الدولار الأميركي يواصل «تلقي الصفعات» وسط مخاوف من الركود الاقتصادي

في ظل اختراق أسعار النفط والذهب مستويات غير معروفة سابقا

الدولار لا يزال ينزف في الأسواق (خدمة كي آر تي)
TT

واصل الدولار الاميركي نزيفه المستمر منذ عدة أيام، حيث تراجع أمس فسجل أدنى مستوى مقابل اليورو الاوروبي وسلة عملات رئيسة. وسجل الدولار مستويات قياسية متدنية مقابل اليورو الاوروبي والفرنك السويسري وسلة من العملات الرئيسة أمس تحت وطأة المخاوف التي تكتنف النمو الاقتصادي الاميركي وتوقعات بمزيد من قرارات خفض الفائدة الاميركية.

كما انخفض الدولار الى ادنى مستوياته امام الين الياباني وسط مؤشرات على ان مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) يرى ضعف الدولار كعامل مساعد للاقتصاد الاميركي. وتراجعت الورقة الخضراء الى اقل من 104 ينات للدولار الواحد، وهو أدنى مستوى تسجله منذ شهر مارس (آذار) 2005.

وفي أسواق النفط العالمية سجل سعر خام نيويورك اعلى معدل له على الاطلاق؛ إذ بلغ 103.05 دولار للبرميل الواحد الجمعة بسبب الضعف القياسي للدولار، حسب المتعاملين.

ووصل سعر البرنت النفط المرجعي لبحر الشمال تسليم ابريل (نيسان) 100.30 دولار للبرميل بانخفاض 61 سنتا. وكان قد بلغ 101.27 دولار الخميس.

ويتسبب ضعف العملة الاميركية في زيادة الطلب على المواد الخام التي يرتبط سعرها بالدولار مثل النفط الخام لأن هذه المواد تصبح رخيصة للبلدان التي تملك عملات اقوى.

وسجلت أونصة الذهب أمس في لندن سعرا قياسيا جديدا، حيث وصلت الى 976.32 دولار في سوق لندن قرابة الساعة 8.30 تغ وحطم بذلك سعره القياسي السابق المسجل الاربعاء عندما بلغ سعر الاونصة 964.99 دولار.

وتزايدت حدة المخاوف من انزلاق الاقتصاد الاميركي الى الركود أول من أمس الخميس بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاعا كبيرا في طلبات اعانة البطالة الاسبوعية في الولايات المتحدة وتأكيد نمو الاقتصاد بمعدل محدود للغاية في الربع الاخير من العام الماضي.

وكان رئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي بين بيرنانكه قد حذر الخميس من ان الاقتصاد الاميركي يواجه مشاكل اكثر تعقيدا من تلك التي شهدها قبل آخر ركود عام 2001، وقال «نواجه مجموعة من المشاكل في وقت واحد منها تباطؤ الاقتصاد والتوتر في الاسواق المالية وضغوط التضخم».

وتتوقع الاسواق الآن أن يقرر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) خفض أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية في مارس (آذار)، بل ان بعض المحللين يتوقعون زيادتها بواقع ثلاثة أرباع النقطة المئوية.

وقال لرويترز آدم كول رئيس وحدة استراتيجيات العملات لدى «ار.بي.سي كابيتال ماركتس» ان السوق مقتنعة فيما يبدو بفكرة الفصل بين ما يحدث للاقتصاد الاميركي وما يجري خارجه «أن الضعف الاميركي يقتصر على الولايات المتحدة وهذا يظهر أثره من خلال ضعف الدولار».

وسجل مؤشر الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسة مستوى قياسيا متدنيا عند 73.560 ويبدو أنه سيسجل أكبر هبوط أسبوعي منذ أكثر من عامين يبلغ 2.5 في المائة.

وانخفض الدولار الى أدنى مستوى له على الاطلاق مقابل العملة السويسرية مسجلا 1.0474 فرنك، كما انخفض الى 104.23 ين مسجلا أدنى مستوى منذ ثلاثة أعوام مقابل العملة اليابانية.

وسجل اليورو الاوروبي أعلى مستوى له على الاطلاق عند 1.5238 دولار وفق بيانات رويترز مواصلا صعوده بعد أن تجاوز مستوى 1.50 دولار يوم الاربعاء.

اونصة الذهب تسجل سعرا قياسيا جديدا وصل الى 976.32 دولار وفي المقابل استمر تألق المعدن الاصفر حيث سجلت اونصة الذهب أمس في لندن سعرا قياسيا جديدا كما بلغ سعر اونصة الفضة اعلى مستوياته منذ اكثر من ربع قرن بسبب تدهور سعر صرف الدولار امام اليورو وارتفاع أسعار النفط.

وارتفع سعر أونصة الذهب الى 976.32 دولار في سوق لندن وحطم بذلك سعره القياسي السابق المسجل الاربعاء عندما بلغ سعر الاونصة 964.99 دولار. كما سجل سعر اونصة الفضة اعلى مستوياته منذ 27 عاما وارتفع الى 19.95 دولار.

وتحظى أسعار المعادن الثمينة بدعم مجموعة من العوامل المؤاتية هي تراجع سعر صرف الدولار وتسارع وتيرة التضخم خصوصا في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وميل اصحاب رؤوس الاموال لاستثمارات لا تتضمن مخاطر امام الاضطرابات التي تقع ضحيتها اسواق الاسهم.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية، هبط المؤشر الرئيس للاسهم اليابانية 2.4 في المائة في نهاية التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية أمس ليسجل أدنى مستوى اغلاق منذ أسبوع.

وشهدت أسهم شركة سوني وشركات أخرى تصدر انتاجها للخارج هبوطا حادا بسبب غموض التوقعات بالنسبة للارباح بعد انخفاض الدولار لأدنى مستوى منذ ثلاثة أعوام مقابل الين الياباني.

وتأثرت سوق الأسهم اليابانية بالمخاوف المتنامية بشأن الاقتصاد الاميركي مما أثر سلبا على أسهم شركات مالية في اليابان مثل مجموعة ميزوهو المالية.

وتراجع مؤشر نيكي القياسي المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى 322.49 نقطة أي بنسبة 2.4 في المائة الى 13603.02 نقطة ليسجل أدنى مستوى اغلاق منذ 22 فبراير (شباط).

وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.1 في المائة أي 28.82 نقطة الى 1324.28 نقطة.

وانخفضت الاسهم الاوروبية أمس وواصلت أسهم البنوك خسائرها وسط تعمق المخاوف بشأن توقعات النمو العالمي ومدى تأثيرات أزمة الائتمان. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.9 في المائة الى 1320.89 نقطة.

وكان من أكبر الخاسرين في القطاع المصرفي بنك «يو.بي.اس» السويسري الذي انخفض بنسبة اربعة في المائة وبنك «اتش.بي.او.اس» وهبط بنسبة 3.2 في «المائة» وباركليز وقد نزل 2.8 في المائة.

الى ذلك فتحت الاسهم الاميركية منخفضة أمس بفعل مخاوف من أن يكون الاقتصاد الاميركي على حافة الركود بعد نتائج فصلية مخيبة للآمال من امريكان انترناشونال غروب (ايه.اي.جي) وديل للكمبيوتر.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 134.33 نقطة أي ما يعادل 1.07 في المائة ليصل الى 12447.85 نقطة.

وفقد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 12.04 نقطة أو 0.88 في المائة مسجلا 1355.64 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 22.54 نقطة أو 0.97 في المائة الى 2309.03 نقطة.