الصغار

TT

من خلال قراءة متأنية في اكتتاب شركة «سبيكم» ومن خلال الإعلان الرسمي تبين أن صغار ملاك الشركة هم الذين لم يكتتبوا ولكي نوضح الموضوع دعوني أعود لأصل القصة. «سبكيم» شركة سعودية تعمل في قطاع الكيماويات وتتداول أسهمها في سوق الأسهم السعودية في المرة الأولى رفعت الشركة رأسمالها عبر منح أسهم مجانية مولت من احتياطي أرباح الشركة. في المرة الثانية والتي تمت الأسابيع الماضية رفعت الشركة رأس مالها عبر اكتتاب خاص يعرف باكتتاب حقوق الأولية وهي أن الأولوية تكون لحملة الأسهم وقد حدد الاكتتاب بواقع سهمين لكل ثلاثة أسهم. المفاجأة غير السارة لي أن 82 في المائة من حملة الأسهم لم يكتتبوا رغم نجاح الشركة، حيث ان البيانات تدلل على ذلك، فقد بلغ صغار المساهمين 491.7 ألف مساهم، الا انهم لا يملكون سوى 7 في المائة من الأسهم المستحقة. فيما أكتتب 108.3 ألف مساهم يمثلون 18 في المائة من المساهمين ولكنهم من الكبار حيث يملكون 93 في المائة من أسهم الشركة، وغطوا الاكتتاب بواقع 159 في المائة. ومن خلال هذا العرض يتضح أن الصغار لم يكتتبوا والكبار اكتتبوا بحكم اطلاعهم على الاستشارات المتاحة. الأمر الآخر أنه قد يكون خبر الاكتتاب لم يصل للصغار أو قد يكون اختلط عليهم الأمر في أسعار الأسهم التي لاتغطى حيث حدد لها أسعار أعلاها 29 ريالا. المهم أن هناك خطأ ما قد حدث عند الصغار استفاد منه الكبار.. إذ كيف انهم لم يكتتبوا بسهم حددت قيمته بخمسة عشر ريالا فيما يتم تداوله في السوق بنحو 36 ريالا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف نمنع هذا الخطأ ونحمي الصغار؟

هناك مجموعة عوامل منها، أن تلزم الشركة بإعلانات واضحة في وسائل إعلام قوية تحدد بنحو أربع مقروئة واربع مرئية واربع مسموعة وبواقع مرة لكل يوم من ايام الاكتتاب. فنحن نرى حملة قوية للشركات عند بداية طرح أسهمها ولكن هذه القوة تخبو في حقوق الأولوية. الأمر الآخر أن يتم إنشاء جمعية تهتم بحقوق الأكثرية غير المؤثرة فنحن رأينا كثرة عدد المساهمين ولكن حصتهم ضعيفة، ويكون من واجبات هذه الجمعية ابلاغ المساهمين الصغار عبر رسائل جوال بمواعيد الاكتتاب وقبل ذلك تجري دراسة عن الشركة وتبلغ صغار المساهمين بنتائج الدراسة وهل توصي بالمساهمة من عدمه ووفق نتائج الدراسة.

وبمثل هذه الطريقة يمكن حماية الصغار الذين لا تساعدهم الظروف على البحث ولا تساعد أوضاعهم المادية على شراء نتائج البحث. وإذا كانت نتائج هذه الجمعية جيدة وكان هناك أسهم لم يكتتب بها تخصص للجمعيات الخيرية التي تدفع قيمتها وتستفيد من ريعها لدعم مشاريعها.