بولسون: اقتصاد أميركا يمر بوقت عصيب

الدولار ينتعش بعد بيانات اقتصادية في الولايات المتحدة

TT

قال وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون أمس، ان الاقتصاد الاميركي تراجع بشدة، ويواجه الآن ثلاثة شهور عصيبة.

وفي حديث مع الصحافيين خلال زيارة لبكين تفادى بولسون الاجابة عن سؤال، عما اذا كان الاقتصاد مهدد بالسقوط في براثن كساد، وهو ما قال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي أول من امس الاربعاء انه احتمال وارد.

وقال بولسون «لا شك في أننا مقبلون على ربع عام عصيب، وأن الاقتصاد تباطأ بشدة».

لكنه اضاف ان تباطؤ قطاع الاسكان المسؤول الى حد كبير عن تراجع الاقتصاد كان أمرا ضروريا.

وقال بولسون «نحتاج الى هذا النوع من التصحيح. انه ليس امرا سارا ولكننا بحاجة له».

وكان يشير الى انخفاض أسعار المساكن وتباطؤ بناء المساكن في الولايات المتحدة.

ولليوم الثاني على التوالي، اشاد بولسون بالصين لسماحها لعملتها بالارتفاع بوتيرة أسرع، وهو مطلب قائم منذ وقت طويل لادارة الرئيس جورج بوش.

وارتفعت العملة الصينية (الرنميمبي) اربعة في المائة امام الدولار في الربع الاول من العام، وزادت حتى الآن 18 في المائة منذ يوليو (تموز) 2005. وقال بولسون ان سعر صرف أقوى سيساعد الصين على التصدي للتضخم الذي يقترب الآن من أعلى مستوى في 12 عاما عند 8.7 في المائة.

واضاف قائلا للصحافيين انه رغم ان الصين ستفقد بعض الوظائف مع تكيف اقتصادها للعملة الاقوى، فليست هناك أي بوادر على أن النمو الاجمالي تضرر من اجراء ارتفاع سعر الصرف.

وفي اسواق الصرف العالمية ارتفع الدولار الاميركي بصفة عامة أمس، ليسجل أعلى مستوى منذ ثلاثة أسابيع مقابل الين الياباني، بعد أن أشارت سلسلة من البيانات الاميركية أفضل من المتوقع في الأيام الأخيرة الى أنه قد لا يتعين خفض أسعار الفائدة بالحدة المتوقعة من قبل.

وتزايدت وتيرة تحسن الدولار أمام اليورو الاوروبي، بعد أن انخفضت على غير المتوقع مبيعات التجزئة في منطقة اليورو بنسبة 0.5 في المائة خلال فبراير (شباط) الماضي، فيما يشير الى أن مؤشرات ضعف النمو الاقتصاد، ربما بدأت تؤثر على انفاق المستهلكين في المنطقة. وقال محللون ان معنويات المستثمرين تجاه الدولار تحسنت منذ أعلن بنك يو.بي.اس السويسري، شطب أصول ضخمة هذا الاسبوع، مما أثار الآمال في انتهاء محنته، وبعد أن نجح بنك الاستثمار ليمان براذرز في جمع أربعة مليارات دولار لدعم وضعه المالي.

كما انعش الدولار تقرير صدر أمس بانكماش قطاع الخدمات الاميركي دون المتوقع في مارس (اذار). وسجل المؤشر غير الصناعي لمعهد ادارة التوريدات 49.6 في مارس، مرتفعا قليلا من 49.3 في فبراير (شباط) لكن دون مستوى 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش.

وينتظر كثيرون في الاسواق تقرير الوظائف الشهري اليوم الجمعة، بعد أن أظهر تقرير من مؤسسة ايه.دي.بي أول من أمس الاربعاء، أن عدد الوظائف بالقطاع الخاص زاد بمقدار ثمانية آلاف بينما كانت التوقعات تشير الى انخفاضه 48 ألفا.

وانخفضت الاسهم الامريكية في بداية التعاملات أمس بعد أن أظهر تقرير رسمي، أن طلبات اعانة البطالة ارتفعت أكثر من المتوقع الاسبوع الماضي، مما زاد من حدة المخاوف من أن تظهر بيانات الوظائف التي تعلن اليوم الجمعة مؤشرات جديدة على انكماش الاقتصاد الاميركي.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الاميركية الكبرى 50.15 نقطة أي ما يعادل 0.40 في المائة، ليصل الى 12555.68 نقطة.

وتراجع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 6.81 نقطة أي 0.50 في المائة، مسجلا 1360.72 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 13.52 نقطة أي 0.57 في المائة الى 2347.88 نقطة. وتراجعت الاسهم الاوروبية أمس، بعد صعودها ليومين مع تأثر البنوك مثل يو.بي.اس بمخاوف من عمليات شطب جديدة وبيانات أظهرت تباطؤ نمو الاقتصاد في منطقة اليورو.

وفقد مؤشر يوروفرست 300 لاسهم الشركات الاوروبية الكبرى 0.5 في المائة ليغلق بحسب بيانات غير رسمية عند 1310.84 نقطة بعدما صعد أكثر من أربعة في المائة في الجلستين السابقتين وسط آمال بتجاوز المرحلة الأسوأ من عمليات شطب الأصول في القطاع المصرفي.