السوق تفتتح تعاملاتها بـ«فجوات سعرية» وتختتمها بـ «فجوات في صندوق الطلبات»

بعد تذبذب حاد في نطاق 920 نقطة

TT

افتتحت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس بفجوات سعرية عالية، أدخلتها في عالم 10 آلاف نقطة، واختتمت التداولات بفجوات في صندوق العرض والطلب على أسهم الشركات، بعد أن عاش المؤشر العام، حركة سعرية واسعة بنطاق 920 نقطة بين أعلى مستوى محقق عند مستوى 10104 وأدنى نقطة عند 9183 نقطة، بمعدل تذبذب 9.8 في المائة.

حيث انعكس هذا الأداء الحاد في الحركة على أسهم الشركات، التي شهدت في بعضها تذبذب بنسبة قاربت 20 في المائة، كإجراء اعتيادي في مبالغة الأسهم في حركتها مقارنة بأداء السوق، بعد أن بدأت أسهم الشركات تعاملاتها أمس بفجوات سعرية، بافتتاح أعلى من مستويات الإغلاق للتعاملات السابقة.

إلا أن السوق عادت إلى المنطقة الخاسرة بعد ارتفاع 8.2 في المائة، لتتراجع بعدها بنسبة 1.6 في المائة، قبل أن تحسم السوق أمرها بالإغلاق على ارتفاع 21 نقطة فقط، والناجم عن ارتداد سريع في أغلب أسهم الشركات، بفعل الشراء من المعروض، والذي نتج عنه فجوة كبيرة بين العروض والطلبات في أغلب أسهم شركات السوق.

وجاءت تفاؤلية السوق مع افتتاحها أمس، بعد اكتساح اللون الأخضر أسواق الخليج، مما دفع إلى القياس الايجابي لردة فعل السوق، إلا أن هذا التفاؤل لم يستمر إلى الإغلاق كما هو حال المقاس عليه، لتنهي سوق الأسهم السعودية تعاملاتها الأسبوعية، على انخفاض 2183 نقطة، تعادل 18.9 في المائة مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي.

وجاء هذا النزيف الحاد في قيمة المؤشر العام على المدى الأسبوعي، بعد أن تهاوت أسهم الشركات القيادية إلى مستويات دنيا قديمة، في مقدمتها أسهم شركة سابك التي تعد المؤثر الأول على حركة المؤشر العام، والتي خسرت 24.4 في المائة في تعاملات هذا الأسبوع، لتغلق عند مستوى 161 ريالا (42.9 دولار)، مقارنة بـ 213 ريالا (56.8 دولار) في الأسبوع الماضي.

كما انسجمت أسهم مصرف الراجحي مع هذا التراجع، لتنخفض بنسبة 23.6 في المائة، في 5 أيام، لتغلق عند مستوى 99.5 ريال (26.5 دولار)، مقابل 130.25 ريال (34.7 دولار) في الأسبوع الماضي، لتوافقها حركة أسهم شركة الكهرباء السعودية الهابطة بمعدل 14 في المائة منهية تعاملاتها الأسبوعية عند مستوى 13.75 ريال (3.6 دولار)، وأسهم شركة الاتصالات السعودية المتراجعة بمعدل 13.3 في المائة عند مستوى 71.5 ريال (19.09 دولار).

أمام ذلك أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد السلمان مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تلقت ضربات موجعة خلال فترة التعاملات الأسبوعية، والتي أرجعتها إلى مستويات متدنية جدا، بفعل الخروج القوي من قبل بعض المحافظ الكبرى التي تزاحمت على صندوق العرض، مستدلا بذلك على العروض القوية التي كانت على أسهم مصرف الراجحي في تعاملات أول من أمس، والتي بلغت 800 ألف سهم من محفظة واحدة.

وعلق السلمان على ذلك، بأن هذا السلوك لا ينبئ عن رغبة بالبيع بأن تكون هذه الكمية الضخمة معروضة على النسبة الدنيا، في وقت يعم فيه الهلع، مشيرا إلى أن ذلك له معطيات قوية لدى المتعاملين تهدف إلى تعزيز المخاوف التي تملكت الغالبية في التعاملات الأخيرة، خصوصا أن هذه الكميات اختفت مع افتتاحية تعاملات أمس، لتفتح الطريق للانطلاقة القوية.

في المقابل يرى فهد السعد المحلل الفني، أن المؤشر العام استطاع الوصول إلى مناطق دعم قوية في تعاملات الأمس، إلا أن قوة الحركة الحادة، تجعل مثل هذه النقاط المحددة بدعم أو مقاومة تختفي ملامحها، لتكون مجرد مناطق ارتداد لحظي، في طريق المؤشر العام، مؤكدا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التراجعات الحادة جددت الفرص في سوق الأسهم السعودية خصوصا في أسهم شركات لم تنل نصيبها من الارتفاعات الماضية، وعانت من هذا الهبوط .