ساسة واقتصاديون كبار يستعرضون تجاربهم الدولية في منتدى جدة الاقتصادي

بحراوي رئيس المنتدى: لا خلافات «مالية» خلف تغيير المكان

جانب من المؤتمر الصحافي («الشرق الأوسط»)
TT

شبك سامي بحراوي، رئيس منتدى جدة الاقتصادي التاسع، يديه في بعضهما، قبل أن ينفي ما تردد حول وجود مطالبات مادية تقدر بنحو 22 مليون ريال (5.86 مليون دولار) لمقر انعقاد المنتدى في السنوات الماضية أدت بهم إلى تغييره إلى مركز جدة الدولي للمعارض. قائلا: «عقدنا مناسبات أخرى طوال العام الفائت بعد المنتدى في نفس المكان»، مضيفا «لا أساس من الصحة لمثل هذه الأقاويل».

ورغم حساسية الأمر، خاصة قبل انطلاق المنتدى في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، إلا أن بحراوي، فضّل استخدام أسلوب «الشفافية» في الرد دون تجاهل تلك الاقاويل التي كانت ترددت في الاوساط الاعلامية، بعد إعلان القائمين على المنتدى تحويل بوصلته هذا العام شمالا حيث مركز المعارض الدولي.

المنتدى في نسخته التاسعة تحضره شخصيات سياسية واقتصادية من العيار الثقيل، من أبرزهم رئيس دولة البوسنة، والأمير تركي الفيصل، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فيّاض، اضافة لكلمة مسجلة للأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، ولبنى القاسمي، وزيرة الاقتصاد الإماراتي، كما يحضره آلن غريسبان رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) السابق، ووزراء سعوديون في العمل والتعليم العالي.

منتدى جدة الاقتصادي التاسع 2008، سيفتح أبواب الطاقة والتعليم والقيادة وآثارها على الاقتصاد، فيما سيترك النوافذ مشرعة لمداخلات مهمة لخبراء ومتحدثين دوليين، وهناك معلومات لشركات متخصصة في احصاءات التعليم في السعودية، يبدو أنها ستتسرب من بين جدران المنتدى الى وعي الحضور والمهتمين.

وقال رئيس منتدى جدة الاقتصادي التاسع، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في جدة، ردا على تساؤلات حول وجود أهداف ربحية أدت لاتباع نوع من «الحمية» في التكاليف، بأن المنتدى ليس ربحيا وأن هناك التزاما من الغرفة التجارية الصناعية في جدة، الجهة المنظمة للمنتدى، بأن تتحمل أي فروقات في حال وجود عجز في تغطية تكاليف المنتدى، غير أنه لم يفصح عن تكلفة المنتدى الإجمالية.

وردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول نية المنتدى تبني مبادرات اجتماعية للشركات على مستوى تحقيق التنمية المستدامة، التي يرفع منظمو المنتدى شعارها على مستوى التنمية المستدامة، لمح بحراوي، لتبنيهم المسؤولية الاجتماعية في العام الماضي كمحور أساسي، وعرّج على تبني منتدى دافوس الذي اختتم أعماله الشهر الماضي دور المسؤولية الاجتماعية، وهي الالماحة الذكية التي يبدو أن بحراوي أراد بها الحديث عن سياسة «الكتف بالكتف» بينهم ودافوس.

بحراوي، استند خلال المؤتمر الى شريكين أساسين في خطة المنتدى الأكاديمية، وأوراق البحث، هما الدكتورة هيفاء جمل الليل، عميدة كلية عفت الأهلية، والدكتورغازي بن زقر، عضو الفريق الأكاديمي للمنتدى، حيث أضاف بن زقر أن المنتدى سيسجل أعلى ميزانية له هذا العام، وأن عروضا من شركات لطلب الرعاية تم رفضها، في اشارة منه لحجم الاقبال المؤسساتي على الظهور في المنتدى.

من جهتها ذكرت الدكتورة هيفاء جمل الليل، بأن أوراق المنتدى ركزت على خلق علاقة بيولوجية بين المجتمع والاقتصاد، مشيرة لأهمية وجود شراكة بين الطرفين، وهي ذاتها الرؤية التي كانت تتحرك رؤؤس الاطراف الأخرى في التنظيم بالايجاب حولها.

وأخذت مسميات المنتدى الاقتصادي، بعدا شاعريا يعتمد على السجع مثل (الاقتصاد من الطفرة إلى الوفرة)، وهي الجلسة التي يعوّل عليها منظمو المنتدى في أن تشكل ترادفا بين المعنيين ولكن على مستوى البعد الاقتصادي. وفيها يتحدث الدكتور محمد الجاسر، وآلن غريسبان، والبروفسيور محمد يونس، وتركز الجلسة المسائية عن (الطاقة) وأبرز المتحدثين فيها علي رزق العطار نائب وزير الخارجية في إيران، والأميركي إريك ماكسيان الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد عام 2007، والسعودي عبد الله الدباغ رئيس مجلس إدارة شركة «معادن»، وكذلك أسلاف موتوف مستشار الرئيس الروسي بوتين.

وحول برنامج المنتدى وطريقة إعداده، أبان بحراوي أن المنتدى وضعته لجنة أكاديمية سعودية وأجنبية متخصصة مؤلفة من أكاديميين من كلية عفت وجامعة ديوك الأميركية، بشكل يحافظ على استمرارية تميزه كمنتدى يطرح الموضوعات الاقتصادية التي تواكب الأحداث الواقعية التي تجري على الساحة العالمية في حينها، مما فرض احترام وثقة الوسط الاقتصادي العالمي وتقدير الرأي العام المحلي والدولي لفعاليات المنتدى.

يشار الى أن المنتدى ينعقد في الفترة ما بين 23 إلى 26 من الشهر الجاري برعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة في أرض المعارض والمؤتمرات بجدة عبر 6 محاور رئيسية و18 ورقة عمل، وبمشاركة لافتة لطلاب الجامعات السعودية الى جانب الخبراء والساسة في كل الجلسات.