المغرب يعتزم إنشاء منطقة جديدة متخصصة في صناعات الطيران بالدار البيضاء

يسعى لرفع حجم معاملات القطاع إلى 3.5 مليار دولار بحلول 2020

مدخل منطقة «أيروبول النواصر» المتخصصة في صناعات الطيران بالدار البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

طرحت سلطات الدار البيضاء المغربية مشروعا جديدا يتعلق بإنشاء منطقة صناعية متخصصة في صناعات الطيران، وذلك على مساحة 260 هكتارا. ويأتي هذا المشروع بعد النجاح الذي صادفته منطقة «ايروبول النواصر»، التي تمكنت من استقطاب 50 شركة دولية متخصصة في مجالات صناعية متنوعة من صناعات الطيران مثل إنتاج المكونات الإلكترونية والميكانيكية، وأنشطة جد دقيقة مثل تصميم الأجزاء والبحث والتطوير وصيانة المحركات. ويقول حميد بن الفضيل، مدير مركز ترويج وتسهيل الاستثمارات بالدار البيضاء لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع الجديد يهدف إلى تحقيق طموحات الدار البيضاء في أن تصبح مركزا للصناعات عالية التقنية على صعيد المنطقة المتوسطية. وأضاف «هدفنا أن نرفع حجم العمالة في قطاع الطيران من 5 ألاف شخص حاليا إلى 30 ألف شخص سنة 2020، وأن يمر رقم معاملات صناعة الطيران في الدار البيضاء من 400 مليون دولار حاليا إلى 3.5 مليار دولار في أفق 2020». ويرى بن الفضيل أن هذا الطموح قابل للتحقيق، مشيرا إلى النجاح الكبير الذي عرفته منطقة «أيروبول» النواصر، والتي بدأت على مساحة 80 هكتارا، وسرعان ما اضطرت سلطات المدينة إلى توسعتها على مساحة 200 هكتار استجابة لضغط طلبات المستثمرين. وقال بن الفضيل: «هناك توجه دولي لإعادة توطين العديد من الشركات الأوروبية والأميركية الصغيرة النشطة في مجال صناعات الطيران، وبعض فروع الشركات العالمية الكبيرة، والتي تبحث عن مواقع تمكنها من تخفيض التكلفة والصمود أمام المنافسة القوية، خاصة مع ظهور قوى صناعية جديدة في البرازيل والصين والهند، التي أخذت تزاحم صناعة الطيران الأوروبية والأميركية». وأشار الى أن هناك توقعات نمو قوي لمبيعات صناعة الطائرات العالمية والتي يرتقب أن تزيد وتيرتها من 500 طائرة في المتوسط إلى أكثر من ألف طائرة في السنة في أفق 2020. وهذا الارتفاع القوي في الطلب على الطائرات ناتج في جزء كبير منه عن نمو وتوسع شركات النقل الجوي المنخفض التكلفة، والتي ترغب في شراء أساطيل كبيرة باسعار منخفضة.

وأضاف بن الفضيل أن الدار البيضاء حددت كهدف لها أخذ حصة الاسد من هذه الحركة الدولية لإعادة انتشار الصناعات الأوروبية والأميركية للطيران وذلك عبر توفير أفضل الشروط لاستقطات تدفقات الإستثمارات العالمية في هذا القطاع.

وقال «تعتمد سياستنا في هذا المجال على إعداد مناطق صناعية مجهزة أفضل تجهيز ومستعدة لاستقبال الأنشطة الصناعية وإطلاق نشاطها دون أي مجهود إضافي في المباني والمنشآت التي نوفرها عن طريق الإيجار بسعر 2.5 يورو للمتر المربع في السنة». وتمتاز المنطقة الصناعية بقربها من مطار محمد الخامس ومن ميناء الدار البيضاء، ومركز الأعمال في الدار البيضاء التي تعتبر العاصمة الإقتصادية للمغرب. وفي مجال العمالة المتخصصة، أشار بن الفضيل، إلى وجود مشروع لأنشاء معهد متخصص في التكوين في المجالات الصناعية المرتبطة بالطيران، بشراكة مع مهنيي القطاع. إضافة إلى إطلاق شعب متخصصة في تدريب تقنيي صناعات الطيران من طرف «المكتب الوكني للتكوين المهني وإنعاش الشغل» والتي تكون حاليا 4500 متدرب.

وحول مدى اندماج صناعات الطيران الموجودة في منطقة «أيروبول النواصر»، يقول بن الفضيل، إن هذا الإندماج في تطور مستمر بموازاة مع توسع المنطقة الصناعية. فعندما تقرر شركة معينة توطين جزء من نشاطها في الدار البيضاء فإن عددا من الشركات الصغرى التي تزودها بالقطع والمكونات والخدمات تقرر بدورها القدوم لتكون على مقربة من الشركات التي تتعامل معها.

وبذلك فإن العديد من الأشغال التكميلية التي كانت تتم بالخارج، مثل المعالجة السطحية لأجزاء المحركات المصنعة بالمغرب، أصبحت الآن تتم بالمغرب بعد أن قررت الشركات التي تزود هذه الخدمات القدوم اليه لتكون قريبة مع الشركات التي تتعامل معها.

وحول اندماج القطاعات الصناعية المحلية مع هذا القطاع الجديد، قال بن الفضيل إن الدار البيضاء تتوفر على نسيج صناعي قوي في المجالات الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية، والتي يمكنها أن تتعامل مع الشركات الدولية المقيمة في منطقة «أيروبول النواصر»، إلا أن تطوير هذه العلاقات يتطلب ترقية الشركات المغربية وحصولها على شهادات جودة تضمن قدرتها على تزويد الشركات المتعاملة بمنتجات تتوفر فيها المعايير الدولية للجودة والسلامة المطلوبة في صناعة الطيران. أضاف أن شركات مغربية بدأت بالفعل في الاستثمار في القطاع، مثل شركة «أ.إس.إي» التي تصنع قطعا تدخل في صناعة طائرات الفالكون. وحول المنطقة الصناعية الجديدة المزمع إنشاؤها أشار بن الفضيل إلى أن سلطات المدينة خصصت الأرض التي ستنجز عليها وتبحث تطوير المنطقة في إطار شراكة مع القطاع الخاص. وأضاف «نقوم حاليا باتصالات مباشرة مع مستثمرين خليجيين مهتمين بهذا النوع من المشاريع».