في يوم واحد.. السوق تنجح في استعادة خسائر أسبوع

بعد ارتفاع المؤشر العام 300 نقطة رغم تضاؤل السيولة بـ4.4%

TT

نجحت سوق الأسهم السعودية في يوم واحد، في استعادة جميع النقاط المفقودة في تعاملات أسبوع كامل، حيث تمكن المؤشر العام من استعادة كافة الخسائر المحققة في الأسبوع الماضي، والبالغة 299 نقطة، بعد أن لف اللون الأخضر أركان السوق أمس، ليحصد المؤشر العام 300 نقطة.

إذ تمكنت أسهم أكثر من 76 في المائة من شركات السوق، في التوجه للصعود، مدعومة بالتفاؤل القوي الذي طغى على جميع قطاعات السوق دون استثناء، لتتجه كل القطاعات إلى الارتفاع، متتبعة خطى أسهم الشركات القيادية، والتي لفتت الأنظار في أدائها الإيجابي.

وتمكنت أسهم الشركة السعودية للكهرباء من الارتفاع بمعدل 5.5 في المائة، لتضع قطاعها في مقدمة القطاعات المرتفعة، بالإضافة إلى الصعود الجماعي الذي لحق بأسهم شركات القطاع الزراعي، منها أسهم شركتين على النسبة القصوى، لتدفع القطاع إلى تحقيق ارتفاع بمعدل 4.5 في المائة.

كما برز نجم القطاع المصرفي في تعاملات أمس، من خلال احتلاله المركز الثالث في نسبة الارتفاع، محققا صعودا بنسبة 4.4 في المائة، مدفوعا بالتألق الواضح على أسهم مصرف الراجحي، الذي قفز بنسبة 5.6 في المائة، لينعكس هذا التأثير إيجابيا على القطاع ومصاحب لتأثير أسهم الكهرباء على حركة المؤشر العام.

وزاد من حدة القوة الدافعة لحركة المؤشر العام، الارتفاع الجيد الذي أطلقته أسهم شركة سابك، القائد الأول للمؤشر العام، بعد أن شارك وبقوة أسهم الشركات القيادية الأخرى في سحب المؤشر العام إلى المنطقة الخضراء ليس على مستوى التداول اليومي وحسب ولكن على المدى الأسبوعي مع أول يوم تداول، بعد أن ارتفعت أسهم الشركة بمعدل 4.8 في المائة. وأدى ذلك لأن تغلق سوق الأسهم السعودية أمس عند مستوى 9486 نقطة بارتفاع 300 نقطة تعادل 3.28 في المائة، عبر تداول 195.4 مليون سهم بقيمة 7.8 مليار ريال (2.08 مليار دولار)، لتعاكس السيولة مسار السوق المتفاءل جدا، لتنحدر بمعدل 4.4 في المائة، قياسا بقيمتها خلال تعاملات آخر أيام الأسبوع الماضي الأربعاء.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير محلل مالي، أن سوق الأسهم السعودية تمكنت في تعاملاتها أمس من تأجيج روح التفاؤل المفقودة في التعاملات الأخيرة من الأسبوع الماضي، بعد تثاقل المؤشر العام في الحركة التصاعدية، من خلال الضربة العنيفة التي تلقتها السوق في فترة التراجع الحاد السابق.

وأفاد أن زخم الحركة السعرية لأسهم الشركات القيادية، استطاعت أن تعيد مستوى التفاؤل المفقود في تعاملات الفترة الماضية، خصوصا أن مثل هذه الارتفاعات التي تعتمد على حركة الشركات الكبرى والمؤثرة في المؤشر العام، تساعد على تدفق الثقة للتداولات، والذي يصحبها التعزيز لقدرة السوق على الاستقرار.

ويرى المحلل المالي أن القيم الاستثمارية التي تعكسها أسهم بعض شركات السوق القوية ماليا بعد التأثر في التراجع الحاد، كانت ولا تزال مبررا جيدا لانتعاش التعاملات مع تفاعل السيولة مع هذه الشركات، التي تعد المحرك الفعلي لاتجاهات السوق، والتي يثبتها التقييمات السعرية الصادرة من المؤسسات الاستشارية.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، نجح في لفت الأنظار حول حركته النقطية، إلا أن السيولة لم تظهر تفاعلا مع هذا الأداء، مما يثير الشكوك في مدى مصداقية هذا الارتفاع، وجديته في الاستمرارية.

ويؤكد السديري أن المؤشر العام ورغم السلبية التي تكمن في السيولة، إلا أن السوق استطاعت أن تعيد روح الثقة في استبعاد التراجعات الحادة، والتي يعززها استمرار التوجه الحالي خلال تعاملات الأسبوع الجاري.