السوق تفاجئ المتعاملين بقفزة بـ 1.3 % في أول دقيقة من التداولات

لتغلق على ارتفاع بـ 1.9%

TT

فاجأت سوق الأسهم السعودية جمهور المتعاملين أمس، بارتفاع قوي مع افتتاح التداولات، ليختصر المؤشر العام عناء المرور بـ125 نقطة، بعد تسجيله ارتفاع هذا القدر مع أولى فترات التعاملات أمس، ليحقق في أول دقيقة من التداولات ارتفاعا بمعدل 1.3 في المائة تقريبا. حيث غادرت السوق المستويات التي أغلقت عندها في تداولات أول من أمس، والتي كانت عند مستوى 9837 نقطة، لتفتتح عند مستوى 9963 نقطة، ليصنع المؤشر العام فجوة سعرية، تعكس تدفق الطلبات في بداية التعاملات، والتي فاقت المعروض من أسهم الشركات، لتضطر هذه الطلبات على التسابق للوصول إلى الكميات المبتغاة بأسعار أعلى من الإقفال السابق. وكانت إشارات الارتفاع قد ظهرت في تداولات الاثنين، بعد أن أظهرت السوق تشبعا من التراجع الذي انتابها خلال الثلاثة الأيام الأولى من تعاملات هذا الأسبوع، هذا الالتفاف السعري، ظهرت بوادره مع تخفيف المؤشر العام لحدة الهبوط مكتفيا في التعاملات قبل الأخيرة بالتراجع 30 نقطة تقريبا. وتتشكل ظاهرة الفجوات السعرية عادة بظهور أنباء مؤثرة على أسواق الأسهم بعد إغلاق التعاملات أو قبل افتتاحها، فتدعم تغيير استراتيجيات المتداولين من البيع إلى الشراء أو العكس بحسب نوع الخبر إيجابيا كان أو سلبيا، كما تزيد هذه الأنباء من اتساع مساحة الفجوة خصوصا في حال تأهب السوق للتحرك فنيا، فيزيد هذا المؤثر من وتيرة وقوة الارتداد.

واستمرت هذه المسيرة المتصاعدة طيلة تعاملات الأمس لتغلق السوق عند مستوى 10030 نقطة بارتفاع 192 نقطة (أي بنسبة 1.9%) تعادل 164.2 مليون سهم بقيمة 7.4 مليار ريال (1.97 مليار دولار)، وبالرغم من التغير النقطي القوي نسبيا إلا أن قيمة التعاملات لم تحقق ارتفاعا سوى بـ1.4 في المائة قياسا بتعاملات أول من أمس. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» بشر بخيت مدير مجموعة بخيت الاستثمارية، إلى أن الأداء اللافت الذي ميز سوق الأسهم السعودية أمس، جاء نتيجة لعدة عوامل رفعت نسبة التفاؤل في مسار السوق، حيث حطمت أسعار البترول أرقامها القياسية وان كانت صغيرة نسبيا، إلا أنها أعطت دفعة إيجابية لنفسيات المستثمرين، لعلاقتها بالاقتصاد.

وأفاد أن القفزة التي حققها المعروض النقدي بـ 24 في المائة، حسب إعلان مؤسسة النقد العربي السعودي، عكس نموا عاليا جدا ويكشف عن سيولة مرتفعة، والتي تدعم بالتأكيد سوق الأسهم، بالإضافة إلى استقبال السوق إعلان طرح شركة معادن والتي تعد شركة استراتيجية بالنسبة لنشاطها، خصوصا مع صغر حجم الطرح نسبيا. وأضاف بخيت أن جميع هذه العوامل الإيجابية انعكست أمس على توجهات سوق الأسهم السعودية، متوقعا بوجود هذه العوامل، أن تنهي السوق تعاملاتها الأسبوعية اليوم إيجابيا، خصوصا أن المستثمرين في أسواق المنطقة، أصبحوا يفصلون بين أسعار البترول وأسواق الأسهم العالمية.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» سعد الجارالله محلل فني، أن المؤشر العام اندفع إلى الأمام مع افتتاحية التعاملات، مدعوما بالإشارات الإيجابية التي عكستها المؤشرات الفنية بوصول أسعار أسهم الشركات إلى مناطق ارتداد، ساهم بتقبل المتعاملين لقوة الارتفاع، مفيدا أن العوامل الخارجية عززت هذه التوجه قبل افتتاح التداولات أمس.

وأضاف أن ظهور بوادر اكتفاء السوق الأميركية بالهبوط، بعدد نقاط قليلة جدا، دعم التوجه الذي ميز السوق قبيل الافتتاح، والذي نتج عنه الارتفاع بفجوات سعرية، إلا أن الجار الله أكد قلقه من تكون هذه الفجوات، والتي تعد بعلم التحليل الفني أسبابا مقنعة للتراجع بهدف سد هذه المناطق، والذي يعزز هذا التوجه السيولة الضعيفة التي صاحبت هذا الارتفاع.