السعودية: الترخيص لـ 3 شركات لتشغيل اتصالات ثابتة وطرح 25% من رؤوس أموالها في اكتتاب عام

«معادن» تنوي جمع 2.4 مليار دولار في طرح أولي خلال الربع الثالث

TT

ينتظر أن يستقبل سوق الأسهم السعودية خلال العام الحالي، شركات اتصالات جديدة، إضافة إلى شركة متخصصة في التنقيب عن المعادن، حيث أعلنت الحكومة أمس من خلال مجلس الوزراء عن الترخيص لثلاث شركات اتصالات ثابتة وطرح 25 في المائة من رؤوس أموالها للاكتتاب العام أمام السعوديين. بينما قال الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) ان الشركة المملوكة للدولة تعتزم جمع ما يصل الى 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) من خلال بيع أسهم في الربع الثالث. وجاءت موافقة مجلس الوزراء بناء على طلب وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بشأن الترخيص للشركات التي تم تأهيلها لإنشاء وتشغيل شبكات اتصالات ثابتة عامة بجميع عناصرها في السعودية وفقا لأنظمتها الأساسية والأنظمة المعمول بها.

وكانت الاتحادات التي فازت برخص تشغيل الاتصالات الثابتة هي شركة الاتصالات الضوئية، والشركة السعودية للاتصالات المتكاملة، وشركة اتحاد (عذيب) للاتصالات، يبلغ رؤوس أموالها مجتمعة قرابة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار).

وذكر مجلس الوزراء السعودي أنه تم تخصيص نسبة 10 في المائة من رأس مال الشركة للمؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية توزع بنسبة 5 في المائة لكل منهما بحسب رغبة كل مؤسسة في حالة عدم رغبة أي منهما في الحصول على هذه النسبة، بينما تطرح للاكتتاب العام أو للمؤسسين بحسب ما تراه هيئة السوق المالية بالتنسيق مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات قد أقرت في أبريل (نيسان) من العام الماضي عروض 3 اتحادات مؤهلة لحيازة تراخيص تقديم خدمات الاتصالات الثابتة العامة في السعودية استجابة لوثيقة بعد منافستها واستيفائها للاشتراطات في وثيقة طلب الحصول على التراخيص التي أصدرتها الهيئة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2006. واستندت الاتحادات الى شركاء أجانب بارزين ومحترفين؛ إذ اتجه اتحاد شركة الاتصالات الضوئية لشركة أميركية يطلق عليها إم سي آي إنترناشونال سيرفزس إنك فيريسون، بينما اتحدت شركة الاتصالات المتكاملة مع المشغل PCCW من هونغ كونغ، في حين يتحد اتحاد عذيب مع المشغل الخليجي المعروف «بتلكو البحرينية». بينما تتفاوت رؤوس أموال تلك الشركات ولكنها لم تتعد مليار ريال بكثير، حيث لمحت شركة اتحاد عذيب إلى أن رأسمالها المدفوع سيكون قرابة مليار ريال (266 مليون دولار)، بينما لم تبتعد كثيرا «اتحاد الاتصالات الضوئية» إذ لم يتجاوز رأسمالها 300 مليون دولار، في الوقت الذي أعلنت فيه شركة الاتصالات المتكاملة أنها ستتجه إلى رفع رأسمالها من 300 مليون ريال حاليا إلى مليار ريال بعد الإعلان الرسمي بالترخيص لها. وفيما يتعلق بطرح شركة معادن، قال رئيسها التنفيذي الدكتور عبد الله الدباغ، لوكالة رويترز، ان الشركة ستعرض 40 في المائة من أسهمها في طرح عام أولي ربما يتم قبل اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، كما سيتم تقسيم 10 في المائة مناصفة بين مؤسستي التأمينات الاجتماعية ومعاشات التقاعد. وأضاف الدباغ أن تمويل المشروعات سيكتمل بهذا الطرح العام الاولي. لكن الدباغ اكتفى في تصريح مع «الشرق الأوسط» بأن موعد الطرح الاولي للشركة سيتم تحديده من قبل الحكومة السعودية لاحقا، مبيناً ان الشركة قامت بجميع الاجراءات ومتطلبات الطرح العام، وأن اوراقها لدى هيئة سوق المال. وتطور «معادن» والمملوكة للحكومة السعودية، والتي تجني أغلب ايراداتها من انتاج الذهب مشروعات من بينها تعدين الفوسفات بقيمة تبلغ نحو 44 مليار ريال (11.73 مليار دولار) فيما تسعى السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم لتنويع مواردها الاقتصادية.

ومن بين استثمارات الشركة سيتم انفاق حوالي 17 مليار ريال (4.5 مليار دولار) على مشروع مشترك للفوسفات مع عملاق الصناعات البتروكيماوية، شركة سابك، بينما ستنفق المبالغ المتبقية على مشروعات خاصة بالالمنيوم والكهرباء. فيما صرح الدباغ بأن «معادن» تتطلع لمزيد من المشروعات. وقال ان هذا النمو يمكن ان يتم من خلال عمليات استحواذ أو اندماج أو اقامة مشروعات جديدة في قطاع المعادن.

وبين الدباغ ان الشركة عملت على فتح 5 مناجم للذهب في السعودية على مدى عشر سنوات، مفيدا بأنهم ينتجون الذهب حالياً بكميات تجارية، وتبلغ تكلفة الانتاج نحو 220 دولارا للاونصة. واشار الى إن سعر الاونصة في الوقت الحالي في السوق يبلغ 900 دولار، الامر الذي يفتح مجالا للربح الجيد، على حد تعبيره. وأضاف ان الشركة تعمل على عمليات استكشاف مكثفة في مجال الذهب لتحديد مخزونات اضافية يمكن انتاجها في المستقبل. وذكر أن الشركة تعمل في مجال تطوير المشاريع الضخمة، من خلال مشروعي الفوسفات ومشروع البوكسايت لانتاج الالمونيوم، حيث يتم العمل عليها بالتعاون مع شركات عالمية، اضافة الى العمل على انجاز سكة حديد بمسافة تبلغ نحو 1500 كيلومتر، تنطلق من حزم الجلاميد (شمال السعودية) مروراً بالزبيرة الى منطقة راس الزور في شرق البلاد، والتي سيتم فيها بناء مدينة تعدينية صناعية.