السوق السعودي بين تفاؤلية انعدام المؤثرات السلبية و«تشاؤم مشروط»

بعد ضبابية اتجاه المؤشر العام.. وترقب نتائج الربع الأول

TT

تستأنف سوق الأسهم السعودية تعاملاتها اليوم، بعد توقف لإجازة نهاية الأسبوع، والتكهنات تخيم على أوساط المتعاملين بين متفائل بقدرة السوق على استكمال مشوار الارتفاع، وبين تشاؤم مشروط بمستوى النتائج المحققة لشركات السوق في قوائم الربع الأول من العام الجاري. ويتجه البعض إلى التوقعات الايجابية في قراءة توجهات السوق خلال تعاملات الأسبوع، خصوصا أنه ليس هناك ما يستدعي التخوفات التي تضغط على المؤشر العام، بينما في المقابل يرى البعض أن النتائج المرتقبة للشركات خلال الربع الأول هي المحك الفعلي في قدرة السوق على مواصلة الارتفاع، قياسا بالمستويات السعرية الحالية. أمام ذلك أشارت مجموعة بخيت الاستثمارية في تقريرها الأسبوعي، الى أن سوق الأسهم السعودية، تراجعت في تعاملات الأسبوع الماضي متأثرة بعمليات بيع لجني الأرباح طالت غالبية الأسهم، على الرغم من الأسعار الجذابة التي تشهدها، وبالأخص الأسهم القيادية، مفيدة بأن السوق مازالت تميل إلى التأثر بالعوامل الخارجية الاقتصادية والأمنية.

وأوضح التقرير أنه يلاحظ ذلك من خلال انخفاض معدلات التداول في السوق لتصل إلى 7 مليارات ريال (1.86 مليار دولار) يوميا، وهو أدنى معدل تداول تشهده السوق منذ 4 أشهر، إلا أن السوق استطاعت أن تعوض جزءاً من خسائرها بنهاية الأسبوع مدفوعةً بمكاسب عدد من الأسهم القيادية وبالأخص في قطاع البتروكيماويات.

ورجح التقرير أن يواصل قطاع البتروكيماويات نموه، في ظل مشاريع التوسعة التي تقوم بها شركات القطاع واستقرار أسعار مواد البتروكيماويات عند أعلى مستوياتها حاليا، بالإضافة لارتفاع أسهم قطاع البنوك في ظل النمو المتوقع في النشاط التجاري التقليدي لهذا القطاع، خصوصا في مجال القروض بعد إقرار نظام الرهن العقاري. وتوقع التقرير الصادر من مجموعة بخيت الاستثمارية، انحسار التذبذبات خلال الأسبوع المقبل وعودة السوق للارتفاع تدريجيا في ظل المؤشرات الاقتصادية المطمئنة، حيث أن أسعار النفط عند أعلى مستوياتها حاليا ولا توجد مؤشرات قد تدفعها لتراجعات حادة حاليا، وتبقى النظرة متفائلة حول ربحية الشركات المستقبلية وفرصها التوسعية في ظل الإمكانات والسيولة المتوفرة لديها.

في المقابل أكدت مجموعة كسب المالية، أنه مع وجود توقعات مسبقة لدخول السوق في الأسبوع الماضي في موجة جني أرباح، إلا أن الضغط على المؤشر العام وعلى أسهم بعض الشركات شهد مبالغة في الانخفاض، خصوصاً في اليوم الأخير، إلا أن «كسب» في تقريرها تبرر الانخفاض عموما بالارتفاعات التي شهدها المؤشر العام خلال الأسبوعين الماضيين، والتي بلغت 16 في المائة.

ويرجح التقرير أن تضارب توقعات المتداولين حول اختراق مستوى الحاجز النفسي أو كسره، دفعت المؤشر العام منذ بداية الأسبوع الماضي إلى عدم الابتعاد كثيرا عن مستوى 10 آلاف نقطة، مما يعكس الأثر النفسي لدى المتعاملين حال وصول المؤشر إلى حواجز نفسية، وهو الأمر الذي يعطي للشائعات مجالا أكبر للانتشار ومحاولة التأثير على نفسيات المتعاملين بناء على مصالح أصحاب تلك الشائعات. ويذكر تقرير «كسب» أنه قياسا بمضاعف الربحية للسوق الذي يقف عند المستوى 21 مرة، يعكس بشكل واضح وصول أسعار أسهم بعض الشركات إلى مستويات مبالغ بها ولا تعكس أرباحها المحققة، وبالمقابل تؤكد «كسب» أن بعض الشركات والقطاعات ما زالت الفرصة أمامها مهيأة لارتفاعات جيدة بناء على مؤشراتها المالية.

وتوقعت «كسب» أن تخضع حركة المؤشر العام خلال الفترة المقبلة إلى توقعات أرباح الشركات المدرجة، حيث أن مكرر الربحية الحالي للسوق يعني أن الشركات يتوقع لها تحقيق أرباح جيدة خلال الربع الأول من العام الجاري، إلا أن التقرير يرى أنه في حال لم تتحقق هذه النتائج المرجوة فان مستوى المؤشر العام سيكون مبالغا في تقييمه.