«إي إيه دي إس» الأوروبية تلحق الهزيمة بـ«بوينغ» الأميركية في عقر دارها

بعد أن حصلت على عقد بقيمة 40 مليار دولار لبناء أسطول من طائرات إعادة الشحن للقوات الجوية

صورة وزعتها نورثروب غرومان تبين احدى طائرات الشحن تزود احدى القاذفات بالوقود (إ.ب.أ)
TT

تجاهل البنتاغون عرض شركة بوينغ للحصول على عقد قيمته 40 مليار دولار اميركي لبناء اسطول من طائرات إعادة الشحن للقوات الجوية، واختار بدلا من ذلك فريقا من الشركات يشمل شركة ايرباص.

وسيبني الفريق المكون من «نورثروب غرومان» وشركة «إي ايه دي اس» الشركة الام لايرباص الاسطول المبدئي المكون من 179 طائرة إعادة شحن. وكانت شركة بوينغ قد حصلت على عقد تصنيع الطائرات في البداية، إلا انها انسحبت في عام 2004 بسبب فضيحة مالية ادت الى القبض على مسؤولين في بوينغ والقوات الجوية وسجنهم.

وبالنسبة لشركة «إي ايه دي اس» الشركة المنافسة لبوينغ في مجال الطيران التجاري فإن الفوز، الذي اعلن عنه أول من أمس، بهذا العقد يعني وضع قدم في سوق الطائرات العسكرية الاميركية. وبالنسبة لبوينغ، فإن خسارة هذا العقد تعني ان خط انتاج طائرات 767 سيتوقف مع انخفاض المبيعات التجارية.

وذكر لورين تومسون وهو مستشار في الشؤون الدفاعية في معهد لكسنغتون وهو مركز ابحاث في ارلينغتون «هذا تطور مهم، حيث فازت الشركة غير المتوقعة. وكان الجميع يتوقعون حصول بوينغ على العقد. وتتولى بوينغ ذلك منذ اكثر من نصف قرن. وكان من المعتقد معرفتهم بما تريده القوات الجوية افضل من أي شركة اخرى». وتجدر الإشارة الى ان تصميم الطائرة الخزان كي سي-45 التي ستعيد تموين الطائرات العسكرية اثناء الطيران ستبني اعتمادا على طائرة ايه 330 التجارية. وستحل الطائرات محل الطائرة بوينغ كي سي 135 التي يعتمد تصميمها على الطائرة بوينغ 707.

وقال الجنرال ارثر ليشت، قائد القيادة الجوية المتحركة إنه تم اختيار طائرة نورثروب ايادس لأنه يمكنها حمل «المزيد من الركاب والبضائع والمرضى، ويمكنها حمل المزيد من الوقود واكثر مرونة».

وأوضح وليام باركسدال المتحدث باسم بوينغ لهذا المشروع في بيان مكتوب «من الواضح اننا نشعر بالإحباط. ونعتقد اننا نقدم للقوات الجوية افضل طائرة وقود وأقل مخاطر بالنسبة لمهمتها».

وقال السناتور باتي موري عن ولاية واشنطن، حيث يوجد فيها اكبر مصانع بوينغ «نشعر بغضب شديد من ان هذا القرار يقدم لايرباص وعمالها الاجانب الفرصة لصناعة طائرة خزان لقواتنا. وهو ضربة لقطاع الصناعات الفضائية الاميركية والعمال الاميركيين والرجال والنساء الذين يرتدون الزي العسكري».

وطبقا للعقد الجديد، فإن فريق نورثروب وايادس سيصنع في البداية 179 طائرة خزان للقوات الجوية. وتجدر الاشارة الى ان استبدال 500 طائرة خزان في القوات الجوية يمكن ان تصل قيمته الى مائة مليار دولار عبر عدة عقود من الزمن طبقا لما ذكره المحللون.

وستبني نورثروب مصنعا في موبايل بولاية الاباما، لتجميع الطائرات، التي تعتقد انها ستؤدي الى انشاء ألفي فرصة عمل جديدة. ومن المتوقع دخول أول طائرة في الخدمة في 2013.

وتعتبر القوات الجوية أن إدخال مثل هذه الطائرات الجديدة له أولوية وضروري للحفاظ على أسطولها. وبالاضافة الى ذلك فإن الخدمة تركز على ضمان المنافسة العادلة.

وبعد منح بوينغ عقدا بـ 20 مليار دولار لاستئجار ناقلات نفط، اعترفت دارلين درويون رئيسة قسم المشتريات آنذاك أنها فضلت بوينغ بينما كانت تتفاوض للحصول على عمل لها فيها. وسجنت دارلين مع المدير المالي السابق لبوينغ، بينما وافقت بوينغ على دفع مبلغ 615 مليون دولار حلا للمزاعم القائلة عن سوء تصرف فيما يخص اتفاق الناقلات وغيرها.

وأعادت القوة الجوية المناقصة لمبدأ المنافسة، حيث اشتركت فيها بوينغ وفريق نورثروب ـ ايدز. وكانت المنافسة قوية بسبب وجود اتفاقات قليلة بهذا الحجم. وخلال الأشهر القليلة الأخيرة أنفق كل فريق ملايين الدولارات لطرح عدة تقديمات وشراء اعلانات صحفية وكسب مؤيدين في الكونغرس.

وقال فيليب فينغان محلل الصناعة الدفاعية في تيل غروب بمدينة فيرفاكس إن «التوقع العام كان يعتبر بوينغ في أفضل موقع للفوز بالمناقصة». ولم يكن أداء بوينغ في مجال البرامج العسكرية والأقمار الصناعية حيث لم تنجح التكنولوجيا أو أن تكاليف المشاريع التي تجاوزت حدود الميزانية قد تكون آذت الشركة.

وأضاف فينغان: «هناك حساسية تجاه العلاقة الوطيدة ما بين بوينغ والقوة الجوية» مع فضيحة درويون. بالتأكيد تسعى القوة الجوية الآن لجعل المنافسة ينظر إليها بأنها عادلة ونزيهة. ويأتي جزء من ذلك مع مفاجأة في نهاية المطاف».

وقالت سو سايتون مساعدة سكرتير القوة الجوية للاكتساب، إن الاختيار جعل الخلاف المتعلق بقضية درويون ـ بوينغ جزءا من الماضي. «حدث ذلك قبل نصف عقد».

وقالت بايتون إن المسؤولين من مكتب وزارة الدفاع ومن مكتب محاسبة الحكومة ومكتب المفتش العام في وزارة الدفاع ساعدت على التوثق من أن عملية الاختيار كانت نزيهة وشفافية. وأضافت: «علينا أن ننجزها وأنا لا أرى على الإطلاق أي علاقة بأي شيء مثل العلاقة بما حدث في الماضي».

وكانت المنافسة على مشروع الناقلات موضوع مراقبة من قبل المتعاقدين والمحللين الصناعيين والكونغرس. وتوقعت القوة الجوية أن تعطي العقد في اكتوبر الماضي، لكنها جمدته للتوثق من أن العملية نزيهة وعادلة على طول الخط. وقال مسؤولون إنهم حاولوا جعل المنافسة نموذجا للاكتساب عن طريق توفير أكثر من آصرة تواصلية ما بين الدائرة وكل فريق مشارك في تقديم عرض للمناقصة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)