قال المفوض الأوروبي المكلف الشؤون التجارية بيتر ماندلسون، أن الاتحاد الأوروبي يأمل في رؤية روسيا عضو في منظمة التجارة العالمية، واضاف «هذا الأمر نعتبره مهماً للروس أنفسهم وللإدماج الاقتصادي الإقليمي، بل والنظام التجاري العالمي حيث الحاجة أن تكون روسيا داخله لا خارجه».
وجاءت تصريحات ماندلسون قبل وقت قصير من مغادرته بروكسل في طريقه الى موسكو في زيارة تستغرق يومين، حيث تتركز محادثاتــه على عضويــة روسيا في منظمة التجارة العالمية.
وأعرب المفوض الأوروبي عن ترحيبه بالتقدم الذي حصل خلال الأسابيع الماضية على طريق حل بعض المشاكل، وقال «إن الطريق الذي يتبعه الطرفان الأوروبي والروسي كفيل بإنجاز المفاوضات سريعاً».
وحسب ما جاء في بيان صادر عن مقر المفوضية الاوروبية ببروكسل، يلتقي المفوض الأوروبي خلال زيارته لموسكو كلا من نائب رئيس الوزراء ووزيــــر الماليـــــة الروســـي ألكسي كيـــدرين، ووزيــر الاقتصـــــاد والتجــــارة يفجيني فيـــدروف، وممثلين عن القطاعـــات الصناعية الروسية والأوروبية.
وأضاف البيان أن روسيا والاتحاد الأوروبي شريكان اقتصاديان مهمان، إذ أن الاتحاد صدر لروسيا عام 2006 بضائع وتقنيات تبلغ قيمتها 72.4 بليون يورو، أي ما يعادل 6.2% من صادرات الاتحـــاد، وبالمقابـــــل فقد بلغت قيمة المستوردات الأوروبية من روسيا 140.8 بليون يورو.
ويقول العديد من المراقبين في عاصمة أوروبا الموحدة إن روسيا لا تستعجل تغيير خططها للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ولكنها بالمقابل تأمل إنجاز المفاوضات مع الشركاء الدوليين منتصف العام الحالي لإتمام عملية الانضمام إلى المنظمة في عام 2009 .
وتأتي زيارة ماندلسون هذه في أعقاب انعقاد الاجتماعات الوزارية بين الترويكا الأوروبية وروسيا، حيث عبر الطرف الأوروبي على لسان وزير خارجية سلوفينيا، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد، ديمتري ريبل، عن دعمه القوي لانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، وقال بيان للرئاسة الحالية للاتحاد ان المحادثات بين الجانبين تناولت العديد من الملفات ومنها تطوير التعاون والعمل المشترك بين الاتحاد الاوروبي وروسيا واولوياته في العام 2008، وتحقيق تقدم في مجالات تتعلق بالنواحي الامنية والخارجية.
وقال البيان «تركزت المحادثات حول تحقيق التعاون بين الجانبين استنادا إلى اتفاقية التعاون والشراكة، التي دخلت حيز التنفيذ في ديسمـــبر/ كانون الاول 1997، وتعهـــدت الرئاسة الحالية للاتحـــاد الاوروبي من خلال البيان على العمل بكل جهد لبدء المفاوضات من اجل شراكة جديدة وتعاون في اسرع وقت ممكن.
يذكر ان هناك بعض الملفات العالقة التي كانت السبب وراء وجود سحابة غائمة في سماء المحادثات بين الجانبين خلال الفترة الاخيرة، كان ابرزها الخلاف الروسي ـ البولندي بسبب الحظر الذي فرضته موسكو على استيراد اللحوم البولندية، وهي المشكلة التي بدأت في الافق دلائل على قرب التوصل لتسوية بشأنها وخاصة في اعقاب الاتصالات المباشرة بين الجانبين خلال الفترة الاخيرة.