«قائدا السوق» يدفعان المؤشر العام لاستعادة عافيته مجددا

أداء «سابك» و«الراجحي» يبث روح التفاؤل للتعاملات

TT

دفعت أسهم قائدي السوق السعودية المؤشر العام لاستعادة عافيته من جديد، بعد أن بث الأداء المتفائل لأسهم شركة سابك المؤثر الأكبر في حركة السوق، وأسهم مصرف الراجحي، روح التفاؤل في تعاملات الأمس، والتي انعدمت في تداولات الأحد الماضي، بعد تراجع السوق بنسبة 2 في المائة.

إذ أظهرت السيولة رغبة جامحة في اقتناء أسهم «سابك» ومصرف الراجحي، الأمر الذي انكشف من الحركة السعرية التي طالت هذه الأسهم، بعد ارتفاع الأول بمعدل 4.8 في المائة، و3.2 في المائة للثاني، مما جعل الايجابية تنساب على حركة أسهم شركات السوق لتتجه جميع قطاعات السوق إلى الارتفاع عدا قطاع التأمين. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 10351 نقطة بارتفاع 229 نقطة تعادل 2.2 في المائة، عبر تداول 297 مليون سهم بقيمة 11.8 مليار ريال (3.14 مليار دولار)، بصعود اسهم 65.4 في المائة من شركات السوق.

أمام ذلك، أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد العنقري خبير استثماري، أن سوق الأسهم السعودية كانت قد شهدت تعطيل الحركة والناتج عن ظهور نتائج الربع الرابع من العام الماضي، مفيدا بأن تفاعل الأسواق الناشئة مع مثل هذه الأخبار غالبا ما يكون متأخرا، والناتج عن أن السوق تدار بغالبية فردية، وبالتالي تكون القراءات عشوائية.

ويرى العنقري أن سيطرة مثل هذه الشريحة على تعاملات السوق، يجعل التقييمات لنتائج المالية متفاوتة، وذلك بسبب غياب مؤسسات التقييم المتخصصة عن سوق الأسهم السعودية، موضحا أنه عادة ما يظهر التفاعل بعد مرور عدة أسابيع من انطلاق إعلانات الشركات، والتي يختص المحترفون في السوق بنيل ثمرات مثل هذه النتائج الإيجابية.

وأبان أن أسهم الشركات بدأت تأخذ مراكزها السعرية بناء على النتائج المعلنة ومستويات النمو المحققة، تزامنا مع دخول السوق مرحلة المحفزات، والتي تتمثل في مواعيد الجمعيات العمومية للشركات، وتوزيع الأرباح والمنح المعلن عنها، جميعها عوامل إيجابية آنية تدفع للتمسك بالأسهم المملوكة.

ويعزز الخبير الاستثماري هذا التوجه، بإعلان الشركات عن توزيعات نقدية تفوق معدل سعر الفائدة، لتكون السوق أكثر جاذبية، مفيدا بأن هذا العامل يعزز الاتجاه التصاعدي للعديد من الشركات الاستثمارية، خصوصا أن السوق تشهد تجدد فرص، تجذب السيولة، وتوجد قناة لدخول السيولة الاستثمارية، وبالتالي تصبح السوق متجددة وجاذبة للنقد الباحث عن القنوات الاستثمارية.

وأشار العنقري إلى أن وقوع السوق على مقربة من نتائج الربع الأول من العام الحالي، يدفع إلى أن تكون اتجاهات السوق أكثر وضوحا، متوقعا استمرار التوجهات المتفائلة في السوق خلال الفترة المقبلة، على شكل تذبذبات إيجابية مع توقعات بجني أرباح بكل مستمر على المؤشر العام واسهم الشركات المؤثرة. إلا أنه يرى أنه ليس بالضرورة أن يطول جميع الشركات جني الأرباح الذي يتوقع للمؤشر العام، ملمحا إلى أن أسهم بعض الشركات ستواصل حركتها السعرية إلى مستوياتها العادلة بمعزل عن حركة السوق، مؤكدا على ضرورة بناء المراكز الاستثمارية في الشركات المقيمة بأقل من أسعارها المستحقة، خصوصا أن السوق قائمة على التحليل الأساسي بالدرجة الأولى.

من ناحيته أكد لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي، وهو محلل فني سعودي، أن المؤشر العام لا يزال رغم الارتفاع الأخير يعيش تحت القمة السعرية التي منعته من الصعود في تعاملات السبت الماضي، مما يعني عدم إحداث أي تغيير فني على مسار السوق، إلا أن مستوى الإغلاق يدعو إلى التفاؤل، في حال الاستمرار فوق هذه المستويات في ما بقي من تعاملات الأسبوع الحالي.

وأوضح الخالدي أن السوق تشهد تذبذبا حادا داخل التعاملات مما يوحي بوجود نزاع قوي بين قوى البيع والشراء مما يحتم الانتظار حتى تتضح الرؤية من خلال تغلب أحدهما على الآخر لفترة أطول، إلا أنه وصف السوق بشكل عام أنها تعيش مسارا صاعدا مطمئنا تستهدف مستويات عليا خلال العام الحالي.