«العامل النفسي» يعزز موجة خسائر الأسهم السعودية

تراجع المؤشر العام 1% وانخفاض قيمة التداول إلى 2.3 مليار دولار

TT

عزز «العامل النفسي» المتوتر لدى المتداولين في سوق الأسهم السعودية أمس من مواصلة المؤشر العام لتراجعه لثالث يوم على التوالي منذ بدء تداولات هذا الأسبوع، حيث أضاف المؤشر خسارة جديدة بفقدانه قرابة نقطة مئوية واحدة نتيجة زيادة توتر المتعاملين، خاصة شريحة الصغار لخسارة المؤشر العام.

وبحسب الرؤى حول سوق الأسهم السعودية، فقد ذهبت إلى أن المحفزات التي تدعو لعمليات الشراء متوافرة، إذ ليس أفضل ولا أقوى من وصول مكررات الأرباح إلى معدلات مغرية، إضافة إلى انخفاض أسعار الشركات القيادية والشركات الاستثمارية الواعدة، إلا أن العامل النفسي يظل متخوفا من خسائره. وانخفضت يوم أمس قيمة الأسهم المتداولة إلى 8.6 مليار ريال (2.3 مليار دولار)، بعد تداول 225.1 مليون سهم، نفذت عبر 208.6 ألف صفقة، صعدت معها أسهم 26 شركة فقط وتراجع أسهم 59 شركة من أصل 113 شركة مدرجة في سوق الأسهم المحلي. وأقفل المؤشر العام أمس عند 8836.44 نقطة، تمثل خسارة قوامها 82.59 نقطة، فاقدة 0.93 من قيمتها النقطية. وبرغم تقهقر المؤشر العام لليوم الثالث على التوالي، تميل مجموعة بخيت الاستثمارية إلى رؤية متفائلة بتوقعها أن يذهب المؤشر العام خلال الأسبوع إلى حالة من الهدوء النسبي لأداء السوق خلال الأسبوع المقبل بل زادت في تفاؤلها بالإشارة إلى أن الباب مفتوح أمام عودة السوق للصعود بشكل تدريجي بعد الانخفاضات الأخيرة. وأكدت مجموعة بخيت الاستثمارية أهمية التحذير من أن مزيدا من الارتفاعات لأسهم المضاربة قد ترفع المخاطرة بشأن حدوث موجات تصحيحية أقوى، مستدلة بأعداد المستثمرين الذين بدأوا بالتوجه نحو المضاربات العشوائية بعد أن شهدت السوق بوجه عام أداءً متواضعاً في الأسبوعين الأخيرين. واستدلت مجموعة بخيت على رؤيتها بالحال، والتي صارت عليها مكررات الأرباح في السوق، إذ أفادت أن متوسط مكررات الأرباح في الشركات الصغيرة ما زال مرتفعاً حيث يبلغ 56 مكررا مقارنة بمعدل مكرر ربحية السوق البالغ 18 مكررا، محذرة من أن الارتفاعات تزيد من خطورة هذه الأسهم، خصوصاً على صغار المتعاملين الذين ينجذبون لأدائها الذي لا يرتكز على أية أسس استثمارية. وتشير المجموعة إلى أن تراجعات القائمة في مؤشر العام جعلت من أسعار الأسهم الاستثمارية عند مستويات متدنية تعكس مكررات ربحية مغرية تتراوح بين 12 و17 مكررا، مما يفتح المجال أمامها لمواصلة الصعود في الأيام المقبلة.

من جهته، ذكر لـ«الشرق الأوسط»، إبراهيم بن عبد الرحمن الربيش، محلل مالي سعودي، أن الوضع القائم حاليا هو عبارة عن موجة من التداولات التي يشكل فيها العامل النفسي جانباً رئيسياً وعاملا أساسياً في تحريك هوى الشراء والبيع. وأبان الربيش أن السلوك المضطرب كان متوقعا بعد موجة الصعود الجارفة الممتدة من الشهر الأخير من العام الماضي، مفيدا أن عملية التراجع كانت سيناريو مرتقبا مع حركة الشراء القوية في تلك الفترة، لاسيما أنها جاءت دون نقاط دعم قوية يمكن الاستكانة إليها في وقت الحاجة. وأضاف الربيش أنه بالرغم من كل ذلك إلا أن وجهة السوق العامة إيجابية وستتجه قريبا نحو تحقيق مستويات جديدة مع قرب انتهاء الربع الأول من العام، لافتا إلى أن تراجع المؤشر تحت سقف 8000 نقطة لا يعني هرولة سوق الأسهم نحو انهيار بل هي تمارس عملية تصحيح معتادة بعد وصول مستويات الأسعار إلى مناطق بيعية مغرية جدا.