«فوربس»: 1125 مليارديرا في العالم يملكون 4.4 تريليون دولار

زادوا ثرواتهم بنحو 900 مليار دولار ولأول مرة يخترقون حاجز الألف شخص > بيل غيتس يفقد عرشه > 36 مليارديرا من الدول العربية يملكون نحو 224 مليار دولار

كارلوس سليم الحلو
TT

فقد بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت لقب أغنى رجل في العالم الذي حمله طوال 13 عاما لصالح مواطنه وشريكه في أعمال الخير وارن بافيت، بحسب لائحة مجلة «فوربس» الرابعة عشرة لعام 2008 .

وفي قائمتها السنوية لأكثر الناس ثراء في العالم قدرت فوربس قيمة ثروة بافيت بحوالي 62 مليار دولار بعد ان زاد صافي ثروة بوفيت بمقدار عشرة مليارات دولار نتيجة ارتفاع قيمة أسهم شركة «بيركشاير هاثاواي» القابضة التي يملكها العام الماضي.

وتقدم قطب الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم بثروة تقدر بنحو 60 مليار دولار الى المركز الثاني من الثالث سابقا، بعد ان تمكن من رفع ثروته بحوالي 11 مليار دولار، دافعا غيتس الى المركز الثالث، وقدرت المجلة قيمة ثروة غيتس بحوالي 58 مليار دولار بتراجع قيمته ملياري دولار عن العام الماضي.

واللافت في تصنيف عام 2008 ان عدد الذين يحملون لقب ملياردير تجاوز للمرة الاولى عتبة الالف شخص ووصل الى 1125 شخصا مقابل 946 السنة الماضية. يذكر أن ثلثي المليارديرات في العالم نجحوا في تكوين ثرواتهم بأنفسهم ولم يرثوها.

وقالت فوربس ان صافي اجمالي ثروة مليارديرات العالم قفزت الى 4.4 ترليون دولار بزيادة قدرها 900 مليار دولار عن العام الماضي، مضيفة أن قائمة المليارديرات تضاعفت تقريبا في السنوات الاربع الماضية.

وقالت فوربس ان ارتقاء بافيت الى المرتبة الاولى مسألة جديرة بالملاحظة لانها تزامنت مع اضطرابات مالية وبدء بافيت في ضخ جزء من ثروته للاعمال الخيرية. وقال ستيف فوربس الرئيس التنفيذي للمجلة «رغم انه يهب جزءا من ثروته سنويا فان أسهم بيركشاير هاثاواي وهي مصدر ثروة وارين بافيت ترتفع بسرعة كبيرة».

وأعلن بافيت في يونيو (حزيران) 2006 اعتزامه التبرع بنسبة 85 في المائة من ثروته الى مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية ومؤسسات خيرية أخرى. وكان غيتس يحتكر المركز الاول في قائمة أغنى أغنياء العالم منذ عام 1995 حين أزاح قطب العقارات الملياردير الياباني يوشياكي تسوتسومي.

اما سليم، وهو متعامل سابق في سوق الاسهم فقد اشتهر بشراء الشركات الخاسرة بأسعار زهيدة وتحويلها الى شركات تحقق أرباحا ضخمة. وكون ثروته من خصخصة شركة تليمكس الحكومية المكسيكية التي كانت تحتكر خدمة الهواتف.

واظهرت القائمة وجود 226 مليارديرا جديدا، منهم 77 أميركيين، و35 من روسيا و28 من الصين و19 من الهند. وحصلت الهند على نصيب الاسد من مراكز القائمة حيث حل في المركز الرابع عملاق الصلب لاكشي ميتال وبلغت ثروته 45 مليار دولار.. والتقدم الابرز في لائحة فوربس كان للهندي انيل امباني الذي زاد ثروته بحوالي 23.8 مليار دولار وشقيقه موكش امباني الذي زاد ثروته بـ 22.9 مليار دولار. وهما وريثا مؤسسة «ريلاينس إنداستريز» التي تعتبر اكبر مجموعة خاصة في الهند.

وفي المركز السابع حل إنجفار كامبراد مؤسس شركة إيكيا بثروة تقدر بمبلغ 31 مليار دولار. اما المركز الثامن فكان من نصيب هندي آخر هو كيه بي سينج بثروة تقدر بثلاثين مليار دولار. وفي المركز التاسع حل ملك الالومنيوم في روسيا أليج ديريباسكا بثروة تقدر بـ 28 مليار دولار.

وذهب المركز العاشر إلى الالماني كارل ألبريشت صاحب سلسلة «ألدي» الشعبية للمواد الغذائية في ألمانيا بثروة وصلت إلى 27 مليار دولار.

وكان ألبريشت هو الوحيد في بلاده الذي ذكر ضمن هذه القائمة حيث احتل المركز العاشر فيها.

والأمر اللافت ايضا في تصنيف هذه السنة هو صغر سن الاثرياء الجدد لاسيما بفضل الثروات الشابة من روسيا والصين حيث بلغ معدل أعمار الأثرياء 61 عاما (مقابل 62 عاما السنة الماضية)، بينهم ما معدله 46 عاما في روسيا و48 عاما في الصين. كما ان الاثرياء الذين تقل اعمارهم عن 40 عاما بلغوا رقما قياسيا هو 50 نصفهم دخلوا القائمة هذا العام فقط .

وأصغر ملياردير في العالم عمرا هو مارك زوكربيرج ،23 عاما، مؤسس موقع فيس بوك الاجتماعي على شبكة الانترنت. وقدرت المجلة ثروته بنحو 1.5 مليار دولار وقالت انه أصغر ملياردير عصامي يظهر في تصنيفات فوربس على الاطلاق واحتل المرتبة 785.

وتضم قائمة المليارديرات الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما سيرجي برين ولاري بايدج مؤسسي محرك البحث غوغل بثروة تصل إلى 18.7 مليار دولار.

وانعكاسا لانخفاض قيمة الدولار في الاسواق العالمية وزيادة عدد المليارديرات في أنحاء العالم لم ينجح الاميركيون سوى في احتلال أربعة مراكز فقط في قائمة أغنى أغنياء العالم بالمقارنة مع عشرة مراكز احتلها أميركيون قبل عامين.

ولكن رغم الاضطرابات التي عاشتها الاسواق وتراجع قيمة العملة الخضراء، فان ما يتعلق بترتيب الدول، تبقى الولايات المتحدة الدولة الاولى في العالم من حيث عدد اصحاب المليارات، حيث هناك 469 مليارديرا يمثلون 42 في المائة من العدد الاجمالي، و37 في المائة من القيمة الاجمالية للثروات.

وفي اشارة على تصاعد قوة الاقتصادات الناشئة، أظهرت قائمة فوربس أن دولا أخرى نجحت في إبعاد أغنياء الولايات المتحدة عن احتلال المراكز المتقدمة في القائمة من بينها الهند التي قدمت اربعة مليارديرات ضمن قائمة اغنى عشر شخصيات.

وضمت روسيا 87 مليارديرا لتصبح ثاني دولة من حيث عدد اصحاب المليارات لتزيح بذلك المانيا الى المركز الثالث حيث وصل عدد المليارديرات فيها الى 59 شخصا. وفي الهند 53 مليارديرا والصين 42 والبرازيل 18 اي اكثر من فرنسا التي تعد 14 مليارديرا.

وفي الصين فان اغنى شخص هو امرأة تدعى يانغ هويان وريثة مؤسسة عقارية وتبلغ من العمر 26 عاما (المرتبة 125 مع ثروة تقدر بـ 7.4 مليار دولار).

* الثروات العربية

* وعلى صعيد المنطقة ارتفع نادي المليارات العرب الى 36 شخصا. كما ازداد إجمالي الثروات العربية الى 223.6 مليار دولار، ورغم ذلك بقيت نسبتها صغيرة عند مقارنتها بثروة 1125 مليارديرا بلغت اجمالي ثرواتهم 4.4 تريليون دولار، مرتفعة 900 مليار عن العام الماضي. وتصدرت السعودية المركز الاول بـ 13 مليارديرا باجمالي ثروات بلغت نحو 77.7 مليار دولار. ثم لبنان بسبعة مليارديرات، وتلت الامارات بخمسة مليارديرات، والكويت ومصر لكل منهما 4 مليارديرات. هذا بالاضافة الى المكسيكي من اصل لبناني رجل الصناعة كارلوس سليم، الذي صعد الى المركز الثاني الذي رفع ثروته بنحو 11 مليارا لتصل ثروته الى 60 مليار دولار. كما تراجع رجل الاعمال البريطاني من اصل سوري سيمون حلبي الى المركز 260 رغم ان ثروته صعدت الى 4.4 مليار دولار. وهبط رجل الاعمال البريطاني من اصل عراقي نظمي اوجي الى المركز 396 من 382 كما تراجعت ثروته الى 2.9 مليار دولار من 3.1 مليار دولار. وتراجع العماني من اصل هندي بي ان سي مينون الى الترتيب 897 من 754 بثروة بقيت على حالها وبلغت 1.3 مليار دولار.

ولكن الحدث الابرز في قائمة المنطقة هذا العام، تواصل تراجع مركز الامير الوليد بن طلال وبقاء خروجه من قائمة أغنى 10 اشخاص في العالم. فقد تراجع الامير السعودي، 51 سنة، الى المركز التاسع عشر بعد ان كان في التصنيف الثالث عشر في العام الماضي، بعد ان كان ثامنا في العام السابق، وخامسا في عام 2005، رغم ان ثروته ارتفعت هذا العام بنحو 700 مليون دولار لتبلغ 21 مليار دولار. وتبعه في القائمة المستثمر الكويتي ناصر الخرافي الذي تقدم الى التصنيف 46 من 52، بعد ان ارتفعت ثروته الى 14 مليار دولار من 11.5 مليار دولار. ونجحت عائلة ساويرس المصرية في تعزير مواقعها في القائمة لمصر، حيث تحسن موقع رجل الاعمال المصري نجيب ساويريس بشكل كبير الى 60 من 62 كما ارتفعت ثروته من 10 مليارات دولار الى 12.7 مليار دولار. في حين تقدم تصنيف اونسي ساويريس الناشط في مجال الاتصالات، الذي قفز من المركز 129 الى 78، بعد ان زاد ثروته من 5 مليارات دولار الى 9.1 مليار دولار.

ورغم ان رجل الاعمال السعودي الناشط في قطاع النفط محمد العامودي رفع ثروته بمليار دولار الى 9 مليارات دولار، إلا أنه هبط الى 97 من المركز 86. وواصل تصنيف المستثمر الاماراتي عبد العزيز الغرير وعائلته بالتراجع الى الموقع 100 بعد ان كان 86 رغم ان ثروته ارتفعت 900 مليون دولار الى 8 مليارات دولار.

هذا وتقهقر تصنيف رجل المال السعودي سليمان الراجحي الى المركز 107 من 99 رغم ان ثروته صعدت الى 8.4 مليار دولار من 7.4 مليار دولار، أما رجل الاعمال السعودي معن الصانع الذي دخل لاول مرة في العام الماضي فتراجع ترتيبه الى 112 من المركز 97 مع ان ثروته ازدادت 600 مليون دولار لتبلغ 8.1 مليار دولار. واللافت في اللائحة الجديدة رجل الاعمال السعودي محمد بن عيسى الجبر الذي حسن موقعه بشكل دراماتيكي حيث انتقل الى المركز 194 بعد ان كان يحتل الترتيب 891، وثروته بنحو 4.3 مليار دولار الى 5.3 مليار دولار.

كما حسن رجل الاعمال السعودي صالح كامل، الناشط في قطاع المقاولات والمال، بالاضافة الى قطاع الاعلام، موقعه الى التصنيف 214 الى 249 بعد ان ارتفعت ثروته الى 4.7 مليار دولار من 3.5 مليار دولار.

وتقدم سعد الحريري الى الموقع 334 من المركز 407 بعد ان رفع ثروته الى 3.3 مليار دولار من 2.3 مليار دولار. وجاء بعده رجل المال السعودي عبد الله الراجحي بالترتيب 349 بثروة قدرها 3.2 مليار دولار. في حين ان رجل الاعمال السعودي سليمان القصيبي الذي انضم الى القائمة في العام الماضي، حسن موقعه بشكل بارز حيث تقدم بقوة الى الترتيب 368 من الموقع 717 بثروة 3 مليارات دولار من 1.4 مليار دولار. ومن عائلة ساويريس المصرية ايضا تقدم سامح ساويريس في الترتيب الى 396 من 664 بثروة بلغت 2.9 من 1.5 مليار دولار كما انضم الى القائمة الاماراتي سيف الغرير واحتل المركز 412 بثروة تقدر 2.8 مليار دولار.

ومن الكويت تحسن تصنيف رجل الاعمال باسم الغانم الى 412 من 618 بعد زيادة ثروته 1.2 مليار دولار الى 2.8 مليار دولار. اما قتيبة الغانم فقد تقدم هو الاخر الى الترتيب 412 بعد زيادة ثروته 1.2 مليار دولار الى 2.8 مليار دولار. هذا وتراجع تصنيف رجل الاعمال السعودي خالد بن محفوظ وعائلته الى 412 من 279 بعد ان فقد 300 مليون من امواله، لتصل ثروته حاليا الى 2.8 مليار دولار. في حين ان المليارديرين اللبنانيين، نجيب ميقاتي وطه ميقاتي فقد تراجع مركزهما الى 446 من 407 رغم ان ثروتهما صعدت 300 مليون دولار الى 2.6 مليار دولار لكل منهما.

اما رجل الاعمال الاماراتي الحبتور فقد هبط مركزه الى 462 من 369 رغم ان ثروته لم تتغير وبقيت 2.5 مليار دولار. ثم جاء ايمن وفهد الحريري اللذان حسنا تصنيفهما الى 524 من 618 بعد ان ازدادت ثروة كل منهما 700 مليون دولار الى 2.3 مليار دولار. وعاد رجل الاعمال الكويتي محمد البحر ليحسن وضعه في القائمة، واحتل المركز 573 من 717 بثروة تبلغ 2.1 مليار دولار من 1.4 مليار دولار.

بينما تراجع مركز رجل الاعمال الاماراتي عبد الله الفطيم بشكل لافت الى 605 من 287 بعد ان هبطت ثروته الى ملياري دولار من 3 مليارات دولار. تبعه متراجعا رجل الاعمال السعودي محمد الراجحي الى المركز 743 من 664 رغم ان ثروته ارتفعت 100 مليون دولار لتبلغ 1.6 مليار دولار.

وقالت فوربس ان ثروة ارملة الراحل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري ارتفعت بنحو 400 مليون دولار الى 1.4 مليار دولار، لتتقدم الى المركز 843 من 891. بينما احتلت ابنتها هند الحريري، التصنيف 1014 بثروة قدرها 1.1 مليار دولار.

وانضم الى القائمة الجديدة لاول مرة من لبنان سعيد خوري الذي احتل الترتيب 962 بثروة 1.2 مليار دولار، وحسيب صباغ في الترتيب 1062 بثروة قدرها مليار دولار. كما تراجع ترتيب مهدي التاجر الى 1062 من 891 وبقيت ثروته على حالها وهي مليار دولار.