تراجع طفيف للسوق وسط تضارب في اتجاه «القيادات»

بروز الاهتمام بشركات المضاربة مع ضبابية اتجاه المؤشر العام

جانب من تداولات الاسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

تراجعت سوق الأسهم السعودية على استحياء، بعد أن شهدت تعاملات أمس هبوطا بـ8 نقاط فقط، والذي أعقب ارتفاع أول أمس والذي اشاع التفاؤلات بشأن التوقعات حول تخلص المؤشر العام من المسار الهابط الذي طبعها في الفترة الماضية، لتأتي التداولات الأخيرة معلنة الرفض الخجول لهذا العرض المقدم من المتابعين للسوق.

وفرض التضارب في مسار أسهم الشركات القيادية على السوق الظهور بهذا السلوك، ليمتنع المؤشر العام عن البت النهائي في قدرة السوق على مسايرة الرغبة الجامحة التي تظهرها أسهم الشركات في تعويض القليل من الخسائر الكبيرة خلال التراجعات الماضية، والتي أفقدتها مشوار تصحيح المسار الذي بدأته بعد انهيار فبراير (شباط) 2006.

وظهر التضارب في حركة أسهم القيادات من خلال استقرار أسهم شركة سابك وأسهم شركة السعودية للكهرباء، وتراجع أسهم مصرف الراجحي بمعدل 1.2 في المائة، مع ارتفاع أسهم شركة والاتصالات السعودية بنسبة 1.2 في المائة، الأمر الذي جعل الشركات تنقسم في تحديد مسارها بحسب القرب من نشاط القائد، والذي نتج عنه أن تكون أصوات الغالبية في صالح المؤشر العام.

حيث انخفضت أسهم 50 شركة مقابل ارتفاع 37 شركة، بعد أن توجهت 4 قطاعات للانخفاض، مع ارتفاع 3 قطاعات، في مقدمتها القطاع الزراعي الصاعد بمعدل 1.7 في المائة، ثم قطاع الاتصالات بـ1.1 في المائة، يليه القطاع الصناعي الصاعد بنسبة ضعيفة جدا تعادل 0.06 في المائة فقط.

في هذه الأجواء انعكس الاهتمام بأسهم شركات المضاربة والتي أظهرت نوعا من الأداء الايجابي مقارنة بالشركات الرئيسية، بعد أن تمكنت شركات المضاربة من تسجيل ارتفاعات ملحوظة تميزت بارتداء اللون الأخضر بين شركات السوق، مما لفت انتباه المتداولين، الذين باتوا يترقبون انفراج الغمة عن أسهم شركة أنعام القابضة غدا. وفيما تنهي السوق اليوم تعاملات الأسبوع الحالي فقد فقدت التعاملات إلى أمس قرابة 292 نقطة تعادل 3.1 في المائة قياسا بإغلاق الأسبوع الماضي، كما أن تداولات اليوم تعد الأخيرة قبل دخول السوق في التنظيمات الجديدة والتي تبدأ السبت المقبل من خلال إعادة هيكلة القطاعات إلى 14 قطاعا بالإضافة إلى إعادة احتساب المؤشر العام.

وقد أكد لـ«الشرق الأوسط» سليمان العلي مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية ترفض الخنوع لرغبة السوق في التراجع، والذي يظهر جليا على أسهم الشركات المضاربية والتي يعني ارتفاعها غالبا الطمأنينة التي تكتسح المتداولين في مستقبل حركة السوق، مفيدا أن الجرأة بدخول هذه النوعية من الأسهم لا يكون في وقت الحذر. وأوضح أن هذا السلوك غالبا ما ينتج عن الانطباع الجيد الذي يكسبه المتعاملون عن مسار المؤشر العام، والذي زاد من الثقة في حركته بعد الهبوط الطفيف أمس رغم وجود مقومات الهبوط الداخلي مع ارتخاء أسهم الشركات القيادية أمس، إلا أن العلي يرى أن السبب الرئيسي في التوجه المضاربي يعود للشائعات التي تدور حول قرب انفراج أزمة تمسك أسهم «أنعام القابضة» في النسب الدنيا مع ارتفاع كميات التداول الأحد الماضي. في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي محلل فني سعودي، أن المؤشر العام لم يستطع ابداء أي رغبة في تجيل حركة سعرية يعتد بها فنيا، إلا أن الاستقرار بحد ذاته بعد ارتفاع أول من أمس، يصب في خانة الايجابية، والتي جاءت أمس مع تدني مستويات السيولة، والذي يعكس أن هذا الهبوط وهمي من ناحية التحليل الفني.