«شل» و«أرامكو» تتفاوضان لتقاسم حصة «توتال» بعد انسحابها من «سراك» السعودية

الفالح نائب الرئيس التنفيذي في «أرامكو» لـ «الشرق الأوسط»: انسحاب الفرنسيين لن يؤثر على الاستكشافات

TT

أعلنت أمس شركة جنوب الربع الخالي المحدودة «سراك» عن انسحاب شركة «توتال» من ملكيتها، فيما تم تحويل حصتها إلى شريكتيها الآخريين وهما «أرامكو السعودية» و«شل».

وذكر بيان صادر أمس أن الـ30 في المائة التي كانت تملكها «توتال» ستؤول إلى شريكتيها في «سراك»، من دون أن يفصح البيان عن أسباب الانسحاب أو توزيع الحصة بين «شل» و«أرامكو السعودية»، مكتفيا فقط بأن الحكومة السعودية وافقت لشركة توتال بتحويل حصتها للشركتين.

يذكر أن حصص ملكية الشركة قبل انسحاب «توتال» كانت تتوزع بين الشركاء الثلاثة بواقع 40 في المائة لشركة شل، و60 في المائة لشركتي «ارامكو السعودية» و«توتال» بواقع 30 في المائة لكل منهما.

من جانبه، أكد خالد الفالح نائب الرئيس التنفيذي لشركة ارامكو السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن أعمال وبرامج الاستكشاف في السعودية مع الشركات الأجنبية ستمضي قدماً من دون تأثير. وشدد على أنه يجري التفاوض حالياً بين شريكي «توتال» في المشروع وهما «شل» و«ارامكو السعودية» للاستحواذ على حصة الشريك الفرنسي.

وقال الفالح إن خروج الشركة الفرنسية ليس غريباً وهو حق طبيعي، لكن التزام «ارامكو السعودية» بأعمال الاستكشاف مع الشركات الأخرى وفق الخطة التي وضعتها الحكومة السعودية لضمان امدادات الغاز ستمضي قدماً. وزاد أن اعمال الحفر والاستكشاف للغاز في مناطق الربع الخالي الاربع التي تتولاها شركات دولية لن تتأثر بانسحاب «توتال». وتعمل شركة روسية هي «لوك اويل» و«ساينو بيك» الصينية وائتلاف شركتي «ايني» الايطالية و«ريبسول» الاسبانية، اضافة الى شل وتوتال قبل انسحاب الأخيرة، في عمليات استكشاف الغاز في منطقة الربع الخالي عبر اربع مناطق امتياز لهذه المجموعات تملك «ارامكو السعودية» في كل مجموعة ما يتراوح بين 20-30 بالمائة.

من جانب آخر، تضمن البيان الذي أرسل إلى «الشرق الأوسط» أمس تصريحات نسبت إلى باتريك ألمان وارد عضو مجلس إدارة شركة جنوب الربع الخالي المحدودة ورئيسها التنفيذي، حيث أشار فيها إلى أن مشروع شركة جنوب الربع الخالي المحدودة يعد احد المشاريع المميزة من حيث منطقتي العقد الممنوحتين لها.

وذكر أن المنطقتين تغطيان مساحة تصل إلى 210 آلاف كيلومتر مربع، الأمر الذي يجعل المنطقة تعادل مساحة بريطانيا تقريباً، مبيناً أن الشركة مصممة على إكمال ما تبقى من برنامجها الاستكشافي.

من جانب آخر، كشفت لـ«الشرق الأوسط« مصادر قريبة من الشركة أن احد بنود العقد يسمح بالانسحاب للشركات من مشروع استكشاف الغاز، في حال ثبت عدم توفر الغاز بعد حفر ثلاث آبار تجريبية في المنطقة ذات الامتياز.

يشار إلى أن شركة جنوب الربع الخالي المحدودة تعمل على حفر الآبار لاستكشاف الغاز والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي في صحراء الربع الخالي، وذلك بعد القيام بأعمال جيولوجية إقليمية تفصيلية للتعرف على الأنظمة البترولية للمنطقة.

وتقوم الشركة بأعمال التنقيب عن الغاز في تسع قطع ضمن منطقتين منفصلتين في حوض الربع الخالي. وستعمل «سراك» على حفر 7 آبار استكشافية خلال السنوات الخمس الأولى من العقد، الذي يستمر لأربعين عاما، وتهدف إلى بناء قاعدة طويلة الأمد للعمل في السعودية بتطوير علاقات عمل مع العملاء البارزين.

وبدأت «سراك» أعمالها الاستكشافية في منطقة العقد، التي تقع في جنوب وشرق السعودية وتغطي جزءا كبيرا من حوض الربع الخالي، وهي مقسمة إلى مجموعتين من القطع. وانطلقت العمليات في يناير (كانون الثاني) عام 2004 من خلال الحصول على 18 ألف كيلو متر من البيانات السيزمية بنهاية البرنامج الخاص بذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006، إضافة إلى قيام الشركة بنشر واختبار تقنيات حديثة مصممة للمساعدة على التعرف على أكثر المواقع الواعدة في منطقتي العقد الشاسعتين، حيث تشير الشركة إلى أنها أكملت اكبر عملية مسح جوي عالي الدقة للجاذبية في العالم.