الصين تروج لاقتصادها الحر.. والإماراتيون يفتحون باب الاستثمار على مصراعيه

«إعمار» توقع مذكرة تفاهم.. و«تجاري» تعيد طريق الحرير إلكترونيا

TT

فتح التنين الصيني آفاق اقتصاد بلاده باتجاه منطقة الشرق الأوسط، وكانت الإمارات هي المحطة التي يسعى من خلالها للوصول إلى الأسواق الشرق الأوسطية. وشمر الصينيين أمس، حكومة ورجال أعمال، عن سواعدهم للوصول إلى صيغة مشتركة تسمح لهم بالدخول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط، وأيضا جذب الاستثمارات والشركات الإماراتية إلى بلادهم، في خطوة نحو التحول بالكامل للاقتصاد الحر.

وخلال افتتاح أعمال المجلس الاقتصادي الإماراتي الصيني، الذي بدأ أمس في العاصمة التجارية للصين شنغهاي، بحضور ورعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان واضحا التوجه الرسمي الصيني لنفض غبار الشيوعية التي ما زالت آثارها تنتشر في بكين وشقيقاتها من المدن الصينية، ورحب المسؤولين الحكوميين بالانفتاح الاقتصادي لبلادهم.

وكان لافتا أن هذا الانفتاح الاقتصادي لم يفرق فيه الصينيين بين جذب الاستثمارات أو تصدير التكنولوجيا، فالمهم لدى الصينيين البحث عن شراكات تعينهم على الدخول إلى أسواق جديدة، سواء باستقطاب استثمارات جديدة لبلادهم، أو بالبحث عن ملعب جديد لتطورهم التكنولوجي.

ويقول جونغ سونغ، نائب عمدة شنغهاي، أن حكومة بلاده تسعى لتحويل مدينته إلى «مركز ملاحي وتجاري دولي»، مشيرا إلى تشجيع الشركات الصينية المتفوقة إلى الدخول في شراكات دولية واستراتيجية.

وتعول الصين على شنغهاي لقيادة قاطرة الاستثمارات فيها، خاصة مع التحول التدريجي الذي بدأت تنحاه المدينة لتكون مركزا دوليا في الشرق الآسيوي، كما تسعى السلطات الصينية لتسحب عاصمتها الاقتصادية البساط من عواصم النمور الآسيوية، خاصة مع الموقع الاستراتيجي الذي تقع فيه المدينة على البحر الأصفر، وتوافر كافة العوامل المساعدة من قوى بشرية وتكنولوجيا متقدمة.

وتنتشر الشركات الصينية في 131 دولة ومنطقة حول العالم، ولديها 48 آلاف مؤسسة تستثمر 75 مليار دولار في هذه الدول، فيما هناك 600 شركة متعددة الجنسيات لها مراكز إقليمية في شنغهاي، التي تحظى وحدها بـ520 مليار دولار كواردات في العام الواحد، وهو ما يشكل ربع الناتج الإجمالي للصين.

ووفقا لنائب عمدة شنغهاي فإن سلطات بلاده تهدف إلى بناء مركز تجاري دولي ملاحي قبل حلول عام 2020، مشددا على أن المدينة تستغل للوصول لهذا الغرض تعميم الإصلاحات الاقتصادية واستغلال استضافة بكين للأولمبياد المقبل.

ولم يفوت الجانب الإماراتي هذه الفرصة للدخول الى أكبر الأسواق الآسيوية والعملاق العالمي القادم، فأستغل زيارة رسمية لرئيس حكومته، فقدم أكثر من خمسين رجل أعمال أماراتي للمشاركة في ملتقى اقتصادي يهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين والذي وصل إلى 20 مليار دولار عام 2007.

من جهتها، قالت الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية بالإمارات، إن بلادها تفتح الباب أمام الشركات الصينية للدخول في شراكات استثمارية في أي من القطاعات التي يرونها مناسبة، وحددت الوزيرة الإماراتية قطاعات الخدمات المالية والاتصالات والطاقة والعقارات والصناعة، كفرص مغرية للمستثمرين الصينيين.

من جهته وصف محمد العبار، رئيس شركة إعمار، التي وقعت أمس اتفاقية للدخول للسوق الصيني وتعد أول شركة من منطقة الشرق الأوسط تفتتح مكتباً لها في الصين عام 2006، الصين بأنها أرض الفرص الثمينة، وأنها ستقود العالم في المستقبل القريب، مضيفا «عمر الانفتاح الصيني 14 عاما فقط، وسنرى كيف سيتحكم هذا العملاق في الاقتصاد العالمي».

أما لين يان مي، وهي سيدة أعمال صينية ومسؤولة في شركة الخليج للاستثمار، مقرها بكين، فقد قالت أن بلادها عازمة على الترويج للاقتصاد الصيني بصفة عامة، وشنغهاي بصفة خاصة، للدخول بقوة وتعويض سنوات طويلة ظلت الصين خلالها بعيدا عن لعب دور رئيسي في الاقتصاد العالمي، بينما إمكانياتها ترشحها للعب هذا الدور وبقوة.

وعلى هامش الملتقى، وقعت الإمارات والصين أربع اتفاقيات تفاهم بين مؤسسات من البلدين، حيث وقعت «إعمار العقارية»، مذكرة تفاهم مع «شركة شنغهاي تشاينا نيوز لتطوير المشاريع»، الهيئة الحكومية الصينية التابعة لفرع صحيفة الشعب اليومية «ديلي نيوز» في شنغهاي.

وتعتبر مذكرة التفاهم هذه الأولى في نوعها على صعيد اتفاقيات الشراكة الإماراتية ـ الصينية بين القطاعين العام والخاص، وتهدف إلى دراسة الفرص المتاحة لتطوير مشاريع البنية التحتية والمشاريع العقارية في عدد من أهم المدن الصينية. كما شهد منتدى التعاون الاقتصادي الإماراتي ـ الصيني، إعلان شركة «تجاري» نيتها إنشاء «طريق الحرير الالكترونية» لإعادة إحياء طريق التجارة السابق بين الصين والشرق الأوسط والذي طالما اتسم بالنجاح عبر التاريخ. وجاءت مشاركة «تجاري» لتتوج أعمال الوفد التجاري الإماراتي في الصين. وتم أمس توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين بين تجاري وشركائها الصينيين لتعزيز رؤية تطوير «طريق الحرير الالكتروني». كما وقعت شركة «اتصالات» اتفاقية رابعة مع شركة واوي الصينية للتعاون في مجال الاتصالات.