مضاربون يرجعون انهيار الأسهم السعودية إلى «هلع» غير «مبرر»

اقترحوا وجود صانع للسوق وقائمة للاكتتابات الجاهزة خلال 6 أشهر وجمعية للمتداولين

TT

ساق مستثمرون في سوق الأسهم السعودية مجموعة من الاقترحات في محاولة للتقليل من الخسائر التي عانا منها خلال الأيام الماضية كان أقساها أمس بتراجع بلغ 9.67 في المائة، من بينها إيجاد صانع للسوق وجمعية للمتداولين وقائمة للاكتتابات الجاهزة كأبرز الحلول لمعالجة هبوط سوق الأسهم المتكرر. إذ وصف عبد العزيز بن صالح العمري أحد كبار المتعاملين في السوق ما حدث في التعاملات الأخيرة بأنه يصب في جانب المبالغة من حيث طريقة التراجعات الحادة، مفيدا أن المسببات تتضاءل منطقيتها قياسا بهذا الهبوط الموجع.

وأكد العمري لـ«الشرق الأوسط» أن السوق كانت مهيأة للانخفاض بعد موجة الارتفاعات القوية التي لحقت بها، إلا أن تزامن هذه الحاجة مع التقارير الصادرة والتي تتحدث عن الركود في الاقتصاد الأميركي المتوقع، مضيفا أنه لا يمكن ربط اقتصاد دولة تعيش نهضة اقتصادية، بدول أخرى. وتسائل العمري عن الرابط بين الاقتصاد الأميركي، وأغلب الشركات في سوق الأسهم السعودية سواء في قطاع الأسمنت أو العقار كمثال، إلا أنه استدرك وأوضح باستثناء بعض الشركات التي لها علاقة في هذا الموضوع، مما يدل على أن العامل النفسي لعب دورا كبيرا في التأثير على منطقية القرار لدى المتعاملين في السوق. وأوضح أن تراجع المؤشر العام بالنسبة الدنيا تقريبا لا يمكن تبريره حتى بأكبر الكوارث، بالرغم من التأثر المسبق أو الموازي من قبل أسواق المال في المنطقة أو في الدول الأخرى، إلا أن هذا لا يعني أن تكون السوق السعودية في صدارة الأسواق المنهارة.

ويرى العمري أنه يجب تغليب الجانب المنطقي في التعامل مع السوق، ومعالجة هذا الوضع بعقلية استثمارية صحيحة تسمح للمتعامل أن يقتنص فيها الفرص الاستثمارية التي توفرها مثل هذه التراجعات الحادة. وأشاد العمري بجهود هيئة السوق المالية في تنظيم السوق، إلا أنه ذكر أنها تحتاج إلى وقت كاف قبل أن تصل بسوق الأسهم السعودية إلى مصاف الأسواق الأولى. ويطالب العمري الجهات المسؤولة بإنشاء جمعية للمتداولين، تضم بين طياتها مجموعة من المساهمين والمستثمرين، تقف في جانب المحافظة على مصالح المتداولين، والترتيب مع الجهات المسؤولة حول الاقتراحات والتعديلات المناسبة والذي يصب في خانة مصلحة السوق بشكل عام. من ناحيته نفى لـ«الشرق الأوسط» فهد الفريان أحد كبار المتعاملين في سوق الأسهم السعودية، أن يكون للركود الاقتصادي المتوقع أي علاقة فيما يحدث على مجريات السوق في الفترة الأخيرة، خصوصا أن السوق فقدت ما يقارب 25 في المائة من قيمتها خلال 6 أيام فقط.

ويرى الفريان أن الأزمات في الدول الأخرى تخلق فرص ثمينة في دول أخرى، إلا أن الأسباب المباشرة لتراجع السوق تكمن في ترقب المتعاملين لإدراج أسهم شركة بترورابغ ساند ذلك انخفاض الربح لشركة سابك، فشهد السوق تذبذبات حادة.

وأضاف أنه تبعا لذلك ظهرت أرباح البنوك التي كانت بأقل من المتوقع، مما أثر سلبا على حركة أسهم شركات القطاع المصرفي، إلا أن السبب الرئيس بحسب الفريان هو عدم وجود صانع للسوق يمثل عمقا أمام أي تراجعات تنتاب السوق.

وأبان الفريان أن الطروحات الكبيرة التي تعرض لها السوق مؤخرا بالإضافة إلى الإعلانات تمثل أحد عوامل التأثير على نفسيات المتعاملين، مطالبا بضرورة الإعلان عن قائمة للاكتتابات الجاهزة بفترة لا تقل عن 6 أشهر. في المقابل أفاد «الشرق الأوسط» سامي الطويل أحد كبار المتعاملين في سوق الأسهم السعودية، أن المجريات الحالية التي تتحكم في التعاملات الأخيرة، تأتي ضمن أن السوق السعودية جزء من الأسواق العالمية التي تمر في أزمة، إلا أنه يشدد على عدم وجود أي مبرر مباشر للتوجه السلبي للسوق.

وأضاف أن العوامل الداخلية للسوق تعكس الإيجابية رغم بعض التراجعات التي طرأت على شركات القطاع البنكي، إلا أنها في حقيقة الحال تعتبر جيدة جدا بغض النظر عن الأرباح الاستثنائية في العامين الماضيين، بالإضافة إلى المكررات الربحية التي تعكسها أغلب الشركات الكبرى والتي تعد في المستوى المعقول جدا. ويرى الطويل أن معالجة الوضع الراهن لا بد أن ينطلق من المتعاملين أنفسهم، بالاعتماد على ثقافتهم وتطوير الوعي الذي يشكل عاملا رئيسيا في مواجهة مثل هذه التطورات، خصوصا أن أي مطالبة بتعليق رسمي لا يمكن أن تتعدى هذه التصريحات تطمينات في العموميات بإمكان المتداول الوصول لها بنفسه. ويؤكد الطويل أن السوق تزخر بشركات رابحة واستطاعت تحقيق نتائج إيجابية بالإضافة إلى بداية ظهور تحقيق الأرباح في شركات كانت خاسرة، مما يعني أن ما يحدث في السوق هو مجرد تدافع وهلع غير مبرر.