العملة الأميركية تعيش «أوقاتا عصيبة».. والمستثمرون يحتمون بالذهب

اليورو يتجاوز جدار 1.5 دولار للمرة الأولى في تاريخه.. والنفط يحطم كل الحواجز

الدولار دخل منطقة غير معروفة سابقا (خدمة «كي.آر.تي»)
TT

انطلق اليورو صاعدا ليتجاوز الحاجز النفسي عند 1.50 دولار للمرة الأولى منذ بدء تداوله قبل تسع سنوات، فيما واصل الدولار الأميركي هبوطه القياسي أمس فسجل أدنى مستوياته على الإطلاق أمام اليورو الاوروبي والفرنك السويسري وسلة من العملات الرئيسية بعد إعلان بيانات أميركية ضعيفة.

وتجاوز برميل النفط للمرة الأولى عتبة 102 دولار في نيويورك وبلغ 100.53 دولار في لندن، في أسعار قياسية جديدة مع تراجع مستمر للدولار مقابل اليورو.

وكان سعر برميل النفط الخفيف قد ارتفع الثلاثاء الى 101.43 دولار وبرميل برنت الى 100.03 دولار، متجاوزين للمرة الأولى عتبة المائة دولار.

وقال المحللون ان العملة الاوروبية تأثرت بالمؤشر الألماني حول أوضاع الأعمال الذي جاء أفضل مما كان متوقعا، الى جانب الأرقام السيئة التي صدرت حول الاقتصاد الأميركي.

وكانت العملة الأوروبية سجلت رقما قياسيا سابقا في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 بلغ 1.4967 دولارا. وبلغ سعر اليورو صباح اليوم 1.5063 دولار.

وقال ديفيد غيلمور المحلل المالي «هناك مفارقة بين الولايات المتحدة حيث يتزايد القلق من حدوث انكماش اقتصادي في منطقة اليورو حيث تبدو الأمور جيدة حاليا».

وبحسب محللين فان العملة الأوروبية الموحدة استفادت فجأة من ارتفاع مؤشر «ايفو» الألماني للأعمال. ومؤشر معهد الأوضاع الاقتصادية «ايفو» الذي يقيس معنويات اصحاب المؤسسات الألمان، ارتفع في فبراير (شباط) الى 104.1 نقاط في حين كان يتوقع تراجعه الى 102.7 نقاط.

وقال المحلل المالي بوريس شلوسبورغ ان «هذه المعطيات تغذي القول إن الاقتصاد الاوروبي انفصل عن الاقتصاد الأميركي» وبالتالي فانه يمكنه تفادي البقاء في موقع الارتهان لأكبر اقتصاد عالمي.

هبط الدولار الأميركي الى أدنى مستوى على الإطلاق مقابل سلة من العملات الرئيسية أمس بعد أن عززت بيانات ضعيفة اميركية ضعيفة وتصريحات مسؤول كبير في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) التوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الاميركية.

وانطلق اليورو صاعدا ليتجاوز الحاجز النفسي عند 1.50 دولار للمرة الاولى منذ بدء تداوله قبل تسع سنوات. كما ارتفع الفرنك السويسري الى مستوى قياسي أمام العملة الأميركية في حين لمس الدولار النيوزيلندي مستويات لم يشهدها منذ تعويمه في عام 1985.

وجاء هبوط الدولار على خلفية تصريحات متشائمة لنائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، دونالد كون، الذي قال أول من امس الثلاثاء ان ضعف الاقتصاد الأميركي مبعث للقلق أكبر من مخاطر زيادة التضخم، مشيرا الى استعداد المجلس لمواصلة خفض سعر فائدة الاموال الاتحادية فيما يواجه البنك المركزي الاميركي «أوقاتا صعبة».

وجاءت تصريحاته عقب بيانات أظهرت أن توقعات المستهلكين هوت الى أقل مستوى في 17 عاما في حين بلغ تضخم أسعار المنتجين الشهر الماضي أعلى مستوى في أكثر من 26 عاما.

وعلى النقيض من البيانات الأميركية القاتمة جاءت التقارير الاقتصادية الأخيرة عن منطقة اليورو أفضل من المتوقع. وحدت بيانات قوية عن معنويات الشركات الألمانية من التوقعات بأن البنك المركزي الاوروبي قد يخفض أسعار الفائدة على المدى القريب من مستواها البالغ أربعة في المائة مما ساعد في تعزيز اليورو.

كما ارتفع الذهب الى مستوى قياسي، متجاوزا 960 دولارا للأوقية (الاونصة) أمس مع اقبال المستثمرين على شرائه بفضل انخفاض الدولار وارتفاع أسعار النفط عن 102 دولار للبرميل.

وارتفعت الفضة الى أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1980. وقفز البلاديوم الى أعلى سعر منذ ست سنوات ونصف السنة بينما زاد البلاتين 1.7 في المائة ليقترب من المستوى القياسي الذي سجله الاسبوع الماضي.

وسجل الذهب أعلى مستوى له عند 964.70 دولار للأوقية. وسجل سعر الذهب 958.40 ـ 959.20 دولار للأوقية بالمقارنة مع 946.60 ـ 947.40 دولار في أواخر المعاملات في نيويورك أول أمس الثلاثاء. ومنذ بداية العام الحالي ارتفع الذهب بنسبة 16 في المائة.

وقال وولتر دو ويت، محلل المعادن النفيسة لدى ستاندرد بنك إن المحرك الأساسي هو الانخفاض القياسي للدولار الأميركي لكن بخلاف ذلك فان الذهب ينتظر أن يظل يحظى بدعم جيد حتى اذا تحسنت العملة».