نزيف مؤلم يضع الأسواق العربية في أعمق نسب التراجع

بتأثير من الأسواق العالمية ومخاوف من مواصلة الهبوط

TT

عصف تيار الانخفاضات الجارف بجميع الأسواق العربية في جلسة أمس، وسط تساؤلات حول ما الذي يجرى في تلك الأسواق، وتساؤلات أكثر دارت في أروقة التداول بين المستثمرين الذين علت وجوههم الدهشة والخوف، إذ تساءلوا هل مرد الانخفاضات يعود إلى عمليات طبيعية لجني الأرباح نظرا لارتفاعات قوية حققتها هذه الأسواق، خاصة في الربع الأخير من العام الماضي، أم عكس اتجاه بتأثير من الأسواق العالمية على خلفية أزمة الرهون العقارية الأمريكية ومخاطر من تباطؤ في نمو اكبر اقتصاد عالمي.

الأمر الذي يتوقع أن يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي ككل، أم هي عدم رضى المستثمرين عن أرباح الشركات أو توزيعاتها. وكثير من الأسئلة الأخرى تدور بينهم والتي لم يجمع أي منهم على إجابة واحدة شافية وواضحة. حيث اختتمت الأسواق العربية جلسة الأمس مظهرة خسائر مؤلمة وموجعة طالت غالبية الأسهم المتداولة في هذه الأسواق، ومنها لم يرتفع فيها أي أسهم، كالسوق العمانية التي انتقلت إليها العدوى وبقوة حتى كادت تتصدر الأسواق العربية المتراجعة.

> الاسهم الاماراتية: سجلت انخفاضا حادا في جلسة أمس جاء مكملا وأقوى من الجلستين السابقتين مدفوعا بتهافت حاملي الأسهم على التخلص منها والهروب من السوق لخوفهم من مزيد من الانحدار، وهذا العامل هو ما يوصل السوق للمزيد من الخسائر، حيث اختتمت السوق جلسة الأمس فاقدة بواقع 345.11 نقطة أو ما نسبته 6.21% ليستقر مؤشرها العام عند مستوى 5210.58 نقطة، حيث تراجعت الغالبية العظمى من الأسهم المتداولة وبنسب لا يستهان بها، ولم يستطع سوى أربعة أسهم (3 مرتفعة وسهم على استقرار) من الوقوف في وجه التيار الجارف الذي أطاح البقية. وكان للأسهم القيادية والنشطة نصيب قوي من التراجع، حيث تراجع سهم اعمار بنسبة 6.15% ليقفل عند سعر 12.20 درهم ومقلصا من خسائر كانت اقوى بكثير خلال فترة التداولات. كما خسر سهم بنك دبي الإسلامي بنسبة 6.13% ليقفل عند سعر 9.95 درهم، وخسر سهم سوق دبي المالي بنسبة 11.33% وسهم دبي للاستثمار بنسبة 11.85% وسهم أملاك بنسبة 9.38% وسهم ديار بنسبة 9.16% وسهم العربية للطيران بنسبة 8.71%. فيما ارتفعت السيولة المتداولة لتبلغ 4.2 مليار درهم إماراتي ويتم من خلالها تناقل لملكية 982.2 مليون سهم من خلال 22579 صفقة. أما الثلاثة أسهم المرتفعة فكانت لكل من دبي للمرطبات وبنسبة 5 فى المائة وصولا إلى سعر 15.75 درهم إماراتي وعمان للتأمين بنسبة 4.63 فى المائة ومقفلا عند سعر 11.3 درهم إماراتي والخليجية للاستثمارات العامة بنسبة 3.37 في المائة وصولا إلى سعر 9.2 درهم إماراتي. > الاسهم الكويتية: اختتمت السوق الكويتية تداولاتها ليوم أمس فاقدة بواقع 212.7 نقطة أو ما نسبته 1.6 في المائة ليستقر مؤشرها العام عند مستوى 13117.1 نقطة، بضغط من جميع القطاعات والأسهم القيادية وعلى رأسهم زين. والجو العام للأسواق العربية والعالمية والأوضاع الداخلية على اثر شائعات تفيد بوجود خلافات بين البنك المركزي وبعض البنوك لمخالفتهم شروط الإقراض أشاع حالة من القلق والتشاؤم في نفوس المتعاملين والمستثمرين على حد سواء، دافعا بهم للتخلص من الأسهم. وقام المستثمرون بتناقل ملكية 336.4 مليون سهم بقيمة 201.1 مليون دينار كويتي نفذت من خلال ما يزيد عن 10 آلاف صفقة. وعلى الصعيد القطاعي، تراجع قطاع الاستثمار بواقع 280.5 نقطة وقاد القطاعات المتراجعة تلاه قطاع الصناعة بواقع 230.6 نقطة. وبالنسبة للأسهم المرتفعة، تصدرها سهم سينما كاسبا بنسبة 9.091% وصولا إلى سعر 1.200 دينار كويتي تلاه سهم الصخور بنسبة 5.00% ومقفلا عند سعر 0.630 دينار كويتي. > الاسهم القطرية: اختتمت السوق القطرية تداولاتها لجلسة يوم أمس فاقدة بواقع 769.59 نقطة أو ما نسبته 7.76 في المائة ليستقر مؤشرها العام عند مستوى 9151.93 نقطة، وبضغط تقريبا من كافة الأسهم المتداولة، حيث ارتفع سعر سهمين فقط مقابل تراجع للبقية والتي كان عددها 36 شركة. وشهدت الجلسة تركيزا على الأسهم الرخيصة نسبيا، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 24.9 مليون سهم بقيمة 1.1 مليار ريال قطري نفذت من خلال 12131 صفقة. ومن أخبار الشركات، أعلن مصرف الريان عن النتائج المالية الأولية للمصرف وحسابات الأرباح عن سنته المالية الأولى المنتهية في آخر ايام العام الماضي، محققاً أرباحاً صافية بلغت 1.187 مليار ريال قطري. في الوقت الذي تم التنويه إلى كون البيانات أولية خاضعة لموافقة مصرف قطر المركزي. كما قرر المجلس رفع توصيته إلى الجمعية العمومية لتوزيع أرباح بواقع 20 في المائة من رأس المال المدفوع، 10 في المائة منها نقداً توزع على المساهمين، و10 في المائة تسديداً من رأس المال غير المدفوع. وبالنسبة للسهمين المرتفعين فكانا للطبية وبنسبة 3.38 في المائة وصولا إلى سعر 29.40 ريال قطري وللمطاحن وبنسبة 1.60 في المائة ومقفلا عند سعر 48.50 ريال قطري. > الاسهم البحرينية: أفاقت السوق البحرينية بعد عطلتها على مدى جلستين بمناسبة ذكرى عاشوراء على هول ما يجري بجيرانها من الأسواق العربية وحتى العالمية، لتقرر مشاركتهم والحذو حذوهم، حيث خسرت في جلسة الأمس بواقع 28.39 نقطة أو ما نسبته 1.01 فى المائة ليستقر مؤشرها العام عند مستوى 2793.40 نقطة، بضغط من جميع قطاعات السوق وفي مقدمتهم قطاع البنوك التجارية مع استثناء وحيد لقطاع الاستثمار الذي ارتفع قليلا بمساندة سهم بنك الإثمار وهو الرابح الوحيد في السوق، وارتفعت قيم وأحجام التداولات بشكل قوي جدا، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 8.4 مليون سهم بقيمة 3.95 مليون دينار بحريني. وقررت هيئة سوق البحرين شطب السندات القابلة للتحول الصادرة عن الشركة المتحدة للتمويل والبالغ مجموعها 500 ألف سند من لوائح السوق، وذلك لحلول تاريخ استحقاقها يوم الاثنين الموافق 21 يناير من العام الحالي. وعلى الصعيد القطاعي، ارتفع قطاع الاستثمار بواقع 3.96 نقطة، في المقابل تراجعت بقية القطاعات مع استقرار للصناعة وبصدارة قطاع البنوك الذي فقد بواقع 110.68 نقطة تلاه قطاع الفنادق والسياحة بواقع 65.89 نقطة.

* الاسهم العمانية: انتقلت حمى التراجع والعدوى للسوق العمانية التي كسيت تماما باللون الأحمر، حيث خسرت السوق في نهاية تعاملاتها لجلسة الأمس بواقع 810.42 نقطة أو ما نسبته 8.330% ليستقر مؤشرها العام عند مستوى 8916.920 نقطة، ومع تساوي نسبة خسارة القطاعات تقريبا مع تراجع كبير طال قياديات السوق حيث خسر سهم بنك مسقط بنسبة 9.56% والعمانية للاتصالات بنسبة 7.60%، وبارتفاع قيم وأحجام التداولات عن مستويات الجلستين السابقتين، قام المستثمرون بتناقل ملكية 19.5 مليون سهم بقيمة 14.6 مليون ريال عماني نفذت من خلال 3758 صفقة. وتراجعت أسعار أسهم 49 شركة مقابل استقرار لأسعار أسهم 6 شركات. ومن أخبار الشركات، أعلنت شركة عمان كلورين عن بياناتها المالية غير المدققة لعام 2007م، والتي أظهرت أرباحا صافية بحدود 2.108 مليون ريال عماني وبارتفاع قوي عن أرباح عام 2006 والتي بلغت 1.247 مليون ريال عماني. وعلى الصعيد القطاعي، تراجع قطاع البنوك والاستثمار بنسبة 8.370% تلاه قطاع الصناعة بنسبة 8.330% تلاه قطاع الخدمات والتامين بنسبة 7.750%.

> الأسهم الأردنية: شهدت البورصة الأردنية يوم أمس انخفاضا حادا في أسعار أسهمها عد الاعمق منذ أزمة ربيع العام 2006، وتخلى المؤشر عن 322.55 نقطة ليستقر حول 7733 نقطة بنسبة بلغت 4.02 بالمائة. وجاء تراجع الاسهم الاردنية بعد ان التفت بورصات المنطقة باللون الاحمر وتبعت بذلك البورصات العالمية التي انخفضت بشكل حاد بسبب مخاوف من انكماش الاقتصاد الاميركي الذي مازال يعاني من أثار أزمة العقارات التي لم تنفع خطط الإدارة المالية الاميركية من تجاوزها.

وانخفض سهم البنك العربي القيادي بنسبة 4.07 نقطة الى 28.95 دينار والاسكان بنسبة 4.9 بالمائة الى 7.95 دينار وكذلك شركات التعدين في مقدمتها شركة البوتاس العربي التي فقدت 5 بالمائة ووصلت الى 41.41 دينار. ولم تسلم من التراجع في البورصة سوى 24 شركة من اصل 160 تم تداول اسهمها، فيما تراجعت اسعار اسهم 125 شركة أظهرت 11 منها استقرارا في اسعار اسهمها. وبلغ حجم التداول الإجمالي يوم امس حوالي 71.8 مليون دينار وعدد الأسهم المتداولة 22.1 مليون سهم نفذت من خلال 14979 عقدا.

> الاسهم المصرية: في واحدة من أسوا موجات الهبوط للبورصة المصرية فقد مؤشرها الرئيسي case 30 نحو 3.2 في المائة من قيمته، خاتما بذلك ثلاثة أيام سوداء من التداول منذ يوم الأحد الماضي فقد خلالها نحو أكثر من 10 فى المائة.

وكان المحرك الأول للخسائر التي طالت البورصة المصرية ما تعرضت له البورصة الأميركية التي ألقت بظلالها على أسواق المال العربية والعالمية، بالإضافة إلى عدد من العوامل المحلية التي جاءت من بينها إحالة شركات الإسمنت العاملة في السوق إلى المحاكمة بتهمة الاحتكار وممارسة سياسة ضارة بالمنافسة في السوق. وتراجع المؤشر الرئيسي للبورصة case 30 خلال تعاملات أمس بنسبة 3.2 في المائة ليغلق على 9639.4 نقطة وبذلك يكون المؤشر قد هبط 1395 نقطة أي بنسبة 12.5 في المائة منذ أن حقق أعلى مستوى له في تاريخه خلال 13 يناير الجاري عندما وصل إلى 11035 نقطة. وبلغ إجمالي عدد الأسهم المتداولة أمس نحو 82.8 مليون ورقة مالية بقيمة إجمالية سجلت نحو 1.8 مليار جنيه (327.2 مليون دولار) تمت خلال 51.2 ألف صفقة جرت على أسهم 185 شركة. وأشار أحمد حنفي خبير التحليل الفني عضو الجمعية الأميركية للمحللين الفنيين إلى أن هبوط البورصة جاء متأثرا في نفس الوقت بالانهيارات الحادة في السوق الأميركي وغالبية الأسواق الأوروبية والعربية، علاوة على تعرضه لعمليات تصحيح قوية للغاية أدت إلى حالة من التوتر والقلق في تعاملات المستثمرين.

وأضاف أن الاندفاع نحو البيع من قبل العرب والأجانب أدى إلى انهيارات حادة في البورصة.

وانخفض سهم «موبينيل» بنسبة 3.4 في المائة بقيمة تداول سجلت 39.2 مليون جنيه (7.1 مليون دولار) وأغلق 209.7 جنيه، كما تراجع سهم «هيرميس» بنسبة 4.9 في المائة بقيمة تداول بلغت نحو 216.3 مليون جنيه (39.3 مليون دولار) ليغلق على 57.3 جنيه.

وقررت البورصة المصرية خلال تعاملات أمس وقف التداول على عدد من الأسهم لمدة نصف ساعة تجاوزت نسبة تراجعها الـ 10 في المائة، فيما كسر أحدها حاجز الـ 20 في المائة.