منتدى جدة الاقتصادي.. من فكرة لـ«عمرو الدباغ» إلى العالمية

بدأ كمشروع للتسويق للمدينة قبل أن يصبح من أبرز التجمعات الاقتصادية العالمية

الدكتورة حياة سندي لدى إلقاء كلمتها («الشرق الأوسط»)
TT

من فكرة في رأس رجل اعمال سعودي الى مشروع لفت انظار العالم، ومن تجمع يهدف الى التسويق لجدة الى واحد من أهم التجمعات الاقتصادية العالمية، تلك قصة مختصرة لولادة منتدى جدة الاقتصادي وحتى ربيعه التاسع.

وللتاريخ، فان فكرة منتدى جدة الاقتصادي انطلقت من رأس عمرو الدباغ رجل الاعمال السعودي الذي كان عضوا في مجلس ادارة غرفة جدة في ذلك الحين، وحاليا رئيس هيئة الاستثمار، ولأنه كما يقول عنه غسان السليمان رجل الأعمال السعودي لـ «الشرق الاوسط» يرفض الأفكار العشوائية الشفهية، يقدم كل فكرة بدراسة مخطط لها بطريقة متكاملة، فتبنت إحدى شركاته متطوعة دراسة فكرة إطلاق منتدى جدة الاقتصادي، وقدم الدراسة لأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة، والتي لاقت القبول من الجميع».

من هنا، من عروس البحر الأحمر جدة، وافقت غرفة جدة على تأسيس مجلس جدة للتسويق والتي هدفت كما يقول نائب الغرفة زياد البسام في حديث لـ«الشرق الاوسط» إلى التسويق لمدينة جدة استثماريا من خلال إقامة المنتديات والمهرجانات والاستثمارات السياحية والمعارض الدولية، وكان من الطبيعي أن تتبنى منتدى جدة الاقتصادي قبل تسع سنوات، برئاسة صاحب الفكرة عمرو الدباغ».

عمرو الدباغ المولود في عام 1966، ويشغل منذ أربع سنوات منصب محافظ الهيئة العامة للاستثمار بالمملكة العربية السعودية برتبة وزير، تبنى فكرة منتدى جدة الاقتصادي ويعتبر هو صاحب الفكرة بلا منازع كما أكد ذلك رجال أعمال سعوديون لـ«الشرق الأوسط» وعلى رأسهم رئيس الغرفة صالح التركي، الدباغ جند نفسه لرعايتها وأن تكون ذات بصمة عالمية فبدأ من جدة متعاونا مع جامعة هارفارد الأميركية بوضع خطة المنتدى التي انطلقت قبل تسع سنوات في إحدى أفخم قاعات الاحتفالات بجدة بقاعة ليلتي، وانتقلت بعدها إلى قاعة الهيلتون لينتهي بها المطاف هذا العام بالمركز الدولي للمعارض والمؤتمرات، واختار الدباغ حينها شخصيات عالمية ذات تأثير قوي لجذب الإعلام العالمي من خلالهم، حيث استضاف المنتدى مثلا جورج بوش الأب ورفيق الحريري وغيرهما.

منذ البداية وضع الدباغ أهدافا للمنتدى يرى رجال الأعمال والذين وقفوا معه في «مطبخ» الإعداد والانطلاق للمنتدى بأن المنتدى منذ انطلاقه إلى اليوم حقق أهدافه ولعل أبرزها كما يقول السليمان «الوصول إلى العالمية والترويج، بوضع جدة والسعودية بشكل عام على خارطة العالم الاقتصادي وهذا واضح من خلال تعدد وسائل الإعلام والتغطية الإعلامية الناجحة، ومن ناحية الاستفادة من خبرات وتجارب المشاركين تحققت بشكل متفاوت بحسب تطلعات كل شخص».

ويتفق في ذلك البسام بأن الهدف من إقامة منتدى جدة الاقتصادي يتلخص«بإيجاد منصة يتم من خلالها التقاء رجال الأعمال المحليين والإقليميين والعالميين بنقل أفضل التطبيقات الاقتصادية العالمية إلى مدينة جدة وذلك بعرضها من خلال المنتدى، وأيضا إيجاد نقطة ليتناقش أصحاب الاقتصاد والأعمال مع بعضهم بنظريات اقتصادية وعرض التجارب الناجحة في بعض الدول، وإيجاد شراكات وإنشاء أعمال داخل وخارج السعودية».

أهداف وضعها الدباغ على قائمة أعماله لتنظيم منتدى جدة الاقتصادي، وأشرف بنفسه على المنتدى لمدة أربع سنوات، وتركها إداريا ولكنه معها قلبا وفكرا كما يقول السليمان «المنتدى تمثل لعمرو الدباغ بالولد الذي احتضنه واعتنى به، وما زال يتابع أخباره أولا بأول».