحيب المطر بدلا من تراحيب البلاستيك والإيثلين والبروبلين «مرحبا بكم تراحيب المطر» تحية يطلقها أهالي الطائف في وجوه زائريهم وأتمنى أن لا تتحول إلى مرحبا تراحيب الأدخنة يا أمير مكة.
* اقتصادي سعودي [email protected]