تحالف دولي يطالب بمراقبة أسواق 10 دول بينها السعودية ومصر بسبب القرصنة

وبخ الصين وروسيا وكندا لقصورها في حماية حقوق الملكية الفكرية

أصدرت السعودية تشريعات قانونية لمكافحة القرصنة كما تشن حملات على المخالفين بين الحين والآخر («الشرق الأوسط»)
TT

قال التحالف الدولي لحماية حقوق الملكية الفكرية أمس ان كندا انضمت للصين وروسيا في القائمة الاميركية السنوية للدول صاحبة أسوأ سجل في محاربة أعمال القرصنة المتعلقة ببرامج الكومبيوتر والتسجيلات الموسيقية والأفلام.

وقال اريك سميث، رئيس التحالف الدولي لحماية حقوق الملكية الفكرية في بيان وفقا لوكالة رويترز، «على الرغم من أنه كانت هناك على مدار العام تطورات ايجابية قليلة في هذه الاسواق الرئيسية إلا أن النقطة الرئيسية تتمثل في أن معدلات القرصنة لم تنخفض على الاطلاق أو انخفضت فقط بشكل هامشي، وفي بعض الدول الوضع أصبح أسوأَ».

وطلب التحالف من مكتب التمثيل التجاري الاميركي وضع الدول الثلاث على رأس «قائمة الدول الاولى بالمراقبة» التابعة للحكومة الاميركية والمعنية بسرقة حقوق الملكية الفكرية وحث على اتخاذ نفس الاجراء مع عشر دول أخرى وهي: الارجنتين وتشيلي وكوستاريكا ومصر والهند والمكسيك وبيرو والسعودية وتايلند وأوكرانيا.

وأوصى بوضع 29 دولة أو منطقة أخرى في القائمة ولكنه بأولوية أقل وبينها دول تنضم حديثا وهي اسبانيا واليونان والسويد واسرائيل ولبنان وتركيا وبروناي وبنغلاديش ونيجيريا وكازاخستان. ويصدر التحالف قائمته السنوية بنهاية ابريل (نيسان).

ولم يشر الاتحاد وفقا للتقرير الذي بثته أمس رويترز إلى الإجراءات التي تتخذها كثير من الدول لحماية الحقوق الفكرية، ففي السعودية على سبيل المثال عملت الحكومة على مكافحة ضياع حقوق المؤلف من خلال وزارة الإعلام التي دشنت إدارة جديدة لهذا الغرض. كما سعت الوزارة إلى إعادة هيكلة لجنة النظر في المخالفات، وتغيير عملية الترافع من خلال تحديد أطراف القضية، وتطبيق العقوبات على المخالفين بتحديد عقوبات مالية تصل إلى 500 ألف ريال (133 ألف دولار)، بالإضافة إلى سجن المخالفين لمدة قد تصل إلى 6 أشهر. مع ذلك، وصلت خسائر الشركات المنتجة للبرامج في السوق السعودية إلى أكثر من 750 مليون ريال (200 مليون دولار). لكن التحالف الدولي لحماية حقوق الملكية الفكرية قال ان شركات برامج الكومبيوتر الاميركية خسرت ما يقدر بنحو 511 مليون دولار من المبيعات العام الماضي في كندا جراء أعمال القرصنة ارتفاعا عن 494 مليون دولار عام 2006. وتابع أن ثلث برامج الكومبيوتر التي استخدمت في كندا عام 2007 كانت نسخا مقلدة منخفضة بنقطة مئوية واحدة فقط عن العام الماضي.

وأضاف التحالف أيضا أنه بعد مضي عشرة أعوام من توقيع معاهدات المنظمة العالمية لحماية حقوق الملكية الفكرية التي تمدد حماية حقوق الملكية الفكرية لتشمل الانترنت، لم تتخذ كندا بعد «خطوات مفيدة تجاه تحديث قانونها المعني بحماية حقوق الملكية الفكرية للوفاء بالحد الادنى من المعايير العالمية».

وقال التحالف ان تقديراته «المتحفظة» تشير الى أن الشركات الاميركية خسرت على الاقل بين 30 و35 مليار دولار من المبيعات في شتى أنحاء العالم خلال عام 2007. وجاءت الصين ثانية على رأس القائمة بخسارة في المبيعات في هذه السوق تقدر بنحو 2.98 مليار دولار مقارنة مع 2.43 مليار دولار عام 2006. وذكر التحالف أن شركات برامج الكومبيوتر الاميركية كانت أكبر خاسر من جراء أعمال القرصنة، اذ خسرت 2.47 مليار دولار. وزادت خسائر الصناعة الاميركية للتسجيلات الموسيقية في الصين عن الضعف عام 2007 وبلغت 451 مليون دولار.

وقال التحالف الدولي لحماية حقوق الملكية الفكرية «القرصنة عبر الانترنت والهواتف الجوالة أصبحت تمثل مشكلة كبيرة مع وصول عدد مستخدمي الانترنت في الصين الى 210 ملايين بنهاية عام 2007 وعدد مستخدمي الهواتف الجوالة الى أكثر من 500 مليون».

ووقعت روسيا التي تشارك في مفاوضات للانضمام لمنظمة التجارة العالمية اتفاقا مع الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006 تعهدت فيه باتخاذ اجراءات لخفض القرصنة.

وبعد أكثر من عام لم تنفذ روسيا تماما الاتفاق وما زالت مشكلة حماية حقوق الملكية الفكرية في البلاد «واحدة من أخطر هذه المشاكل في العالم. وتجاوزت معدلات القرصنة في بعض القطاعات 70 في المائة خلال عام 2007».

وقالت جريتشن هامل، المتحدثة باسم مكتب التمثيل التجاري الاميركي، ان روسيا أحرزت بعض التقدم في تنفيذ اتفاق نوفمبر(تشرين الثاني) 2006 إلا أنها ما زالت بحاجة الى تنفيذ بعض التعديلات التشريعية التي تعهدت بالقيام بها.

وقالت هامل «أوضحنا تماما أن التنفيذ الكامل لاتفاق نوفمبر 2006 الآن ضروري من أجل اتمام مفاوضات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية»، مضيفة أن هناك بعض المؤشرات إلى أن موسكو تتحرك للقيام بذلك.