«ياهو» ترد على «مايكروسوفت».. بلاءٍ أخرى

عبرت عن استعدادها للتفاوض غير أنها أكدت أن عرض 42 مليار دولار للاستحواذ عليها يحط من قدرها

جيري يانغ المدير التنفيذي لـ«ياهو» («الشرق الأوسط»)
TT

عقب حدوث تراشق بالاتهامات بين كبار موظفي كل من شركتي ياهو ومايكروسوفت في خطابات متبادلة بينهم، ظلت كل من الشركتين في وضعها الحرج، مع توقع أن يلعب حملة أسهم ياهو دوراً أكبر في هذا الصراع على الهيمنة. وفي خطاب أرسل إلى مايكروسوفت في وقت مبكر من يوم أمس، جدد كل من جيري يانج المدير التنفيذي لشركة ياهو وروي بوستوك رئيس الشركة رفضهما للعرض الذي تقدمت به مايكروسوفت لشركتهما، مبررين ذلك بقولهما إن هذا العرض يحط من قدر ياهو. إلا أنهما أوضحا أن ياهو لا زالت مستعدة للتفاوض متى كانت مايكروسوفت مستعدة لتقديم عروض أفضل. وذكر مسؤولا شركة ياهو أيضاً أن الشركة لا تزال تبحث عن بدائل أخرى لعرض مايكروسوفت.

وذكر بعض المراقبين أن ياهو مستمرة في التفاوض مع شركة تايم وارنر حول صفقة تقوم الشركة الأخيرة بمقتضاها بدمج خدماتها المعلوماتية الإلكترونية ضمن خدمات ياهو.

إلا أن المتحدث باسم شركة تايم وارنر نفى هذا التصريح.

وورد في خطاب يانج وبوستوك إلى مايكروسوفت ما يلي «إننا لا نرفض عقد أي صفقة مع مايكروسوفت إذا كان هذا في مصلحة حملة أسهمنا. كل ما في الأمر أن أي صفقة نعقدها لا بد أن تكون لائقة بمكانة ياهو، وبالطبع نرغب في أن تحقق مايكروسوفت من وراء الصفقة مكاسب استراتيجية تعطي مزيداً من الثقة لحملة أسهمنا».

وكان هذا الخطاب رداً على خطاب أرسله ستيفن إيه. بالمر، المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، هدد فيه بشن حرب يهدف منها إلى استبعاد مديري ياهو عن طريق فرض وصايته عليهم إذا لم تتوصل الشركتان إلى تراضٍ ما خلال ثلاثة أسابيع.

وحذر بالمر في خطابه أيضاً من أن تلك الحرب على أحقية الوصاية سوف يصاحبها عرض أقل من ذلك الذي قدم سابقاً إلى ياهو.

وكان العرض الذي قدمته مايكروسوفت في الواحد والثلاثين من يناير (كانون الثاني) قد قدر مبدئيا بـ 44.6 مليار دولار أي ما يعادل 31 دولاراً للسهم، إلا أنه انخفض إلى ما يزيد قليلاً على 42 مليار دولار أي ما يعادل 29.36 للسهم بعد تراجع منيت به أسعار أسهم مايكروسوفت.

وكانت أسهم ياهو قد تراجعت إلى 27.70 دولار وهو تراجع يقدر بحوالي 66 سنتاً. ومع حرب أحقية الوصاية التي تلوح في الأفق، يتوقع أن تبذل الشركتان أقصى جهدهما محاولة لكسب رضا عملاءهما والذين سوف يكون لآرائهم دور حاسم في هذه المسألة.

وفي خطابهما، ذكر مسؤولا ياهو أن أولئك الذين يمتلكون «حصة كبيرة من أسهمنا القيمة قد دعموا موقف الشركة». أما بالمر فقد ذكر في خطابه أنه بدا جلياً أن مركز ياهو قد اهتز كثيراً في الشهرين الأخيرين. ونتيجة لهذا قامت مايكروسوفت بمنح حملة أسهم ياهو حصة تزيد حتى على الحصة التي منحتها إياهم وقت تأسيس الشركة. وأضاف أنه واثق من أن الكثير من حملة أسهم ياهو يشاركونه الرأي. وكانت ياهو قد نفت تراجع مركزها وأعادت تأكيد توقعاتها لمستوى أعمالها في الربع الأول من العام، والتي تنص على زيادة في نسبة عوائدها تتراوح ما بين 8 في المائة و17 في المائة عن العام السابق. وكان محللو وال ستريت قد تنبأوا بنسبة زيادة للشركة تبلغ حوالى 12 في المائة.

وعلق يوسف إتش. سكوالي المحلل بشركة «جيفريز آند كومباني» قائلاً: «سيكون الربع الأول من هذا العام ولا شك اختباراً لمدى كفاءة ومصداقية إدارة ياهو. فإذا كانوا يتوقعون من مسؤولي مايكروسوفت أن يقدموا عرضاً أفضل فلابد ألا تقل النسبة المنصوص عليها في هذا العرض عن 12 في المائة، وإلا فلن يستفيدوا شيئا». وينتظر من ياهو أن تقدم تقريراً بنتائج الربع الأول من العام في الثاني والعشرين من أبريل (نيسان) الحالي, أي قبل أسبوع واحد من الموعد النهائي الذي حددته مايكروسوفت.

وذكرت ياهو في خطابها أنها أثارت مع مسؤولي مايكروسوفت بعض المخاوف والتساؤلات التي تنطوي على عدم الثقة بما يتعلق بحدوث اندماج بين الشركتين، واشتكى مسؤولو ياهو من أن مسؤولي مايكروسوفت لم يجيبوا بشكل وافٍ عن هذه التساؤلات. وكان نص كلام ياهو لمايكروسوفت: «حتى الآن لم توافونا بأي معلومات طلبناها منكم».

* خدمة «نيويورك تايمز»