أوبك تتجاهل الضغوط السياسية وتبقي الإنتاج بدون تغيير

رئيس المنظمة: ما يحدث في سوق النفط ناجم عن سوء إدارة الاقتصاد الأميركي

TT

اتفق أمس وزراء منظمة أوبك في اجتماعهم الـ148 بالعاصمة النمساوية، فيينا، على إبقاء الإنتاج مستقراً بدون تغيير، مؤكدين أن ارتفاع الاسعار الى مستويات قياسية يرجع الى عوامل أخرى تخرج عن سيطرة المنظمة.

وكانت واشنطن قد طالبت بزيادة رمزية في الانتاج من جانب أوبك للمساعدة على الحد من ارتفاع الاسعار واحتواء أثر الضعف الاقتصادي العالمي. لكن وزراء بدول أعضاء في أوبك قالوا مرارا ان سوق النفط ترتفع بفعل عوامل مثل ضعف الدولار والمضاربات والاضطرابات السياسية وليس لنقص النفط.

وقال شكيب خليل، وزير الطاقة الجزائري، رئيس منظمة أوبك أمس إن تباطؤ الاقتصاد الاميركي سينال من الطلب على النفط حتى نهاية العام الحالي، موضحا ان ارتفاع أسعار النفط هو نتاج سوء ادارة الاقتصاد الاميركي، وهو ما سيفضي أيضا الى انخفاض الطلب على الوقود. وأضاف أن التباطؤ الاميركي قلص قيمة الدولار وشجع على المضاربة في النفط وغيره من السلع الاولية.

وهناك بيانات من ادارة معلومات الطاقة الأميركية أمس عن ارتفاع مخزونات البنزين بالولايات المتحدة، الاسبوع الماضي، الى أعلى مستوى في 14 عاماً. ودعمت هذه البيانات جانباً من موقف اوبك من ان السوق به امدادات وفيرة وزادت مخزونات البنزين المحلية للمرة السابعة عشرة على التوالي، وصعدت 1.7 مليون برميل لتصل الى 234.3 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 29 فبراير (شباط)، وهو أعلى مستوى منذ الاسبوع المنتهي في 28 يناير (كانون الثاني) 1994 عندما بلغ حجم الامدادات 234.5 مليون برميل. وأبلغ خليل مؤتمرا صحافيا عقب اجتماع أوبك «ما يحدث في سوق النفط ناجم عن سوء ادارة الاقتصاد الاميركي، مما يؤثر غالبا في بقية العالم». ومضى يقول «نتوقع تراجع الطلب في النصف الثاني (من العام) وربما تراجعه لبقية السنة بسبب الركود المتوقع في الولايات المتحدة».

وأضاف خليل متحدثا أمس في مؤتمر صحافي بنهاية اجتماع أوبك أن المنظمة لم تبحث خفض الانتاج. واتفقت أوبك على ابقاء انتاجها دون تغيير. وفي السياق ذاته، اعلن وزير النفط الجزائري شكيب خليل ان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ستعقد اجتماعها المقبل في 9 سبتمبر (ايلول) المقبل في فيينا، لكنها قد تعقد اجتماعا طارئا قبل هذا الموعد في حال دعت الحاجة لذلك.

وقال خليل أمام الصحافيين إن اوبك «يمكن ان تجتمع في أي موعد كان اذا تطلبت السوق ذلك. يمكننا ان نجتمع في روما او قبل اجتماع روما»، في اشارة الى المؤتمر المقبل بين الدول المستهلكة والمنتجة للنفط نهاية ابريل (نيسان) في العاصمة الايطالية.

واضاف «في بعض الأحيان يمكن ان نتخذ قرارا حتى بدون الاجتماع. يمكننا ان نتشاور ثم نتخذ قرارا» بتعديل الانتاج اذا تطلب الأمرُ.

وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي أكثر من ثلاثة دولارات أمس في طفرة أعقبت تقريرا حكوميا أظهر تراجعا كبيرا ومفاجئا في امدادات الخام وبعد قرار أوبك إبقاء الانتاج بدون تغيير. وارتفع سعر الخام تسليم ابريل في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 2.93 دولار، أي ما يعادل 2.94 في المائة مسجلا 102.45 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 99.55 الى 102.95 دولار. وكانت الاسعار قد ارتفعت الى مستوى قياسي في نايمكس عندما سجلت 103.95 دولار يوم الاثنين.

من جانبه، قال لـ«الشرق الاوسط» الدكتور شكري غانم ان أوبك حاليا، ليس في وسعها فعل الكثير بشأن الارتفاع الذي تشهده اسعار النفط، مبينا ان اوبك تتحكم في النفط الفعلي وليس النفط الورقي الذي يتسيد الأسواق هذه الايام. وشدد المسؤول الليبي على ان ما يحتاجه العالم من نفط لا يفوق 87 مليون برميل، بينما أن النفط الذي يتم التعامل حوله هذه الايام يفوق التريليون برميل، مشددا على ان المراهنات والمضاربات هي من  الاسباب الرئيسية وراء ارتفاع الاسعار لما فوق 100 دولار.