السوق «تصر» على التراجع وسط ضبابية حول موعد إدراج «زين»

أنهت تداولات الأسبوع بهبوط طفيف

متداولون يتابعون حركة الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أبت سوق الأسهم السعودية أمس إلا أن يكون التراجع هو سمة ختام تعاملاتها خلال الأسبوع الجاري الذي انتهى أمس الأربعاء، حيث عاود المؤشر العام لتسجيل انخفاض جديد، مواصلا بذلك سلسلة التراجعات التي امتدت منذ مطلع الأسبوع باستثناء تداولات أول من أمس الثلاثاء فقط التي جاءت إيجابية. وتأتي التراجعات متأثرة بالآراء التي طرحت حول الظروف التي تلف السوق، أهمها حالة الترقب التي ترافق إدراج سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين السعودية).

ويذهب ماجد بن عبد الله الحربي، المحلل الفني السعودي، إلى أن انخفاض أمس جاء نتاجاً طبيعياً لما آلت إليه نتائج اجتماع شركة «زين» حيث لم يحدد موعد إدراج السهم بعد أن كان الانتظار حاميا في أوساط قوى ومحركات السوق.

وكان اجتماع مجلس إدارة شركة «زين» قد انفض أمس بدون الإشارة إلى توقيت معين لإدراج سهم الشركة في سوق الأسهم السعودية لينضم إلى قطاع الاتصالات، بل تركزت معظم نتائج الاجتماع حول توقعات موعد صرف الأرباح وترشيح أعضاء مجلس الإدارة وتوقع أعداد المشاركين في خدمات الشركة.

واكتفت الشركة أمس بالتأكيد على رغبتها العارمة في إدراج سهمها في أسرع وقت إلا أن الإجراءات التي تتطلب بعض الوقت مع وزارة التجارة والصناعة ـ على حد وصفها ـ، مشيرة إلى أنه في حال الانتهاء منها سيدرج السهم مباشرة في السوق، الأمر الذي يزيد من استمرار ضبابية موعد الطرح حتى الآن.

وهو ما يؤكده لـ«الشرق الأوسط» يوسف الرحيمي، محلل فني سعودي مستقل، والذي يرى أن ضبابية موعد الطرح سترشح أن تبقى السوق تحت وطأة سيناريو واضح جدا لن يتعدى في أقصاه التذبذب الناعم بتراجع طفيف أو ارتفاع محدود بينما ستكون السيولة في معدلاتها الحالية بين 5 و8 مليارات ريال فقط.

ولفت الرحيمي أن الآمال كانت معلقة خلال الفترة الماضية على تحديد موعد الطرح ليتسنى لقوى السوق إدارة المحافظ وتحديد استراتجياتها خاصة مع قدوم اكتتاب ضخم آخر يتمثل في مصرف الإنماء الذي تحدد في السابع من شهر أبريل «نيسان« المقبل.

بينما يشير الحربي في حديثه لـ«الشرق الأوسط« إلى أن عدم تحديد موعد للإدراج سيذهب بسوق الأسهم نحو نمطية معتادة من التداولات الرتيبة حيث ليس من الحكمة توجه المحافظ المؤسساتية أو التابعة للأفراد للمخاطرة بضخ سيولة من الريالات دون وجود رؤية واضحة لمستقبل السوق.

في حين يلفت الرحيمي إلى أنه رغم الظرف الحالي حول ضبابية طرح «زين« ستكون الترجيحات تميل تجاه الأداء الرتيب أو بعبارة أخرى تداولات غير متفاعلة أو حيوية نتاجا لحفظ السيولة في الخارج وتحديد وجهتها القادمة والاستفادة من بناء مراكز في سهم «زين« عند الإدراج وكذلك المشاركة في اكتتاب في أسهم مصرف الإنماء.

وشدد الرحيمي على أن سوق الأسهم السعودية بما تمر به حاليا من رتابة تظل مؤشراتها الإيجابية واضحة للعيان وذات جاذبية عالية جدا مبررا ذلك بعدد من العوامل منها قوة أداء ونتائج الشركات الكبيرة ، الى جانب تمسك المحافظ والأفراد بأسهم في الشركات القيادية وتعزيزها ودعمها في الوقت الملائم، بروز قطاع الشركات البتر وكيماويات وبأسعار لا تزال منخفضة مقارنة بالنمو الهائل والإيرادات الضخمة المتوقعة لتلك الشركات.

ويذهب الرحيمي إلى أن تلك المحفزات والعوامل ستكون إيجابية للسوق على المدى القريب جدا ربما لن يتجاوز الربع الثاني من العام الجاري حيث سيكون وضع الاكتتابات الكبيرة واضحة وكذلك الفرصة متاحة للجميع بما فيه المؤسسات والأفراد للتداول بحيوية، مشيرا إلى أن انخفاضات تحت حاجز 8500 نقطة ستكون صعبة للغاية خلال الوقت الراهن.

وكانت سوق الأسهم السعودية قد سجلت أمس انخفاضا طفيفا 14.05 نقطة تمثل 0.14 في المائة ليغلق المؤشر العام عند 9891.80 نقطة، بتداول 230.5 مليون سهم، بقيمة 9.1 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، نفذت من خلال 182.5 ألف صفقة.