رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة: ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في السوق العالمية أعاد الاعتبار للقطاع

متوقعا تواصل صعودها خلال السنوات المقبلة

أسعار القمح شهدت صعودا واضحا في الفترة الاخيرة («الشرق الأوسط»)
TT

قال أحمد أعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، إن قطاع إنتاج البدور المختارة بالمغرب عرف انطلاقة جيدة خلال الموسم الحالي، إذ خصص المغرب مساحة 50 ألف هكتار لزراعة البذور المختارة، منها 20 ألف هكتار من الأراضي المسقية.

وأضاف أعياش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تخصيص هذه المساحة الكبيرة من الأراضي المسقية لزراعة البذور المختارة، ومنحها الأولوية في الاستفادة من مياه السقي، يهدف إلى حماية زراعة البذور من مخاطر الجفاف الناتج عن التقلبات المناخية.

وقال أعياش، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الدولي للبذور الذي انطلقت أشغاله أخيرا بالدار البيضاء، أن استعمال البذور المختارة مازال ضعيفا جدا في المغرب، وذلك رغم وجود برنامج حكومي لدعم استعمال الحبوب المختارة في الزراعة منذ 19 سنة. وأشار إلى أن 10% من المساحات المزروعة بالحبوب في المغرب، والتي تبلغ 5 ملايين هكتار، يتم فيها استعمال البذور المختارة، ويرى أن هذه النسبة الضئيلة تفسر إلى حد كبير ضعف مردودية انتاج الحبوب في المغرب. ودعا أعياش السلطات المغربية إلى ربط الاستفادة من مياه السقي ومن تمويلات «القرض الفلاحي» بشرط استعمال البذور المختارة في الزراعة واستخدام المخصبات والاسمدة.

وبصدد الموسم الحالي، أشار أعياش إلى توقيع اتفاقية خلال الاسبوع الماضي بين الكونفدرالية والحكومة من أجل دعم انتاج الحبوب. وقال إن الحكومة خصصت هذه السنة موازنة دعم بقيمة 125 مليون درهم (16 مليون دولار)، والتي تشمل تقديم إعانة مباشرة لشراء البذور وتشكيل مخزون احتياطي من البدور المختارة وتكاليف نقلها إلى المناطق الزراعية.

ويتهيكل قطاع إنتاج وتسويق البذور المختارة في المغرب حول جمعيتين مهنيتين تضمنان منتجين وموزعين من القطاع الخاص، بالإضافة إلى شركة «سوناكوس» التابعة للدولة والمتخصصة في توزيع وتسويق البذور، وهي شركة مطروحة للتخصيص.

ويرى أعياش أن على الدولة أن تتقدم أكثر في مجال تحرير قطاع انتاج وتوزيع البذور بالمغرب، وذلك من خلال فتح رأسمال شركة «سوناكوس»، التي تستحوذ على حصة الأسد من السوق، أمام مساهمات المستثمرين الخواص وإخضاعها للمنطق التجاري. وقال «هذه الشركة تعتبر أداة في يد الحكومة لتفعيل سياستها في هذا المجال، وهذا جيد، لكنها تخل بقواعد المنافسة وهو ما يضر بالشركات التجارية التابعة للقطاع الخاص ويعيق توسعها».

وأشار أعياش إلى أن المغرب بصدد تحيين مخطط تنمية قطاع البذور المختارة، والذي كان قد اعتمده في سنة 1999. وقال «نترقب أن يتم الإعلان عن المخطط الجديد خلال المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس (وسط) نهاية مارس (اذار) المقبل، في إطار الاعلان عن الاستراتيجية الزراعية الجديدة للمغرب».

وأوضح أعياش أن الارتفاع المستمر لأسعار المنتجات الزراعية في السوق العالمية، والذي يتوقع أن يتواصل خلال الثلاثة سنوات المقبلة، أعاد الاعتبار للقطاع الزراعي ووضعه في طليعة الاهتمامات الاستراتيجية بالمغرب.

وأشار إلى أن الكونفدرالية بصدد التفاوض مع الحكومة قصد مراجعة الأسعار المرجعية الداخلية لكي يستفيد المزارعون المغاربة من ارتفاع الأسعار العالمية. وقال «من غير المعقول أن يبقى مستوى السعر المرجعي للقمح اللين في المغرب محصورا في مستوى 250 درهما (32 دولارا) للقنطار، فيما بلغ السعر العالمي للقمح اللين يتجاوز 380 درهما (49 دولارا) للقنطار».

ومن جهته كشف سعود البشير، رئيس مجلس إدارة شركة التنمية الفلاحية «سوجيطا»، أن المشاريع الخمسة المتعلقة بإنتاج البذور، والتي طرحتها الدولة للمنافسة في سياق كراء الضيعات الزراعية التابعة لها لمستثمرين من القطاع الخاص، عرفت إقبالا مهما من طرف المستثمرين. وقال سعود في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، إن اللجنة المكلفة بهذه العملية تلقت 27 اقتراحا بشأن هذه الضيعات الخمسة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 20 ألف هكتار، وتقوم اللجنة بالدراسات التقنية لملفات المشاريع المقترحة قصد تصنيفها وترتيبها من أجل اختيار أفضل المشاريع التي ستضمن استمرارية وتطوير هذه الضيعات، وسيتم الإعلان عن نتائج المنافسة خلال المعرض الدولي للفلاحة بمكناس الشهر المقبل.