مديرو صناعة النفط العالمية يبدون قلقا متزايدا بشأن الاقتصاد الأميركي

رئيس أوبك: تغيير عملة النفط يتطلب اجتماع وزراء المالية

TT

قال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك، أمس إن أي خطوة من جانب منظمة أوبك للتخلي عن الدولار كعملة لتسعير النفط يستلزم اجتماع وزراء المالية للدول الاعضاء. وأضاف خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري في تصريحات للصحافيين، أن الجزائر ليست لديها خطط فورية للتحول عن الدولار.

يذكر أن عبد الله البدري الامين العام لمنظمة أوبك، قال في تصريحات صحافية قبل أيام، ان المنظمة قد تتخلى عن الدولار في تسعير النفط وتتبنى اليورو، لكن أي تحول كهذا سوف يستغرق وقتا.

وأفضى تراجع الدولار الى تآكل القدرة الشرائية لمصدري النفط، مما حدا ببعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الى الدعوة للتخلي عن العملة الاميركية.

من جهة ثانية، أعرب مديرو صناعة النفط من شتى أنحاء العالم عن قلق متزايد ازاء متانة الاقتصاد الاميركي، في الوقت الذي يواصلون فيه ترقب بوادر احتمال امتداد أي ضعف الى اقتصادات اخرى والاضرار بالطلب العالمي على الطاقة.

وقد ارتفعت أسعار النفط الى مستويات قياسية وتجاوزت أخيرا مستوى 100 دولار للبرميل، بفضل الطلب القوي من الاقتصادات سريعة النمو مثل الهند والصين والمخاوف من تعثر الامدادات. لكن هذا السيناريو قد يتداعى اذا أدى تباطؤ الاقتصاد الاميركي الى التأثير سلبا على الطلب.

وفي خطاب أمام مؤتمر عن الطاقة في هيوستن قال عبد الله جمعة الرئيس التنفيذي لشركة ارامكو السعودية، «لقد تردد صدى اثار مشكلة ديون الرهن العقاري عالي المخاطر في الاسواق العالمية، مما يهدد النمو الاقتصادي العالمي ويخلق حالة من التشكك في سوق النفط بشكل عام، والطلب على النفط بشكل خاص».

وقد أعلنت شركات مالية في شتى أنحاء العالم شطب اصول بمليارات الدولارات نتيجة ديون مركبة مدعومة بقروض الرهن العقاري عالي المخاطر واصول اخرى. وردد الرئيس التنفيذي لشركة شتات اويل هيدرو النرويجية صدى مخاوف جمعة. وقال هلجه لوند في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر هيوستن «الشكوك أكبر مما كانت عليه في الماضي». واضاف انه يعتقد أن الركود في الولايات المتحدة سيمتد الى اقتصادات دول اخرى وسيؤثر على الطلب على النفط.

من جانبه قال جون هيس الرئيس التنفيذي لشركة النفط الاميركية هيس كورب، ان التباطؤ الاميركي أضر بمبيعات الشركة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة. كما ألقى هيس باللوم في تراجع هوامش أرباح التكرير لشركته على ضعف الاقتصاد الاميركي.

وقال جيمس مولفا الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس ثالث أكبر شركة نفط اميركية «اذا تراجع الاقتصاد فان هذا يؤثر على الطلب على الطاقة. ولكن هذا مفيد بشكل ما لانه سيؤدي الى تراجع تكلفة الطاقة.

من جانب آخر، ذكر شكيب وزير الطاقة والمناجم الجزائري وفقا لرويترز، ان اجتماع المنظمة الشهر المقبل سيأخذ في الاعتبار ارتفاع مخزونات الخام الاميركية وتأثير ركود اميركي محتمل على الطلب، قبل أن يأخذ قرارا بشأن مستوى الانتاج.

اضاف ان العوامل التي يمكن أن تنظر إليها المنظمة هي «مستوى مرتفع جدا جدا من المخزونات الاميركية، وتأثير ركود اميركي محتمل على الطلب في الولايات المتحدة ومناطق اخرى».

وتجاهلت «اوبك» في الشهر الماضي نداءات من الدول المستهلكة لزيادة الانتاج من أجل المساعدة في دفع الاسعار نحو الهبوط، كما أبقت على مستويات انتاجها مطلع الشهر الجاري. وتجتمع اوبك في الخامس من مارس (اذار) للبت في ما ستفعله.

وفي ذات السياق، قالت الكويت أمس إنها تأمل في أن تترك اوبك الانتاج من دون تغيير في اجتماعها المقبل. وردا على سؤال عن القرار الذي يعتقد انه ينبغي لاوبك أن تأخذه، قال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح لرويترز، ان الكويت تأمل أن تبقي اوبك على مستوى انتاجها من النفط.

وامتنع الشيخ ناصر عن الكشف عن المستوى الذي تريده الكويت لاسعار النفط. وقال في القاهرة خلال زيارة للاجتماع بمسؤولين مصريين ان تحديد أسعار النفط هو مهمة السوق العالمية وليس الكويت.

كما قالت وكالة الطاقة الدولية ان الطلب العالمي على النفط سينمو بسرعة أقل من المتوقع هذا العام بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. وفي تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعت وكالة الطاقة التي تقدم النصح لـ27 دولة صناعية نمو الطلب العالمي على النفط بمتوسط 1.67 مليون برميل يوميا، وذلك بانخفاض 310 الاف برميل يوميا عن تقديرها السابق.

وقال لورانس ايجلز رئيس قسم صناعة النفط والاسواق في الوكالة، «انه تحول كبير في نمو الطلب». واضاف «يرجع هذا في جانب صغير منه الى ارتفاع الطلب في 2007، ولكن الجانب الاكبر يرجع الى ضعف النمو الاقتصادي، وذلك أساسا في الاقتصادات المتقدمة وخاصة الولايات المتحدة».

كما اشارت الوكالة الى انخفاض المخزونات والتوترات السياسية وهي عوامل تدعم أسعار النفط. وقد اوقفت فنزويلا صادرات النفط لاكسون موبيل كورب أول من امس الثلاثاء في تصعيد لنزاع مع الشركة الاميركية.

وقالت وكالة الطاقة ان المخزونات في الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصاد والتنمية انخفضت 39.5 مليون برميل في ديسمبر (كانون الاول) ولكن شهدت بعض الزيادة في يناير (كانون الثاني) الماضيين.

واضافت ان انخفاض هوامش أرباح التكرير دفعت مصافي النفط الى خفض عمليات تكرير النفط الخام الشهر الماضي وفبراير (شباط) الجاري في أكبر تخفيضات لتشغيل المصافي في خمس سنوات.

وذكر رئيس وكالة الطاقة الدولية انه منزعج من قرار فنزويلا بوقف مبيعات النفط لاكسون موبيل وانه يتابع الموقف عن كثب. وقال نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة للصحافيين «اذا كان هناك خطر يهدد الامدادات الفورية فسيسعدنا التحرك».

وتتولي الوكالة تنسيق السحب من مخزونات النفط الخام والمنتجات المكررة العالمية في حالة حدوث أي ازمة كبيرة في الامدادات.