البنوك المركزية الخليجية تتحرك لضبط تداعيات قرار الفائدة الأميركية

السعودية تخفض سعر الريبو العكسي وتشدد قيود الإقراض * الإحباط اللغة المتداولة في الأسواق العالمية في ظل مخاوف الركود

TT

تحركت البنوك المركزية في منطقة الخليج للحيلولة دون تزايد الضغوط على عملاتها المرتبطة بالدولار بعد انخفاض تكاليف الاقتراض الاميركية.

وخفضت كل من السعودية والبحرين والامارات أسعار الفائدة اليوم بعد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) خفض الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية.

وخفضت السعودية التي تربط الريال بالدولار سعر الريبو العكسي بواقع 50 نقطة أساس أمس اثر خفض الفائدة الاميركية ورفعت مستوى الاحتياطي الالزامي للبنوك حتى لا تؤدي تكلفة الاقتراض المنخفضة الى تفاقم التضخم.

وخفضت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) سعر الريبو العكسي الى 3.5 في المائة من اربعة في المائة وتركت سعر الريبو القياسي دون تغيير عند 5.5 في المائة وفقا لما قاله مصرفيون في الرياض ودبي نقلا عن مذكرة لمؤسسة النقد.

كما رفعت مؤسسة النقد الاحتياطي الالزامي للبنوك الى عشرة في المائة من الودائع من تسعة في المائة لترغم البنوك على الاحتفاظ بمزيد من الاموال في خزائنها. وقد رفع البنك المركزي شروط الاحتياطي في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لاول مرة في 27 عاما.

كما خفضت الكويت سعر الخصم الرئيسي 50 نقطة أساس فيما اعتبر مفاجأة، اذ أن الكويت قررت العام الماضي فك ارتباط عملتها بالدولار ولجأت بدلا منه الى سلة عملات وان ظل الدولار مهيمنا عليها.

وتتيح السلة للكويت قدرا أكبر من المرونة فيما يتعلق بأسعار الفائدة وقد أبقى البنك المركزي الكويتي سعر الخصم مستقرا دون تغيير منذ يوليو (تموز) عام 2006 خشية أن يؤدي خفض تكاليف الاقتراض الى زيادة التضخم الذي ارتفع في سبتمبر (ايلول) الماضي الى مستوى قياسي بلغ 6.2 في المائة.

ومنذ 12 سبتمبر (ايلول) خفضت الكويت سعر اعادة الشراء 100 نقطة أساس للحيلولة دون المراهنة على ارتفاع قيمة الدينار. وحتى لا يستفيد المضاربون من العوائد الاعلى التي سيحصلون عليها من الودائع بالبنوك الاميركية. وأمس الاربعاء خفض البنك المركزي الكويتي سعر الخصم الى 5.75 في المائة من 6.25 في المائة كما خفض البنك سعر اعادة الشراء الى أربعة في المائة.

وقال جياس جوكنت رئيس الابحاث ببنك أبوظبي الوطني «سعر الخصم هو الية الاشارة للبنك المركزي. ويجب أن تتبعه أسعار الاقراض». وأضاف «اذا سيشجع على نمو الائتمان. فالبنوك كانت تعمل على خفض أسعار الودائع دون أسعار الاقراض».

وسلم محافظ البنك المركزي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح بأن القرار صعب، لكنه قال ان الفجوة بين عوائد الدينار وأسعار الفائدة على الودائع بالعملات الاخرى بما فيها الدولار تزايدت بشكل كبير.

وقال في بيان نشرته وكالة الانباء الكويتية الرسمية ان القرار «يهدف الى تخفيف أية انعكاسات سلبية قد تنشأ نتيجة وجود هوامش مرتفعة غير مبررة لصالح أسعار الفائدة على الودائع بالدينار الكويتي مقابل أسعار الفائدة على العملات الرئيسية من جهة والمعطيات الاقتصادية المحلية السائدة في الوقت الراهن والتي تستدعي الحيطة والحذر من أية تسارع في تخفيض مستويات أسعار الفائدة المحلية على الدينار الكويتي من جهة أخرى».

وكانت بنوك مركزية أخرى في الخليج تجنبت خفض أسعار الاقراض في وقت ارتفعت فيه ايراداتها ارتفاعا قياسيا بفضل صادرات النفط والغاز. وخفضت الامارات التي تربط عملتها بالدولار الاميركي سعر اتفاقات اعادة الشراء (الريبو) على أموال ليلة واحدة بواقع 75 نقطة أساس ليصل الى 3.5 في المائة امس. وقال البنك المركزي ان سعر الريبو كان 4.25 في المائة أول من أمس الثلاثاء. ويمثل الريبو الذي بدأ العمل به في نوفمبر (تشرين الثاني) سعر القياس في الامارات ويحدد أسعار الفائدة التي تقترض بها البنوك أموالا من البنك المركزي. وبلغ التضخم في الامارات أعلى مستوى له في 19 عاما عند 9.3 في المائة عام 2006 وفق أحدث البيانات المتاحة.

من جهتها خفضت قطر التي تربط عملتها بالدولار سعر الفائدة على تسهيلات الايداع نصف نقطة مئوية لكنها أبقت على سعر الفائدة الاساسي على القروض دون تغيير أمس وذلك بعد الخفض المفاجئ لاسعار الفائدة الاميركية في اليوم السابق. وقال مسؤول بالبنك المركزي ان سعر الفائدة على الودائع انخفض الى 3.5 في المائة بينما ظل سعر الفائدة على تسهيل الاقراض دون تغيير على 5.5 في المائة. ولم يطرأ تغير على سعر اعادة الشراء البالغ 5.55 في المائة.

وقررت البحرين خفض الفائدة على ودائع أسبوع الى 3.5 في المائة كما خفضت سعر الايداع لاجل ليلة واحدة نصف نقطة مئوية الى ثلاثة في المائة. وأبقت البحرين على سعر اعادة الشراء لاجل ليلة على 5.25 في المائة.

من جهتها تفاعلت معظم البورصات العالمية ايجابيا مع قرار تخفيض الفائدة الاميركية فقد عوضت الأسهم الآسيوية معظم أمس قدرا كبيرا من خسائرها التي منيت بها أمس مدفوعة بخفض أسعار الفائدة الاميركية بمقدار كبير في خطوة تستهدف إبعاد أكبر اقتصاد في العالم من وهدة الركود. وسجلت بورصة هونج كونج أكبر تعاف في المنطقة حيث قفزت بنسبة 10.72% بعد قرار مجلس الاحتياط الاتحادي الاميركي الليلة الماضية بخفض أسعار الفائدة.

وأغلق مؤشر هانج سينج على 24090.17 نقطة بارتفاع قدره 2332.54 نقطة عن مستوى إغلاق جلسة أمس الثلاثاء ليستعيد كل خسائره القياسية التي مني بها في جلسة الأمس. وبلغت قيمة التعاملات 156 مليار دولار هونج كونج (20 مليار دولار اميركي).

وتمثل الزيادة في قيمة الأسهم أكبر مكاسب من حيث عدد النقاط خلال يوم واحد على المؤشر منذ عشر سنوات عقب تراجعه بنسبة 8.6% أول من أمس الثلاثاء وهو كان أكبر تراجع من حيث عدد النقاط في تاريخ المؤشر.

ويأتي الانتعاش الكبير عقب قرار ثلاثة بنوك محلية كبرى خفض أسعار فائدتها كرد فعل على الإعلان المفاجئ من جانب مجلس الاحتياط الليلة الماضية بخفض أسعار الفائدة الاميركية.

وترتبط عملة هونج كونج تلك المستعمرة البريطانية سابقا بالدولار الاميركي الأمر الذي يجعلها أكثر تأثرا بالتقلبات الاقتصادية في الولايات المتحدة.

وسلكت الأسهم في بورصتي بر الصين الرئيسي نفس اتجاه الانتعاش العالمي لتستعيد جزءا كبيرا من خسائرها أول من أمس الثلاثاء. وأغلق مؤشر بورصة شنغهاي المجمع الذي يقيس أداء الأسهم المقومة بالعملات المحلية والأجنبية على 4703.05 نقطة بارتفاع نسبته 3.14% أو بمقدار 143.30 نقطة. وارتفع مؤشر بورصة شينشين الصغرى بنسبة 4.76% أو بمقدار 63.62 نقطة لينهي تعاملات أمس على 1400.86 نقطة. وحققت بورصة طوكيو مكاسب بأكثر من اثنين في المائة مع ارتفاع مؤشر نيكي القياسي المؤلف من 225 سهما بنسبة 2.04% ليغلق على 12829.06 نقطة.

كما صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بمقدار 29.98 نقطة أو ما يوازي 2.46% ليغلق على 1249.93 نقطة. وقفزت الأسهم في البورصة الإندونيسية بحوالي ثمانية في المائة بعد أن أغلق مؤشر بورصة جاكرتا المجمع على 2476.27 نقطة مرتفعا بمقدار 181.75 نقطة أو ما يوازي 7.92%.

وقال متعاملون إن الارتفاع الحاد كان سببه انتعاش أسواق المنطقة عقب خفض أسعار الفائدة الاميركية. وكان المؤشر قد مني بخسائر بأكثر من سبعة في المائة أول من أمس الثلاثاء على خلفية المخاوف بشأن أزمة الائتمان العالمية.

وخالفت بورصة تايوان اتجاه الصعود في المنطقة لتغلق منخفضة بأكثر من اثنين في المائة بفعل حالة الغموض التي تسبق عطلات العام الصيني الجديد والانتخابات الرئاسية التايوانية.

وانخفض مؤشر تايكس القياسي بمقدار 173.56 نقطة أو ما يوازي 2.29% ليغلق على 7408.40 نقطة. وارتفع مؤشر بورصة سنغافورة بنسبة 3.7% أو بمقدار 108.15 نقطة ليغلق على 2974.70 نقطة. وارتفعت الأسهم الفلبينية بنسبة 2.68% بعد أن أضاف مؤشر البورصة مكاسب قدرها 79.85 نقطة ليغلق على 3058.26 نقطة.

وبعد أيام من التراجع بمعدلات قياسية، انتعش مؤشر سينسكس لبورصة بومباي الهندية خلال التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء ليرتفع بمقدار 773 نقطة أو بنسبة 4.6% مدفوعا بعمليات الشراء الكبيرة من جانب صناديق الاستثمار والمستثمرين ليسجل 17503 نقاط.

كما ارتفع مؤشر بورصة الهند الوطنية «إس آند بي سي إن إكس نيفتي» والمؤلف من 50 سهما بنسبة 3.25% أو بمقدار 159 نقطة ليسجل 5028 نقطة.

كما قفزت الأسهم الاسترالية أمس منهية أطول فترة من الخسائر خلال 25 عاما. وارتفع المؤشر العام للبورصة بمقدار 223 نقطة أو ما يوازي 4.2% ليغلق على 5445 نقطة. وكانت السوق قد تراجعت على مدار اثنتي عشرة جلسة على التوالي بسبب المخاوف بشأن انزلاق الولايات المتحدة إلى مرحلة ركود. وارتفعت بورصة نيوزيلندا وهي أول بورصة تفتح تعاملاتها في العالم كل يوم للمرة الأولى منذ أسبوعين، لكنها أخفقت في الاحتفاظ بالمكاسب المبكرة للمؤشر الذي ارتفع بنسبة 0.67% خلال أول ساعتين من التداول. وأنهى المؤشر تعاملات أمس على 3615.3 نقطة بزيادة طفيفة نسبتها 0.23% لكن المحللين أعربوا عن ارتياحهم للارتفاع بعد أن انخفض المؤشر طيلة أربعة عشر يوما على التوالي.

وقد واصلت الاسهم الاوروبية خسائرها أمس مع هبوط أسهم البنوك وسط مخاوف من عمليات شطب كبيرة من الاصول بينما تراجعت أسهم البنوك متأثرة بهبوط أسعار النفط الخام.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا اثنين في المائة الى 1278.81 نقطة بعد ان صعد صباحا الى 1324.77 نقطة. وفي قطاع شركات النفط هوى سهم بي.بي 4.1 في المائة بينما انخفض سهم رويال داتش شل 4.3 في المائة. هذا هبطت الاسهم الامريكية بشدة في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت أمس بفعل مخاوف الركود وتوقعات لارباح ضعيفة من شركة أبل لصناعة اجهزة الكمبيوتر. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 252.08 نقطة أي بنسبة 2.11 في المائة الى 11719.11 نقطة فيما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 33.27 نقطة أو 2.54 في المائة الى 1277.23 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 58.21 نقطة أو 2.54 في المائة الى 2234.06 نقطة.