«الطاقة الدولية»: النفط يقترب من أعلى سعر سجل عام 1980.. مع احتساب التضخم

خبراء: الأموال تتدفق على النفط والذهب للتحوط > 101.70 دولار أعلى سعر للبرميل

TT

أفادت وكالة الطاقة الدولية ان أسعار عقود النفط تقترب حاليا من أعلى مستوى معدل حسب بيانات التضخم والبالغ 101.70 دولار للبرميل المسجل في أبريل (نيسان) عام 1980 بعد عام من قيام الثورة الاسلامية في ايران.

ووزعت الوكالة بيانا مع اختراق أسعار النفط لحاجز المائة دولار للبرميل قالت فيه «ليس هناك تفسير وحيد لملامسة اسعار النفط 100 دولار مرة أخرى. ومع ذلك فانها تعكس أعراض قلق وضيق السوق. لقد شهدنا زيادة عريضة طويلة الأجل في الأسعار، مما يعكس القلق من المسائل الجغرافية السياسية، وارتفاع التكاليف وقضايا الوصول الى مناطق الانتاج التي تلعب دورا رئيسيا».

وقالت الوكالة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «لا يزال يتعين علينا ان نرى مؤشرات واضحة على ان الطلب قد ضعف هيكليا وان الطقس البارد في شمال آسيا قد ضيق الخناق على سلسلة الامدادات الهيدروكربونية بأسرها».

واضافت الوكالة: «وعلى جانب العرض، فان التقارير التي افادت بان زعيم المتمردين النيجيري قتل مما ضاعف من القلق بشأن أمن الامدادات في المنطقة. ان النزاع القانوني بين فنزويلا واكسون امر هام. أخيرا، فان الحديث عن تخفيضات على انتاج اوبك من شأنه ان يضعف بناء مخزون النفط الخام قبل ذروة الطلب في الصيف والذي يترافق مع سوق ضيق». وسجل الخام الاميركي أول من أمس الاربعاء مستوى قياسيا جديدا عند 101.40 دولار بعد أن أغلق يوم الثلاثاء فوق حاجز المائة دولار لاول مرة عند 100.01 دولار للبرميل. وسجل النفط مائة دولار للبرميل من قبل في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي وتجاوز هذا المستوى الى 100.09 يوم الثالث من يناير.

وقال متعاملون ومحللون انه ليس هناك سبب واحد حقيقي لارتفاع السعر في الفترة الاخيرة متمشيا مع التحركات القوية في أسعار سلع أخرى. فالالومنيوم بلغ أعلى مستوياته في تسعة أشهر أول من أمس الاربعاء وسجل النحاس أعلى مستوياته في اربعة اشهر يوم الثلاثاء الماضي.

لكنهم قالوا ان ارتفاع الاسعار يؤذن بنهاية عمليات بيع النفط على المكشوف على أساس ان تباطؤ الاقتصاد الاميركي قد يؤثر على الطلب على النفط وعلى سلع أخرى.

وقال بول هورسنيل من باركليز كابيتال «بيع النفط على المكشوف بسبب تباطؤ الاقتصاد الاميركي كان دائما عملا خطيرا، بدأ هذا يتضح الاسبوع الماضي وتسارعت وتيرته».

وأضاف ان بقاء سعر النفط حول مستوى مائة دولار لفترة هو الاحتمال المرجح، وتابع ان استمرار الطلب القوي من الشرق الاوسط واسيا سيعوض أثر تباطؤ الاقتصاد الاميركي.

وتضررت أسواق الاسهم بشدة بسبب المخاوف من ضعف الاقتصاد الاميركي وخلال فترة منذ بداية هذا العام كان هناك ارتباط بين اسعار النفط والسلع الاولية الاخرى وبين اضطرابات اسواق الاسهم.

لكن المحللين يقولون ان السلع الاولية لم تفقد قط أهميتها التقليدية باعتبارها أداة تحوط ضد التضخم. وكتب انطوان هاف من شركة نيو أدج للسمسرة في مذكرة بحثية يقول «ارتفاع الاسعار لا يعبر عن الاساسيات المحددة بدقة في سوق الطاقة بقدر ما يعبر عن مساعي صناديق الاستثمار للحصول على ملاذ آمن للقيمة وأداة تحوط مالي ضد التضخم» وفقا لما جاء في رويترز.

وارتفاع الاسعار في أسواق السلع قد يغذي ارتفاعات أسعار أنواع أخرى من الاصول.

ورغم عدم ظهور دلائل تذكر في بداية العام على استثمارات جديدة بالمقارنة مع المضاربات وتدفقات الاموال على السلع الاولية يعتقد المحللون ان هذا الوضع سيتغير.

وقال مايك ماكجلون مدير مؤشرات السلع في ستاندارد اند بورز ان مؤشر ستاندارد اند بورز للسلع الاولية وغيره من المؤشرات المماثلة قد تجذب نحو 150 مليار دولار من الاموال الجديدة هذا العام بالمقارنة مع 110 مليارات العام الماضي، واضاف «لكني أتوقع ان يكون المبلغ اكبر من ذلك بكثير».

وعادة ما كان مستثمرون مثل صناديق المعاشات التي تدخل في استثمارات طويلة الاجل يستخدمون مؤشرات السلع الاولية لتنويع محافظهم الاستثمارية.

وقال لرويترز مارك ماثياس الرئيس التنفيذي لصندوق استثمار داوناي داي كوانتم في لندن ان مستثمرين جددا يدخلون السوق. واضاف «تصوري هو اننا نشهد مجرد بداية لاستثمارات المؤسسات وان حجم الاموال المتدفقة مازال صغيرا»، وتابع «خلال عام 2008 سنشهد تدفقات المزيد من الاموال على أسواق السلع».

والاثر على الاسعار لن يكون بالضرورة قفزة هائلة جديدة ولكنه سيدعم اسعار النفط التي لم تنخفض حتى الان هذا العام عن مستوى 86.11 دولار للبرميل. واكتسب ارتفاع سعر النفط يوم الثلاثاء دعما من مخاوف بشأن محدودية امدادات المنتجات النفطية المكررة.

ورغم ذلك فان تجاوز مائة دولار بكثير لن يكون سهلا. وهنا يقول مايك ويتنر من سوسيتيه جنرال في لندن «هل ستستمر الاسعار في الارتفاع متجاوزة 100 دولار..... لا يسعني القول ان ذلك لن يحدث لكني لا اعتقد أن العوامل الاساسية في السوق تدعمه».

وقال المحللون ان الاموال تتدفق على النفط وسلع أخرى مثل الذهب للتحوط من التضخم مما يفاقم من ارتفاع الاسعار. وتوقع محللون في استطلاع اجرته رويترز ان تسجل مخزونات النفط الاميركية زيادة قدرها 2.3 مليون برميل خلال الاسبوع الماضي لتكون سادس زيادة اسبوعية على التوالي.

وفي حين تشير بيانات الاقتصاد الاميركي الى صورة قاتمة للطلب على النفط في أكبر دولة مستهلكة له في العالم بدا أن المستثمرين أكثر قلقا من التضخم، فارتفع مؤشر اسعار المستهلكين الاميركي بمعدل أسرع من المتوقع للشهر الثاني على التوالي.

وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي توقعاته للنمو الاقتصادي في عام 2008 مما اثار مخاوف من أن يكون الاقتصاد الاميركي يتجه نحو حالة من الركود. وعندما يتراجع النمو تزيد الضغوط التضخمية لكن ذلك يعزز الامال في أن يخفض البنك المركزي الفائدة بدرجة أكبر لانعاش الاقتصاد.

وتدعمت الاسعار كذلك بسبب مخاوف تتعلق بالامدادات منها مشكلات في مصافي أميركية والخلاف بين فنزويلا واكسون موبيل وتوقعات بأن تبقي أوبك على مستويات انتاجها مستقرة أو ان تخفضها في اجتماعها المقبل. وفي هذا الاطار سجل سعر سلة 12 من الخامات العالمية المرجعية لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) رقما قياسيا جديدا بلغ الاربعاء 94.23 دولار (64.29 يورو) كما اعلنت امانة سر المنظمة في مقرها في فيينا أمس. ويستخدم سعر سلة اوبك الذي ينشر دائما بفارق يوم اغلاق، مرجعا لاوبك في مستوى سياسة الانتاج.