«الفاو»: إمدادات الحبوب العالمية بـ«الكاد» تغطي الطلب

منظمة الأغذية والزراعة تتوقع ارتفاع الأسعار وتراجع المخزونات

دقت منظمة الفاو ناقوس الخطر من احتمال ارتفاع أسعار الحبوب بصفة عامة («الشرق الأوسط»)
TT

قالت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة «فاو» ان امدادات الحبوب العالمية بالكاد ستغطي الطلب مما يعمل على رفع الاسعار في الموسم الحالي وان عوامل الطلب القوي وتراجع المخزونات تطغى على زيادة الانتاج.

وقالت المنظمة أمس عن توقعاتها للمحاصيل وفقا تقرير لـ«رويترز» انه في غياب أي بادرة على تراجع نمو الطلب العالمي فان الاسعار لأغلب الحبوب ستبقى مرتفعة وان بعضها مازال يرتفع بينما تتجه الاحتياطيات العالمية للتراجع مرة عن مستوياتها المنخفضة بالفعل.

ورفعت «الفاو» تقديرها لانتاج القمح العالمي في عام 2007 الى 603.2 مليون طن من تقديرها السابق 602.2 مليون طن وذلك بزيادة 1.2 في المائة عن عام 2006. وقالت ان مصدر الزيادة كلها كبار المنتجين في اسيا.

وأضافت أن الجانب الاكبر من زيادة بنسبة 4.6 في المائة في انتاج الحبوب العالمي ليصل الى 2.102 مليار طن العام الماضي يرجع الى محصول قياسي للذرة في الولايات المتحدة.

وأكدت توقعاتها السابقة أن يصل محصول الحبوب الخشنة في 2007 الى 1.069 مليار طن.

وقالت المنظمة انها تتوقع زيادة كبيرة في انتاج القمح العالمي في 2008 بفضل زيادة المساحة المزروعة في دول أوروبية رئيسية وفي الولايات المتحدة. وتابعت أن التقارير تحدثت عن تطور جيد للمحاصيل الشتوية في أوروبا وقالت ان من المرجح أن ترتفع معدلات الانتاج عن مستويات العام الماضي التي كانت دون المتوسط.

وأضافت أن من المرجح أن تحصد الصين والهند وباكستان وهي من الدول الرئيسية المنتجة للقمح في اسيا محصولا مماثلا لمحاصيل العام الماضي القياسية وأن محصول القمح يبدو مطمئنا في مصر. لكن المنظمة حذرت من أنه على الرغم من الزيادة المقدرة في انتاج القمح فان الامدادات العالمية ستظل بالكاد مواكبة للطلب في الموسم التسويقي 2007ـ2008.

وقالت «الوضع الحالي قد يستلزم زيادات كبيرة في انتاج أكثر من موسم واحد من محاصيل الحبوب حتى تستعيد الاسواق استقرارها وتنخفض الاسعار بدرجة ملحوظة عن مستوياتها المرتفعة الاخيرة».

ومن المتوقع أن ينخفض مخزون القمح الى 146.8 مليون طن بنهاية الموسم في عام 2008 بالمقارنة مع 141.6 مليون طن بنهاية الموسم السابق لكنه سيظل قرب أدنى مستوياته منذ عام 1983. وأدى ارتفاع أسعار الطاقة والطلب على العلف الى تزايد سرعة انخفاض مخزونات الحبوب الخشنة الى ما يقدر بنحو 156.1 مليون طن بنهاية موسم 2007ـ2008 من 170.8 مليون طن وفق التوقعات السابقة.

وقالت المنظمة ان من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الحبوب بنسبة 2.6 في المائة الى 2.12 مليار طن أي بزيادة 1.6 في المائة على متوسط عشر سنوات خلال 2007ـ2008 وانه سيتجاوز نمو الانتاج ليزيد الضغوط على المخزون العالمي.

ومن المتوقع أن يقفز استهلاك العالم من الحبوب الخشنة بنسبة 5 في المائة الى 1.068 مليار طن بفضل الطلب القوي من صناعة الوقود الحيوي. وأبانت «الفاو» ان 100 مليون طن على الاقل من الحبوب تستخدم في انتاج الوقود الحيوي وان الذرة وحدها توفر 95 مليون طنا على الاقل من هذا الاجمالي. ومن المتوقع أن ترفع الولايات المتحدة استخدام الذرة لانتاج الميثانول الحيوي بنسبة 37 في المائة الى 81 مليون طن في 2007ـ2008.

وأشارت إلى أنها تتوقع أن ينخفض الطلب على القمح 0.2 في المائة الى 691.9 مليون طن. ويتوقع أيضا أن تصل التجارة العالمية في الحبوب الى ذروة جديدة تبلغ 257.8 مليون طن في 2007ـ2008 بزيادة 1.3 في المائة عن المستوى القياسي الذي سجلته الموسم الماضي بفضل ارتفاع واردات الاتحاد الاوروبي من الذرة والذرة الصفراء. وأدى الطلب المرتفع على العلف وقلة الامدادات من قمح العلف الى زيادة مشتريات الاتحاد الاوروبي من الحبوب الخشنة بنسبة 116 في المائة الى 14.5 مليون طن في موسم 2007ـ2008.

وقفزت تجارة الحبوب الخشنة في العالم بنسبة ثمانية في المائة الى مستوى قياسي لتسجل 120.5 مليون طن بينما انخفضت تجارة القمح 5.5 في المائة الى 107 ملايين طن لعوامل على رأسها تراجع مشتريات الهند.

وقالت «الفاو» ان الطلب النشط أدى الى ارتفاع أسعار القمح العالمية للتسليم في شهر مارس (آذار) في الاسواق العالمية رغم ضغوط نزولية على عقود القمح الاجلة في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة من جراء مخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل. وأضافت أن التوقعات بزيادة الانتاج في 2008 بدأت تفرض بعض الضغوط النزولية على التعاملات الآجلة للقمح في المحصول الجديد.